حذر مختصون إعلاميون سعوديون أمس من أن الأطفال يتعرضون لعمليات استغلال عبر وسائل إعلام وقنوات فضائية تعرض الأطفال لسيل من المواد الترفيهية والإعلامية التي تحمل مضامين لا تتناسب مع أعمارهم. وصدرت هذه التحذيرات، قبل أسابيع من انعقاد ورشة عربية تهدف وضع إستراتيجية للإعلام العربي الموجه للطفل.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أعلن محمد عبد الله القديري، الأمين المساعد للجنة الوطنية للطفولة أن السعودية ممثلة باللجنة الوطنية للطفولة، ستستضيف في الرابع من أبريل (نيسان) المقبل، ورشة عمل عربية بعنوان «وضع توجهات إستراتيجية للإعلام العربي الموجه للطفل والبيئة المحيطة به»، الذي ينظمه قسم الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية ويستمر لمدة خمسة أيام وذلك في مدينة جدة.
وقال القديري أمس: إنه ستكون هناك أكثر من 20 دولة عربية مشاركة خلال فعاليات الورشة، حيث تحتوي الورشة على تدريب عملي للمتخصصين في الطفولة والأسرة، في كيفية التعامل مع ما تبثه وسائل الإعلام، وأثرها في الأطفال، كذلك وضع إرشادات للمواد الإعلامية المنشورة، مشيرا إلى أنه سيتم ٍعقد ندوات ومحاضرات على هامش الورشة، بالإضافة أنه ستكون هناك مجموعة من المشاركين في الورشة في القطاعين الحكومي والخاص بهدف الاستفادة من هذه الورشة، منها وزارة الإعلام السعودية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف.
وأضاف القديري: أن فعاليات الورشة سوف تركز أيضا على أثر وسائل الإعلام في الأطفال، خصوصا الفضائيات التي أصبحت مفتوحة لدى الجميع، وأصبح تأثير وسائل الإعلام في حياة الأطفال والفئات العمرية الأخرى ملحوظا داخل المجتمعات، مبينا أن المتحدثين خلال الندوات والمحاضرات سوف يسلطون الضوء أيضا على كيفية حماية الأطفال من التأثر بوسائل الإعلام، من خلال التوجيه والإرشاد، وفق أسس علمية وتربوية.
من جانبه، قال الدكتور فهد العسكر، أستاذ الإعلام وعميد البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود لـ(الشرق الأوسط): إن البحوث الإعلامية في الجامعات بدأت تبحث عن ما وراء تأثير الوسائل الإعلامية، من سلوكيات خاطئة يتعلمها الأطفال والتي أصبحت الوسائل الإعلامية شريكا أساسيا في تربية وتنشئة الأطفال من خلال ما يعرض من مشاهد، مضيفا أن الوسائل الإعلامية أصبحت تشكل وتعيد صياغة المجتمعات، خصوصا التلفزيون والانترنت.
وأشار العسكر إلى قدرة الصناعة الإعلامية في الوقت الحاضر على صياغة حياة الأطفال والشباب وهم الذين يحتاجون إلى توعية كبيرة، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر مما يعرض في القنوات الفضائية، هو سلبي.