خبراء سياحة يطالبون بتنسيق زيارات العمرة لتعزيز شعار «جدة للسياحة طوال العام»

مركز «ماس» ينفق 11 مليونا على المشاريع البحثية العام الماضي

توفير الراحة والاستمتاع لأهالي وضيوف عروس البحر الأحمر أثناء العطلة (الشرق الأوسط)
TT

كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية أن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) انفق 11.4 مليون ريال على المشاريع والبرامج البحثية التي قام بها خلال العام الماضي.

وأوضح التقرير السنوي الصادر عن المركز لعام 2008، أنه تم إنفاق هذا المبلغ على نحو 15 برنامجاً ومشروعاً رئيساً، تمثلت في مسوحات الطلب السياحي للعامين الماضيين. إلى جانب إنجاز 87 ملخصاً إحصائياً بزيادة قدرها 45 في المائة عن عام 2007، وغطت هذه الإحصاءات صناعة السياحة على المستوى الوطني وعلى مستوى المناطق.

وعن نتائج الفعاليات السياحية، بيّن التقرير أنه نتج عن تغطية المهرجانات والفعاليات السياحية خلال العام الماضي 29 تقريراً إحصائياً، توضح أعداد وخصائص السياح وآراءهم حول مستوى هذه الفعاليات والخدمات المقدمة، وقياس الأثر الاقتصادي لبعضها، إلى جانب تحديث بيانات أكثر من 21 ألف منشأة في أكبر 22 مدينة في المملكة وإدخالها في قاعدة بيانات مقدمي الخدمات السياحية وتوفيرها للمستفيدين عن طريق موقع مركز ماس الإلكتروني.

وأوضح التقرير أن لجنة برنامج المنح البحثية بالهيئة أجازت 7 مشاريع بحثية مع الموافقة على دعمها مالياً من بين 16 مقترحاً مقدماً إليها، بما نسبته 44 في المائة من الأبحاث التي عرضت على اللجنة، علاوة على إنجاز ثلاثة تطبيقات لمشروع «قاعدة البيانات السياحية الجغرافية» وهي تطبيق البوابة السياحية الجغرافية، وتطبيق شبكتي الانترنت والاكسترانت، وتطبيق خدمات الحاسوب الكفي والمحمول، مع توفر دليل المستخدم لجميع التطبيقات السابقة باللغتين العربية والإنجليزية.

ولفت التقرير إلى تصميم المركز وبنائه قاعدة بيانات سياحية ذكية قادرة على التعامل مع البيانات الإحصائية السياحية الشهرية وتقليص المدة اللازمة لإصدار التقارير، والتلبية الفورية لاحتياجات المستفيدين والشركاء من المعلومات والإحصاءات، إضافة إلى تزويد المنظمات الدولية باحتياجها المعلوماتي. كما نوه التقرير إلى تفعيل اتفاقيات التعاون مع عدد من الوزارات والجهات الداخلية والخارجية.

على صعيد متصل، أغلقت الفنادق في كل من مكة المكرمة وجدة حجوزاتها في الأيام الحالية نتيجة دخول موسم العطلات المدرسية في السعودية ودول الخليج، وكذلك اغتنام عدد من سكان دول الخليج لفرصة إجازة الربيع في أداء العمرة في مكة المكرمة والزيارة إلى المدينة المنورة التي لا تعاني من زحام خانق خلال هذه الفترة سنوياً. وتستعد مدن المنطقة الغربية من السعودية لاستقبال الزوار من مختلف المناطق والدول العربية بشكل أكبر من مناطق البلاد الأخرى، باعتبار ما لديها من مزايا نسبية متمثلة في وجود الأماكن المقدسة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، علماً أن تقديرات الهيئة العليا للسياحة السعودية تؤكد أن مدن المناطق الغربية من المملكة تستحوذ ما نسبته 42 بالمائة من الكعكة الإجمالية من السياحة في البلاد.

وأوضح الدكتور خالد فهد الحارثي رئيس لجنة الضيافة وعضو اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في جدة، خلال حديثه لـ «الشرق الأوسط»، أن هناك تحفيزا للقادمين للعمرة في البقاء في مدينة جدة، مشيراً إلى أن المستثمرين على أتم الاستعداد لتقديم أسعار محفزة في حال شعورهم بالاطمئنان والاستمرار أو العمل على عقود طويلة المدى لسياحة مدينة جدة.

وقال الدكتور الحارثي «تعد مدينة جدة البوابة الرئيسية لدخول المعتمرين إلى مكة المكرمة، إلا أنه ما زال هناك ضعف في تنظيم السياحة الداخلية للقادمين إلى العمرة، مؤكدا على أن التنظيم السليم يخدم السياحة الدينية بشكل كبير».

وأضاف «هناك مقومات سياحية كافية قي الوقت الراهن لإنعاش السياحة الداخلية، وذلك بوضع برامج للتنشيط السياحي ضمن الحقيبة التي يحصل عليها الحاج والمعتمر مقابل أسعار معقولة بالتنسيق مع المكاتب السياحية ومكاتب الحج والعمرة تحت مظلة الهيئة العليا للسياحة».

وطالب الدكتور خالد فهد الحارثي بضرورة التنسيق مع وزارة الحج والعمرة والهيئة العليا للسياحة وإنشاء جداول وبرامج للقادمين إلى الحج والعمرة، خصوصا بعد فتحها على مدار العام، وذلك بهدف تعزيز شعار مدينة جدة للسياحة طوال السنة.

ولفت إلى الحاجة لوسائل دعائية وإعلانية غير تقليدية، في ظل تحمل الهيئة العليا للسياحة مسؤولية هذا الجانب، مضيفا: نأمل دعم السياحة الداخلية من قبل الهيئة وحل المعوقات وتقليص المشاكل التي تواجه المستثمرين وأصحاب الأعمال في هذا الجانب، شريطة أن تكون هناك مرجعية على اعتبار أن سبب الفشل يكمن في تعداد المرجعيات.

وحول تأثر السياحة في السعودية بالأزمة المالية العالمية، أفاد رئيس لجنة الضيافة وعضو اللجنة السياحية في غرفة جدة للتجارة والصناعة أن أضرار تلك الأزمة كانت محدودة في السعودية مقارنة بالدول المجاورة.

وأضاف «يعتمد الاقتصاد السعودي بوجه عام على الاستثمارات المحلية، غير أن نسبة الاشغال ودخول المنتزهات والمطاعم أقل مما كانت عليه قبل الأزمة الاقتصادية وذلك بسبب الجانب النفسي لدى الأفراد الذين يعتبرون عامل السياحة ناحية كمالية، إضافة إلى الجانب الإعلامي الذي ساهم في تضخيم أبعاد الأزمة وتقوية ردود أفعال المجتمع».

وأشار الدكتور خالد الحارثي إلى وجود جانب إيجابي لمن كان يعتمد على السياحة الخارجية، والذي سيتجه في ظل آثار الأزمة إلى السياحة الداخلية.

من جانبه، أكد المهندس محمد بن حمزة عجاج مساعد وكيل الخدمات للسلامة والعلاقات الحكومية بأمانة محافظة جدة أنه تم في إطار الخطة التي تم مناقشتها لإزالة أي عوائق خاصة بسلامة المترددين على الحدائق والمتنزهات وغيرها من مناطق جذب الزائرين والمصطافين.

وقال المهندس عجاج «تم التنسيق مع كافة الجهات المعنية من أجل توفير الراحة والاستمتاع لأهالي وضيوف عروس البحر الأحمر أثناء العطلة»، مشيرا إلى أن مدينة جدة على استعداد كامل لاستقبال أي زيادة قد تطرأ في أعداد المصطافين والزائرين الذين سيتوافدون عليها بما يتطلبه ذلك من تسخير كافة عوامل الأمن والسلامة من أجل راحتهم.

ويرجع خبراء السياحة سبب انتعاش السياحة الداخلية في موسم إجازة الربيع إلى ما تتمتع به تلك المناطق من طقس ربيعي خاص مقارنة بمناطق السعودية الأخرى، بالإضافة إلى الميزة الدينية في مكة المكرمة، وموقع مدينة جدة الساحلية التي تعتبر عاصمة للسياحة السعودية نظرا للإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها والمتضمنة المقومات الترفيهية والعلمية والطبية وقربها من المدن المهمة مثل: مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف.