تقارير جيولوجية تفند سقوط مركبة في بحيرة الأربعين

بعد أسبوعين من البحث .. مرور جدة يستعين بحرس الحدود شهود عيان

من أعمال البحث في البحيرة
TT

بعد رحلة بحث استمرت قرابة الأسبوعين، وبناء على تقارير رسمية صادرة من هيئة المساحة الجيولوجية، أعلنت الجهات الرسمية القائمة على عمليات البحث عن السيارة التي زعم انها قد سقطت في بحيرة الاربعين وسط مدينة جدة عقب حادث مروري، أعلنت امس ايقاف عمليات البحث بعد تأكيدات عملية عن عدم جود المركبة في اعماق البحيرة. وأوضح العقيد محمد القحطاني مدير إدارة المرور في محافظة جدة ان نتائج التحقيقات من خلال تقريري حرس الحدود وهيئة المساحة الجيولوجية إضافة إلى سماع شهادة الشهود في سوق السمك القريب والمحاذي لموقع الحادث، وبعض الشهود في الموقع الذين اكدوا عدم سماعهم لأي دوي جراء سقوط السيارة في البحيرة.

وقال ان الشهود أكدوا انهم سمعوا بالفعل دوي اصطدام قوي بالجسر المحاذي للبحيرة وهو الأمر الذي دفعهم للتوجه فورا الى الموقع ومشاهدة السيارة الاولى تصطدم بجسر البحيرة من دون مشاهدة أي اثر لسيارة اخرى. وأضاف القحطاني ان الحادث الذي وقع لقائد المركبة كان حادثا قويا ادى إلى التفاف المركبة وسقوط قطعة كبيرة منها في اعماق البحيرة، تم استخراجها فعلا وهو الامر الذي قد يرجح التباس الأمر على سائق المركبة الذي ادعى سقوط سيارة اخرى كان قد اصطدم بها وهوت الى البحيرة، إضافة الي أن الحادث وقع في السابعة والنصف صباحا، وهو وقت انعكاس زاوية الرؤية على السائق مما يكون قد اثر في مستوى الرؤية لديه.

كما بين مدير مرور جدة انه تم ايضا الاستفسار من شرطة جدة حول ورود أي بلاغ إلى أقسام الشرطة عن فقدان افراد او فقدان سيارة او أي بلاغ عن سيارة مسروقة وفق الأوصاف المذكورة، لكنه لم يرد شيء. وذكر القحطاني، بناء على كل تلك المعطيات تم اعتبار الحادث من طرف واحد، وتم إيقاع مخالفتي السرعة والتجاوز الخاطئ بحق السائق، مع تحويل خطاب إلى امانة جدة لتحديد تلفيات الجسر التي سيتحملها السائق ايضا. من جانبه، أوضح المقدم بحري صالح محمد الشهري رئيس الشؤون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» انه بعد البحث المتواصل من قبل فرق حرس الحدود المكونة من 3 وسائط بحرية و25 غواصا و3 مركبات مجهزة للإنقاذ، إضافة إلى التقنيات المتطورة المستخدمة ومعدات فرق هيئة المساحة الجيولوجية لحين انتهاء التحقيق لم يتم العثور على اثر للسيارة المعنية.

وكانت «الشرق الأوسط» قد حصلت على تقرير هيئة المساحة الجيولوجية حول عمليات البحث وأشار التقرير الى انه ومن خلال استخدام اجهزة الرصد الحديثة لرصد الأعماق وبعد عمل شبكة رصد بين كل 10 أمتار لتحديد اعماق البحيرة ورصد أي تغيرات غير طبيعية في تضاريس البحيرة، تبين من ذلك الاشتباه في 3 مواقع يحتمل وجود اجسام غريبة فيها، وقد تم ابلاغ الجهات المختصة بالمواقع للبحث فيها. كما اشار التقرير إلى انه وبعد استخدام جهاز آخر لقياس المجال المغناطيسي، تم التأكيد على المواقع السابقة وتم اكتشاف موقع رابع يشتبه بوجود جسم معدني به.

وبالعودة للمقدم بحري صالح محمد الشهري رئيس الشؤون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة، بين انه تم فعلا البحث في المواقع المحددة وتم اكتشاف بعض القطع والمعادن الحديدية، منها قطعة كبيرة من المركبة التي اصطدمت بجسر البحيرة من دون وجود اثر لأي مركبة اخرى. وتعود تفاصيل الحادث الذي اثار الرأي العام في المدينة، وحوًل البحيرة الملوثة إلى مزار لسكان المدينة لمتابعة عمليات البحث، تعود إلى اصطدام سيارة من نوع لكزس بجسر البحيرة بعد تجاوز شاحنة كبيرة كانت تسير على الجسر، وبعد اصطدامها ورد بلاغ يفيد بوقوع حادث كبير على الجسر وسقوط احدى المركبات داخل البحيرة، وعلى الفور بدأت فرق سلاح الحدود عمليات البحث التي استمرت طول الايام الماضية وتمت الاستعانة بفرق من هيئة المساحة الجيولوجية التي شاركت بقارب متطور. ويذكر أن بحيرة الاربعين قد شهدت ـ وفق المقدم الشهري ـ سقوط ثلاث سيارات عبر فترات متفاوتة، في أوقات سابقة، ولم تزد عملية البحث عنها وانتشالها من البحيرة عن نصف ساعة للسيارة الواحدة. ويضيف «كذلك لو بالفعل سقطت سيارة وبداخلها أفراد، فلماذا لم يصل أي بلاغ من عائلاتهم حتى الآن، خلافا الى أننا لم نجد أي قطعة لمواصفات السيارة التي أبلغ عنها الشاهد».