تحذيرات من مخططات تستهدف «تحوير» الأحرف العربية لـ«العبرية»

خطاطون سعوديون كبار يطلقون دعوات لـ«نصرة» الحرف.. و«الدفاع» عن أصالته

TT

برزت تحذيرات في الآونة الأخيرة، تنبه لمخططات تستهدف «عجمنة» الخط العربي الأصيل وتحويره على نحو مشابه لكتابة الحروف اللاتينية والعبرية، وهي المخططات التي يُتهم «مستشرقون» بالوقوف خلفها، مسنودين من بعض الخطاطين العرب الذين يروجون لكتابة ما أسموه «الخط الحر»، أو «المودرن» على حد تعبيرهم.

وحذر عبد الله عبد الرزاق الصانع، وهو الخطاط السابق للكلمة الملكية السامية وسجل التشريفات بوزارة التخطيط السعودية، في حديث لـ«الشرق الأوسط» من مغبة محاولات تتم عبر جماعات مستشرقة، تحاول تذويب هوية الخط العربي، وإفقاده جماليته.

وأطلق الصانع، وغيره من الخطاطين المعروفين في السعودية، وفي مقدمتهم عثمان طه خطاط المصحف الشريف بالمدينة المنورة، دعوات من قبيل نصرة الحرف والدفاع عن أصالته، وهي المصطلحات التي تعكس حجم المخاوف المتزايد من التهديد الذي يواجه الخط العربي هذه الأيام. ويتهم 13 خطاطا عربيا، من أسموهم بالجماعات «المعادية للإسلام»، بمحاولة «تغيير وتشويه وطمس معالم الحرف العربي، وجعله أقرب إلى اللاتينية والعبرية».

ويساند الخطاط الصانع في مجهوده الذي يرمي من ورائه للتصدي لأي محاولة تسعى لإفقاد الحرف العربي جماليته، مجموعة من الخطاطين الكبار؛ فإلى جانب عثمان طه خطاط المصحف الشريف، يقف إلى جانبه كل من: الدكتور محمد بشير وشفيق الزمان (خطاطان بالحرم النبوي)، الدكتور عبد العزيز مصطفى (أستاذ في جامعة طيبة)، أحمد ضياء الدين (محكم دولي للخط العربي)، بشار عالوه (معلم خط في الجامعة الإسلامية).

ويدعم مجموعة أخرى من الخطاطين توجه بقية زملائهم في مناهضة تذويب الخط العربي؛ من أمثال: إبراهيم العرافي وعبد الشكور شاكر (معلمان خط عربي في الحرم المكي)، مختار مفيض الرحمن (خطاط في مصنع كسوة الكعبة بمكة)، الدكتور عبد الله عطار (رئيس قسم الوسائل التعليمية بكلية المعلمين بمكة)، وغيرهم.

والصانع، الذي ينشط في مسألة الترويج للمحافظة على الخطوط العربية الأصيلة، من أحد أهم الخطاطين السعوديين. فالخطاط الستيني، هو من خط كلمتي الراحلين (الملك خالد، والملك فهد)، بمناسبة الخطة الخمسية الثالثة بوزارة التخطيط، عندما كان خطاط سجل التشريفات، وهو متخرج في معهد الفنون الجميلة ببغداد 1971، وتتلمذ على يد الخطاط الشهير الراحل هاشم محمد البغدادي.

ويفكر عبد الله الصانع (61 عاما)، بشكل جدي، بإطلاق معرض عن الخطوط العربية، سيدخل فيه ولأول مرة التقنية الصوتية، كأول معرض يقوم على الخط الصوتي، بحيث ستعرض مجموعة من اللوحات التي تحمل آيات وأحاديث، بخلفية صوتية لما هو مكتوب على تلك اللوحات.

يقول الصانع لـ«الشرق الأوسط»، لقد قمت بزيارة للدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الجديد، وعرضت عليه الفكرة، وأبدى استحسانها.

ويشرح أكثر عن المعرض الذي أطلق عليه «رسول الرحمة والإنسانية وفضائله في المدينة النبوية»، بأنه عبارة عن تعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومدينته الطاهرة. وأضاف «لقد قمت بتسجيل الآيات القرآنية المخطوطة والمعروضة بصوتي، حيث كنت مقرئا سابقا بإذاعة القرآن الكريم». وينتظر الصانع، موافقة وزارة الثقافة والإعلام، على إقامة هذا المعرض في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي يأمل أن ينطلق منها لإقامته في دول أوروبية.