بات الفنانون السعوديون يدركون مدى التغيرات الاجتماعية الحاصلة في المجتمع السعودي، وتحول كثير من حياة البساطة والحارات الصغيرة إلى مساحات شاسعة تضم بنايات عالية وقلاعا محصنة تحت مسميات (فيلا).
ويعكف حاليا فريق فني على صياغة عمل كرتوني مميز يحاكي واقع المجتمع السعودي بعيدا عن المفهوم التقليدي للحارة، لأن الأسرة السعودية ابتعدت كثيراً عن المفهوم التقليدي للحارة وباتوا يسكنون الأدوار والشقق، ولم يعد للحارة الشعبية القديمة التي تعج بها بعض الأعمال الكرتونية ـ حاليا ـ أي أثر يذكر إلا ما ندر.
وأمام ذلك أنهى فريق عمل العمل الكرتوني «الخال وأم العيال» الخطوط العريضة بالأبعاد الثلاثية، الذي يعتبر أحد المسلسلات الكوميدية الأسرية المعاصرة.
وينطلق المسلسل الذي يشرف عليه الفنان السعودي عبد الإله السناني من مفهوم كوميدي أسري معاصر بعيداً عن الخانة الضيقة للحارة واستنزاف الجميع لذكراها الجميلة. ولفت السناني إلى أن العمل سيشهد عودة لتعاون جماعي من أشهر الأسماء وأقواها في الدراما السعودية، تتضمن مشاركة كل من الفنان السعودي القدير محمد الطويان والفنان الكبير عبد العزيز الحماد، بالإضافة لفنان المونولوج السعودي الكبير عبد العزيز الهزاع الذي أكد أنه مشارك بما يتناسب مع قدراته الصوتية الفذة.
كما سيحفل العمل بمشاركة عدد من الأسماء العربية التي يحتفظ بها القائمون على المسلسل كمفاجأة ستعلن في حينها، بحسب تصريح السناني. وعن فكرة المسلسل أوضح السناني أنه صاحب الفكرة الأساسية للعمل، وأن الفكرة ناتجة عن احتياج درامي تم إغفاله من قبل الكثيرين في سبيل الحصول على أعمال غنية بـ«الإفيه» ومتواضعة في المضمون، وكان هذا هو المحفز الرئيس للبدء بإنتاج العمل، فالأسرة السعودية، خصوصاً الخليجية بشكل عام تستحق ما هو أفضل من ذلك بكثير، وأن العمل اقترب من عالم اليوم الواقعي كثيراً من دون أن يغفل الصلة بالبيئة، كما أنه (لم يحلق بعيداً إلى عام 2200 دون حاجة درامية) على حد تعبيره. وأضاف السناني أن مجموعة من الكتاب السعوديين الشباب قاموا بكتابة السيناريو والحوار لأهم الحلقات، ومنهم عبد الله صايل وعامر السيف ويزيد السليمان. كما بين أن تصميم الشخصيات الرئيسية في العمل قد أوكل إلى فنان الكاريكاتير السعودي عبد الله صايل.
وعن القناة التي سيتم عرض العمل من خلالها أفاد السناني أن المفاضلة جارية الآن بين عدد من أكثر الفضائيات مشاهدة ومتابعة من قبل الجمهور السعودي، وأن العمل يتبع خطة طموحة يقضي الاتفاق بموجبها على تزويد الفضائية التي ستفوز بحق بث العمل بمائة حلقة على مدى أعوام ثلاثة. وتابع السناني أن المفاجأة الأكبر هي في تبني فيلم سينمائي سعودي ثلاثي الأبعاد للأسرة السعودية والعربية بمدة عرض تصل إلى ساعة ونصف الساعة، وهذا ما سيعمل فريق العمل على تطويره بالنظر إلى ما سيحققه المسلسل من نجاح مع الاستفادة من نقاط القوة وتعزيز نقاط الضعف على غرار ما يجري في السينما العالمية من إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد استمدت نجاحها من مسلسلات كرتونية تلفزيونية. وبسؤال فنان الكاريكاتير السعودي عبد الله صايل عن مهمته في هذا العمل أوضح أن مهمته تنحصر في تصميم الشخصيات الرئيسة، وبعضها من المشاهير في الشاشة السعودية ممن يستمتع الفنان برسم (بورتريهاتهم)، وقد شدني للموضوع ما أجده عادة من إثارة في استحضار كركترات من مجتمعنا السعودي المعاصر، ومنهم في مسلسل (الخال وأم العيال) الأم «ريشة» والابن الأكبر «نقا» والابن أوسط «الوكري» والابن الأصغر «هجاج»، وهذا شدتني فيه انطوائيته المفرطة وعلاقته الوطيدة بسائق العائلة «آرنيستو». وأضاف صايل أن العمل عبارة عن توليفة درامية تطمح لكسر الإطار العام للمفهوم السائد عن منطقة الكوميديا السعودية والوصول بها إلى المعايشة، متمنيا كرسام ومشارك بجهد كتابي يسير في العمل ألا يقف المشاهد عند حدود المشاهدة وأن يتجاوزها للتفاعل وإبداء وجهة النظر.