«حمى الضنك» تعود للظهور في مكة وجدة بـ 90 حالة.. والطائف تستنفر لمواجهة «الكبد الوبائي»

صحة مكة تحذر من البعوض الأبيض.. والطائف تحذر من المياه الراكدة

موظفو بلدية في جدة يكافحون إحدى بؤر حمى الضنك في المدينة («الشرق الأوسط»)
TT

من جديد، عاد مرضى حمى الضنك الى منطقة مكة المكرمة مسجلا حضوره بشكل كبير في جدة ومكة وسط استنفار صحي وخدمي لمواجهة المشكلة التي سبق وان أُعلن انتهاؤها منذ عدة اشهر.

وسجلت العاصمة المقدسة حتى يوم امس نحو 80 حالة اشتباه منها 20 حالة تم التأكد من اصابتها بحسب مصادر طبية في الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن الأعداد مرشحة للزيادة وأن مستشفى النور التخصصي والملك فيصل في الششة استقبلت هذه الحالات، لتظهر على السطح حالة وفاة اشتبه في إصابتها بحمى الضنك لرجلٍ في العقد الرابع من عمره يدعى هاشم أحمد قاسم، حيث عانى قبل وفاته من ارتفاعٍ مفاجئ في درجة حرارته تزامنت مع صداعٍ وغثيان شديدين.

ويأتي ذلك في وقتٍ حذر فيه فايق الحسيني، المتحدث الرسمي في الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة في حديث لـ «الشرق الأوسط» من البعوض الأبيض المخطط الذي يهاجم المياه العذبة في العاصمة المقدسة، حيث تجد هذه الحشرة في المياه العذبة البيئة الصالحة للمعيشة والتكاثر، وهذه المعلومات يفتقدها كثير من الناس، موضحاً تكاثرها أيضاً في مياه المزروعات المنتشرة فوق السطوح، وخلف الماء المتسرب خلف المكيفات.

وفي جدة أكد المهندس خالد بن فضل عقيل وكيل أمين جدة للخدمات أن الارتفاع المفاجئ في أعداد المصابين بحمى الضنك في جدة خلال الأسبوعين الماضيين يعود لظهور عدد من الإصابات داخل أحد مجمعات النقل الجماعي بسبب إهمال المختصين داخل هذا المجمع لاتباع الاشتراطات الصحية المقررة في هذا الشأن.

وأضاف أن هناك توجيهات مشددة من جانب أمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه بضرورة اجتماع مسؤولي الأمانة بصفة أسبوعية بمندوبي وزارة الصحة لمتابعة كل ما يتعلق بأعمال مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك.

وأشار عقيل إلى «أن هناك اتفاقا على ضرورة إيجاد آلية تسمح لأمانة جدة بالدخول إلى أية منطقة قد تظهر بها حالات إصابة بحمى الضنك أو حتى يشتبه بوجود إصابات بهذا المرض فيها، وذلك للإسراع بالقيام بأعمال المكافحة المطلوبة في ظل رفض عدد من أصحاب المنشآت السماح لمسؤولي أعمال المكافحة بمباشرة أعمالهم فيها». وأثنى عقيل على الجهود المبذولة من جانب الأمانة ووزارة الصحة في هذا الشأن. مشيرا إلى أن أعداد الإصابات ومؤشر الكثافات في تناقص مستمر، مما يؤكد أن الخطوات المتبعة في مواجهة حمى الضنك تسير وفق منهج علمي مدروس بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة. وفي شأنٍ متصل بالصحة، بلغت حالات الكبد الوبائي في «المحاني» بالطائف غرب البلاد الرقم تسعة في ارتفاع متلاحظ للإصابة بالمرض، حيث أوضح أحد المصادر أن تلوث الآبار كان المسبب الوحيد في انتشار المرض وأن جل الإصابات نتجت عن شرب المياه الراكدة، باعتبارها مصدر المياه الوحيد في الشرب في تلك المناطق التي تقع في جنوب الطائف، واصفاً أن معظم الإصابات بمثل هذه الأمراض تنتج عن عدم الوصول إلى مستوى بيئة جيد، وعند عدم الحصول على التطعيمات المناسبة في حينها.

وكشف الدكتور عبد الرحمن كركمان مدير صحة الطائف لـ«الشرق الأوسط» أن حالات الكبد الوبائي قد وصلت إلى تسع حالات وتم تحصين المخالطين باللقاحات المناسبة. مؤكدا « سخرنا كامل اهتمامنا ورعايتنا للمصابين والحرص الشديد على تمشيط المنطقة ومعرفة كل الحالات المشتبه فيها لتفادي الإصابات».

وأشار كركمان الى أنه مرض معد مدة حضانته طويلة لذلك يصعب تحديد مصدر أو وقت العدوى وأعراضه يصاحبها اصفرار في لون الجلد والعينين، وهذا المرض أكثر حدوثاً عند الملازمة القريبة للمريض عن طريق الرذاذ في دور الهجوم للالتهاب الكبدي الوبائي، وتلوث الطعام والشراب ومياه الآبار.

من جانبه أوضح محمد مسفر الثبيتي مدير صحة البيئة في الشؤون الصحية بالطائف لـ«الشرق الأوسط» أن الشؤون الصحية قامت في محافظة الطائف والمناطق التابعة لها بحصر مصادر المياه الصالحة للاستهلاك البشري بالتعاون مع مشايخ القبائل من أجل القيام بعملية المسح ووضعها تحت الإطار الرقابي، مبيناً وجود لجان خاصة، في كل من ثقيف وبني مالك وبني سعد يرأسها رئيس لجنة الإنقاذ السريع في بني سعد، مشرفة على مصادر المياه في المناطق المحددة آنفاً في المسح وعلى جميع الآبار التي تزود المياه للمواطنين.