جدة: إحالة عاملين إلى «الادعاء العام» في قضية وفاة طفلين دنماركيين

«الزراعة» تحظر استخدام 24 مبيدا حشريا وتهدد بعقوبات «حازمة»

TT

كشفت مصادر أمنية أن شرطة جدة أحالت عاملين من الجنسية العربية إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام على خلفية وفاة طفلين من الجالية الدنماركية بعد أن استنشقا مبيدا حشريا يحتوي على مركب «فوسفيد الألمنيوم»، تصفه الجهات الرسمية بالقاتل.

وقال العقيد مسفر الجعيد المتحدث الرسمي باسم شرطة جدة لـ«الشرق الأوسط»: إن هيئة التحقيق للإدعاء العام تتابع الموضوع، مؤكدا أنه تم إحالة شخصين من إحدى الجنسيات العربية لتورطهما بالتسبب في وفاة الطفلين، مشيرا إلى أنه تم استدعاء مسؤولي الشركة التي يعملان بها، حيال مدى مسؤوليتهم عن تلك الواقعة.

وفي ذات السياق، أكد الجعيد أن تلك المبيدات الحشرية السامة تسببت خلال الخمسة أشهر الماضية في وفاة ستة أطفال في جدة إضافة إلى إصابات أخرى تم تداركها وإنقاذ الأطفال قبل استفحال الأمر. إلى ذلك، لم يُخف الدكتور حسين الغامدي مدير مراقبة السموم الكيمائية في الشؤون الصحية بمحافظة جدة، خطورة المركب المبيد، والتي تكمن في إمكانية ان ينتقل من خلال الحوائط الإسمنتية، وهو الامر الذي اثبتته حالات عدة، تعرضت في أوقات سابقة لخطر تلك الأنواع من المبيدات.

من جانب آخر، أعلنت أمس وزارة الزراعة حظر 24 مبيدا من أهمها (فوسفيد الألمنيوم). وقالت الوزارة على لسان الدكتور خالد الفهيد مدير الإعلام الزراعي فيها: إن «الوزارة تقيد بعض المبيدات، ومن أهمها (فوسفيد الألمنيوم) بحيث يتم معاملة المبيد المقيد من قبل الشركة أو المؤسسة فقط، ومن قبل فريق فني مختص، ولا يسمح بعرض المبيد أو بيعه لأي شخص، ويتم معاملة المبيد من قبل الجهة المستوردة له، بالأماكن المسموح استخدامه بها، مثل المخازن، والمستودعات».

واستندت الوزارة التي تبنت قرار إيقاف تلك المبيدات الزراعية، على تقارير ودراسات، أجراها مختصين وهيئات دولية، مشيرةً في بيانٍ لها أمس، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخةٍ منه، أن سوء استخدام المبيدات من قبل بعض المزارعين، كان من الحالات التي قادت الوزارة للتفكير في إيقاف تلك الأنواع من المبيدات.

أكد الدكتور الفهيد ، أن قرار الإيقاف يأتي ضمن إجراءات «حازمة»، تتخذها الوزارة في تداول هذه الأنواع من المبيدات. وربطت الوزارة الرغبة في استيراد تلك الأنواع من المبيدات الزراعية، بإذنٍ رسمي منها، في حين تشترط الإدارة المعنية في هذا الخصوص، أن يتم تزويدها بما يثبت استنفاد الكميات المستوردة سابقاً، وفي حالة بيع المبيد بالطرق العادية.

وتعمل وزارة الزراعة السعودية بمراقبة الأسواق ضمن عدم جهات حكومية للكشف على المحلات الزراعية والصيدليات البيطرية والمستودعات التابعة لها بشكل دوري، للتحقق من تطبيق الضوابط التي سنتها الوزارة في حضر عمليات البيع، مُحذرةً في الحين ذاته من إنزال العقوبات، بحق من يثبت أنهم المخالفين منهم.

واستدلت بتطبيق العقوبات بحق أربع مؤسسات زراعية، مستوردة لهذا المبيد، وذلك بشطب تسجيل المبيد لهم نهائياً وتطبيق العقوبة المالية بحقهم، وفقاً لنظام المبيدات الزراعية.

وقادت حالات الوفيات الأخيرة، إلى تحرك آخر بات ملموساً على المستوى الرسمي، حيث اعلنت أمانة محافظة جدة، على لسان الدكتور عبد الغفار ازهري مساعد وكيل الخدمات لشؤون النظافة والبيئة، عن لائحة شروط وتدابير، ستخضع لها شركات النقل والتنظيف في المحافظة، إضافةً إلى معاقبة من يتجاوز تلك التحذيرات.

وستشهد محافظة جدة قريباً، عدد من الندوات التعريفية والتوعوية باستخدام المبيدات، في خطوةٍ من الجهات الرسمية المنظمة لتلك الندوات، للتحذير من خطر تلك المبيدات القاتلة.

وهنا عاد الغامدي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» وضح طرق استعمال المبيد، الذي خُصص للقضاء على الحشرات والقوارض في صوامع الغلال، مطالبا بضرورة عدم تعرض الإنسان إلى تلك المبيدات ولا سيما الأطفال، واصفا ذاك النوع من المبيدات، بـ«القاتل»، ومُحذراً من استعماله في أماكن مأهولة بالسكان.