غياب التصاريح يعيق قيام معرض جدة الدولي للكتاب

المعرض مؤجل منذ عامين.. ويخشى القائمون عليه من أنه مهدد بالإلغاء

جانب من معرض الكتاب الأخير الذي أقيم في جدة قبل عامين
TT

منذ عامين وأجندة فعاليات وأنشطة مدينة جدة تخلو من أحد أبرز وأهم مواعيدها السنوية التي ينتظرها أهالي منطقة مكة المكرمة، والطلبة والباحثون والمثقفون بشكل خاص، هذا الموعد السنوي الكبير ما هو إلا تظاهرة ثقافية كبرى تقام سنوياً في نوفمبر )تشرين الثاني( تحت مسمى «معرض جدة الدولي للكتاب» وهو المعرض الذي تعثرت إقامته منذ عامين ويخشى القائمون عليه من أنه مهدد بالإلغاء والغياب الدائم بعد التهميش والتأخير الذي طاله.

معرض جدة الدولي للكتاب وخلال 13 دورة هي عمره شهدت الكثير من الشد والجذب واختلاف الجهات المنظمة والمشرفة والراعية في دورات عديدة، انتهى أن أنيطت مهمة الإشراف عليه وإقامته إلى النادي الأدبي بجدة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم العالي قبل عامين، إلا أنه ومن حينها تعثر وتم تأجيل إقامته.

رئيس النادي الأدبي بجدة، عبد المحسن القحطاني، أكد في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط» بأن السبب الوحيد الذي يحول دون إقامة النادي للمعرض هو عدم حصوله على التصاريح اللازمة من الجهات المعنية، مؤكداً بأن الأوراق كلها تم إرسالها منذ فترة طويلة، مؤكداً في الوقت نفسه أن النادي أجرى اتصالاته بدور النشر وأنه على استعداد تام لإقامة المعرض فور حصوله على الموافقات.

من جانبه، اعتبر أحمد قران الزهراني، المشرف على معرض جدة الدولي للكتاب والمعلومات منذ إطلاق دورته الأولى في عام 1994، والمشرف في وكالة الرقابة على المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام بأن المعرض شكل منذ دورته الأولى التي نظمتها الشركة السعودية للمعارض وأشرفت عليها وزارة الثقافة والإعلام النواة الأولى لإقامة المعارض، وقال «تعامل موظفو الوزارة حينها مع الحدث بحذر كتجربة أولى، ومر المعرض دون أن تحدث إشكاليات، ذلك لان دور النشر العربية التي شاركت في المعرض كانت تعرف أنظمة الرقابة الصارمة حينذاك، ومع ذلك تم فسح اغلب الكتب الواردة إلى المعرض، سواء التي كان لها إجراء سابق أو الجديدة، ولم يكن الإقبال كبيرا لضعف وسائل الإعلان ومحدوديتها ومع ذلك نجح المعرض في حينه وتوقفت التجربة لأسباب تنظيمية وربما إجرائية، وفي عام 2000 أقيم معرض جدة الدولي الثاني بتنسيق مع اللجنة الثقافية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة واستطاعت مع شركة الحارثي للمعارض أن تنظم معرضا مختلفا عن سابقه ومغايرا من حيث الشكل».

وأشار الزهراني إلى أن الأعوام اللاحقة شهدت عقبات كانت تعترض المعرض إلا أنها لم تثن الجهات المشرفة عليه من إقامته، وتراوحت هذه العقبات بين إشكاليات المكان، وملاحظات على بعض الكتب المعروضة وغيرها من الإشكاليات التي لم تثن المعرض ولا مشرفيه ولا رواده والتي كانت تجد دائما طريقها للحل.

وأضاف «مؤخراً قرر النادي الأدبي أن يتولى مهمة الإشراف على المعرض وإقامته، وبالفعل قام رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني بمخاطبة وزارة الثقافة والإعلام برغبة النادي في إقامة المعرض وتمت موافقة الوزارة على ذلك شريطة موافقة الجهات المعنية، وتم الاتفاق مبدئيا مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة التي رحبت بالفكرة وأبدت استعدادها لتذليل كافة الصعوبات ووضع إمكانيات الغرفة تحت تصرف النادي بما في ذلك صالة المعارض وفي التاريخ الذي يحدده النادي، كما تم التعاقد المبدئي مع شركة جدة للمعارض لتجهيز المعرض وتم الاتفاق مع شركة متخصصة للدعاية والإعلان لجلب الرعايات، وتم تسويق المعرض بالكامل لدور النشر العربية والدولية، ووجدنا إقبالا شديدا على المشاركة في المعرض، وكل ذلك يصب في الاستعداد لإقامة المعرض في أي وقت أو أي ظرف».