مفسرو أحلام يحذرون من دجالين يستغلون التفسير لتحقيق مكاسب مالية

دعوا إلى ضبط التفسير بـ«مظلة حكومية»

TT

دعا مختصون في تفسير الأحلام إلى إخضاع ممارسة عمل تفسير الأحلام لمظلة حكومية بغية ضبط عمل المفسرين بعد زيادة أعدادهم ودخول مدعين في هذا المجال، وبعد تنامي الظاهرة عقب إطلاق فضائيات متخصصة في تفسير الأحلام، فضلا عن المحطات الإذاعية وحتى عبر رسائل الجوال القصيرة والتي لاقت رواجا كبيرا من قبل أفراد المجتمع، إضافة إلى ما يباع في المكتبات من كتب تفسير الأحلام والمنتديات والمواقع الالكترونية.

ويؤكد الدكتور فهد العصيمي مقدّم برنامج تفسير الأحلام الذي يبث على إحدى القنوات الفضائية والمشرف على أحد المواقع الالكترونية المتخصصة في تفسير الرؤى لـ«الشرق الاوسط» أن تفسير الأحلام يعد أحد العلوم التي يجب أن تنتشر وتظهر في المكتبات الثقافية ودور العلم.

وقال العصيمي «لا بد أن يكون حديث علماء الأمة حول تفسير الأحلام منصفا، إذ ينبغي التفريق بين المنهج النبوي وما هو بعيد عنه أثناء القيام بتأويل الرؤى، منتقدا المغالين في هذا العلم والذين يركضون خلف كل حلم لتفسيره بشكل خاطئ.

وأجاز العصيمي معرفة بعض الأمور من خلال الرؤيا الصادقة الصالحة. وأضاف أن هذا جائز شرعا شريطة أن تعرض الرؤيا على عالم موثوق به وتفسّر وفق ضوابط شرعية يستند اليها في التأويل، محذرا من محاولة الكشف عن الغيب بطرق أخرى مثل التنجيم والدجل والودع وقراءة الكف والفنجان.

وأوضح «أن هناك ضوابط شرعية كثيرة لتعبير الرؤيا، والمتمثلة في عدم جزم المعبّر بالتعبير والتهويل فيه والتحدث في الغيبيات التي لم يؤمر بها، وأضاف: لا يجوز القول لصاحب المنام بأنه من أهل الجنة أو النار، أو الاعتماد على الحلم في تحديد أمور غيبية مثل ولادة المهدي المنتظر أو تحديد وجود يأجوج ومأجوج وغيرهما من الأمور المغيّبة عنّا شرعا والتي لا يؤذن لنا بالاجتهاد فيها، لافتا إلى أن علم تفسير الأحلام يعد منحة إلهية أعطيت من قبل للأنبياء.

فيما بيّن سليم الشنقيطي أحد مفسري الأحلام أن الرؤيا تسر ولا تضر، غير أنه لا ينبغي أن يبنى عليها عمل، وقال لـ «الشرق الأوسط» يعد الحلم من المبشرات، لكن لا يجوز لأحد أن يجتهد في تفسيره إلا إذا كان عالما بهن منوّها إلى أن تأويل الأحلام يعد مثل الفتاوى في الأمور الشرعية.

وأضاف: ثمة علاقة بين الحسيّات والمعنويات في تعبير الرؤى، إذ أن الأصل في تفسير الأحلام هو الموهبة يساعد عليها العلم والتعامل الشرعي، لا سيما وأن الرؤيا لا تهمش ولا تقدس ولا يبنى عليها عمل.

وبالعودة إلى الدكتور فهد العصيمي الذي يرى أن تفسير الأحلام عبر التقنية الحديثة تفرض على الناس الاستفادة منها، سواء كان هدفهم مشروعا أو غير مشروع، مؤكدا أن الوسائل الحديثة سهلت على الفرد الوصول إلى ما يريد.

وأضاف لا مانع من كثرة انتشار برامج تفسير الأحلام، خصوصا وأن الناس يستطيعون التمييز بين الخطأ والصواب، غير أن هناك من استغل علم «تفسير الرؤى» لأجل الكسب المادي من خلال خدمة رسائل الجوال النصية ومتعددة الوسائط ذات الرسوم المادية.

على واقع الأحلام الشخصية، عادة ما تجتهد منال علي ابنة الخامسة والعشرين ربيعا في تذكر ما رأته من أحلام بعد استيقاظها كل صباح، إذ تدخل عقلها في «عصف ذهني» شديد كي تتوصل إلى منامها الذي تهتم كثيرا في تفسيره من خلال سؤال معارفها، في محاولة منها لربط أحداث حياتها اليومية بما تجود بها مخيلتها وهي تغط في سبات عميق.

وتقول: غالبا ما أتلقى من خلال مناماتي رسائل معينة ترتبط بأحداث حياتي، لا سيما وأنني في إحدى المرات رأيت بأن خاتم خطوبتي انكسر، وبعد هذا الحلم بأسبوع انفصلت عن خطيبي على أرض الواقع، لافتة إلى أنها تعتد بما تراه في نومها من منطلق أن الأحلام تعد رسائل تنبيه للفرد إلا أن الكثيرين لا يصدقون هذا الأمر«على حد قولها».

بينما يرى أسامة حافظ بأن تفسير الأحلام يعد وهماً «بحسب وصفه»، الأمر الذي يجعله غير مهتم بربط تعبير الرؤيا بالواقع، ويقول: منذ ثلاثة أيام متواصلة وأنا أرى في نومي أحلاما كثيرة، غير أنني لا اهتم بتفسيرها، سواء كانت سعيدة أو مزعجة، مؤكدا عدم اقتناعه نهائيا بما يبث على شاشات القنوات الفضائية من برامج لتفسير الأحلام.

أما محمد كعكم أحد العاملين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي فإنه يتخذ حلا وسطا في مثل تلك الأمور، إذ لا يفسر سوى الرؤى المبشرة بالخير، وذلك اقتداء بالسنة النبوية الشريفة، مشيرا إلى أنه لا يقصد أي شخص لتفسير منامه عدا من يكون موثوقا به كي لا يقع في مصيدة التفسيرات الخاطئة.

يشار الى ان برامج تفسير الأحلام انتشرت في الآونة الأخير على شاشات القنوات الفضائية وكذلك مواقع الانترنت وكذلك عن طريق إرسال الأحلام وطلب تفسيرها عن طريق رسائل الجوال.