إطلاق أضخم حملة لمناهضة العنف ضد الأطفال.. لمدة 8 أشهر

تقوم عليها «حقوق الإنسان» و«برنامج الأمان الأسري»

TT

تطلق في السعودية، اليوم، أضخم حملة لمناهضة العنف ضد الأطفال، وذلك بعد تسجيل مجموعة من الحالات التي أفضت لوفاة أو إلحاق الإعاقة بالمعنفين، وهي الحملة التي تقوم عليها كل من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمان الأسري الوطني، وهذا الأخير هو أحد البرامج الخاصة بمكافحة العنف.

وتأتي هذه الحملة، متزامنة مع المؤتمر العربي لحماية الطفل، والذي سيبدأ أعماله في العاصمة الرياض، برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور مفلح القحطاني، الرئيس الجديد لجمعية حقوق الإنسان، إن مدة الحملة الخاصة بالعنف ضد الأطفال ستمتد من 6 أشهر إلى 8 أشهر، كأطول حملة تطلق في هذا الإطار، في الوقت الذي لم يستبعد فيه تمديد الإطار الزمني لها، في حال استدعى الأمر ذلك.

وأكد القحطاني، على أهمية استغلال عامل الوقت في إقامة مثل هذه الحملات المناهضة للعنف. يقول «بدأنا نرصد في الآونة الأخيرة حالات عنف أدت للوفاة. هذا أمر خطير جدا».

ومن المنتظر، بحسب تأكيدات القائمين على برنامج الأمان الأسري الوطني، أن يكشف ولأول مرة خلال المؤتمر العربي لحماية الطفل، والذي يعقد في نسخته الثالثة، بمشاركة 20 وفدا عربيا، أرقام وإحصائيات حول حجم ظاهرة العنف ضد الأطفال في السعودية.

ويفتقد المشهد السعودي، لأرقام دقيقة تشخص واقع العنف الأسري بشكل عام، والعنف ضد الأطفال بشكل خاص. ولجمعية حقوق الإنسان الوطنية، اجتهادات في هذا الصدد، حيث أصدرت حتى الآن، 5 إحصائيات لقضايا العنف الأسري التي تلقتها منذ بداية عملها في عام 2004، والتي بلغ مجموعها 1284 قضية. وجاء عام 2006 في المقدمة لناحية عدد القضايا التي سجلت فيه، والتي بلغ عددها 385 قضية.

ويؤكد الرئيس الجديد للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أن جمعيته قررت إفراد قضايا العنف الممارسة ضد الأطفال، بشكل مستقل، في تقريرها المنتظر إنجازه نهاية عام 2009.

وتظهر الإحصائيات التي أصدرتها جمعية حقوق الإنسان في عام 2008، تصدر مدينة جدة (غرب السعودية)، مشهد واقع العنف الأسري في البلاد، بتسجيلها 137قضية، تلتها منطقة الرياض بـ59 قضية، فيما جاءت الجوف أخيرا، بتسجيلها 9 قضايا عنف فقط.

وشهدت قضايا العنف الأسري في السعودية، تذبذبا ملحوظا، منذ بدأت جمعية حقوق الإنسان في رصدها قبل 5 سنوات، حيث أخذت بالتصاعد حتى عام 2006، قبل أن تنخفض في العام الذي يليه، وصولا لتسجيلها ارتفاعا في العام الماضي.

وتهدف حملة مناهضة العنف ضد الأطفال، التي ستنطلق اليوم، طبقا لمفلح القحطاني إلى «مواجهة العنف ضد الطفل من خلال محاور الوقاية والعلاج وتأهيل الكوادر التي تتعامل مع الطفل المعنف». وأشار رئيس جمعية حقوق الإنسان إلى أن الحملة ستنفذ على عدة مراحل، ترمي لتحقيق مجموعة من الأهداف المرسومة في الإطار العام لهذه الحملة.

ومن مهام الحملة الأكبر على مستوى البلاد، «توعية المجتمع بكافة شرائحه بقضية العنف الممارس ضد الأطفال وآثاره النفسية والجسدية وكذلك بيان مسؤوليات الأفراد أياً كانت مواقعهم وطبيعة أدوارهم في الحد من ممارسات العنف».