تساقط الشعر يجتاح رؤوس 5% من السعوديات.. لأسباب هرمونية ونفسية

أمين رابطة أطباء الجلد العرب: لا توجد معايير تحدّد الطبيعي من المرضي

عمليات زراعة الشعر من أكثر العمليات شيوعاً في عيادات الأمراض الجلدية بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن انتقاد المرأة للرجل بـ«الصلع» لن يصبح أحد أسلحتها في معركة إثبات الوجود على عرش الجمال، إذ قدرت مصادر طبية نسبة انتشار الصلع الذكوري بين النساء السعوديات بنحو 5 بالمائة، الذي بسببه يصبح الشعر خفيفاً أعلى فروة الرأس، وهي مشكلة تزداد تفاقماً وانتشاراً في العالم.

وأوضح الدكتور فهد السيف، رئيس قسم الأمراض الجلدية في جامعة الملك سعود، لـ«الشرق الأوسط» أن سقوط الشعر لدى المرأة على نوعين: إما نتيجة عوامل وراثية ويسمى الصلع الذكوري لدى الإناث، أو التساقط الناتج عن عوامل أخرى أكثرها شيوعاً في السعودية «اضطرابات الغدة الدرقية ونقص كتلة الحديد بالجسم»، مقدراً حجم انتشار هذا النوع بـ20 بالمائة بين السعوديات.

وأضاف قائلا «هناك أسباب أخرى تؤدي لخفة الشعر لدى النساء، مثل التساقط المصاحب لبعض الأمراض المزمنة كالأمراض المناعية والذئبة الحمراء، والخلل في الغدد الصماء أو الناتج عن عوامل فسيولوجية طبيعة كالولادة والرضاعة».

أما بالنسبة للصلع الذكوري، فقدّر السيف نسبة انتشاره بين السعوديات بحدود الـ5 بالمائة، إلا أنه أشار لعدم وجود دراسات علمية متعلقة بذلك حتى الآن، وأكد اختلاف الأطباء بهذه المسألة، قائلا «تبقى كلها استنتاجات من خلال استقصاء لعدد من المراجعات في العيادات».

بينما تعتقد الدكتورة سحر إبراهيم، أخصائية الأمراض الجلدية في مركز أباس الطبي بالرياض، أن نسبة المصابات بالصلع الوراثي من السعوديات تتراوح بحدود الـ10 بالمائة، وأفادت بأن صلع الرجل قد يفقده كامل شعر الرأس أما المرأة فتفقد من 70 إلى 80 بالمائة من شعرها بهذه الحالة.

وذكرت لـ«الشرق الأوسط»، أنه إلى جانب الأسباب المتعلقة بالوراثة والخلل الهرموني هناك أسباب ترتبط بالحالة النفسية، مؤكدة أن تعرض المرأة لأزمات حادة جراء الطلاق أو العنف الأسري أو الصدمات العاطفية يؤدي لحدوث اضطراب في دورة الشعر وتساقطه بما يفوق المعدل الطبيعي.

من جانبه، فضـَّل الدكتور عمر آل الشيخ، أمين عام رابطة أطباء الجلد العرب ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تسمية الصلع بـ«تساقط الشعر الهرموني الأنثوي أو الذكوري»، موضحاً أن أسبابه تأتي كخليط بين أسباب هرمونية وقابلية عائلية.

وأفاد بأن الاختلاف بين تساقط الشعر الهرموني الأنثوي والذكوري يكمن في عوامل بسيطة، مؤكداً أن بعض الدراسات تشكك بأن يكون سبب تساقط الشعر الهرموني الأنثوي له علاقة مباشرة بهرمون الاندروجين، وأضاف «حالياً أوجه الاختلاف هي نوع هرمون الاندروجين، فالأكثر تأثيراً لدى الرجال هو التستوستيرون، أما لدى النساء فهو هرمون الاندوستينديون وهرمون الدهيدروايبيندروستيرن».

وتابع آل الشيخ حديثه، بالقول «تساقط وضعف الشعر لدى النساء يكون في منطقة هامة الرأس مع المحافظة إلى حد ما على شعر المقدمة»، مضيفاً «يـُعتقد أن تساقط الشعر الهرموني يصيب الرجال بصفة وراثية سائدة ويصيب النساء بصفة متنحية».

وعن حجم انتشاره بين النساء، أفاد آل الشيخ باختلاف الدراسات حول ذلك، موضحاً أن هناك من اعتبر أنه يصيب من 6 إلى 8 بالمائة، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك وحددها بحوالي 86 بالمائة، مضيفاً «هذا لعدم توفر معاير واضحة تحدد ما هو طبيعي وما هو مرضي، وعلى حسب علمي لا توجد دراسة تحدد نسبة انتشار هذا المرض بين النساء السعوديات».

في حين ينفي الدكتور ناصر عبد الحميد، أخصائي الجلدية في مستشفى المانع بالخبر، وجود ما يسمى «الصلع لدى المرأة»، مؤكداً أن هذه الحالة توصف بكونها «سقوط الشعر الوراثي نتيجة أن يكون أحد الأبوين كان مصاباً بالصلع»، وأضاف قائلاً «صلع المرأة يختلف عن صلع الرجل الذي تكون فيه كثافة بسقوط الشعر».

وفيما يتعلق بكيفية تشخيص هذه الحالة، عاد السيف ليؤكد أن معدل السقوط اليومي الطبيعي للشعر بين 80 إلى 120 شعرة، وإن تجاوز هذا المعدل الـ150 شعرة يعتبر حالة مرضية تستوجب العلاج. وعن زراعة الشعر بصفته أحد أبرز الحلول، أكد السيف أن ذلك يناسب حالات معينة والحالات الشديدة من الصلع الذكوري، وليس جميعها.

يأتي ذلك في وقت تنشط فيه المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية بالترويج للخلطات والمستحضرات التي تدعي قدرتها على تغطية فراغات الشعر وزيادة كثافته، وهو ما ينصح الأطباء بعدم الاستجابة له لغلبة العوامل التجارية بها، فيما تشير الدراسات الحديثة إلى أن حجم الإنفاق على وسائل محاربة الصلع في السعودية يصل لنحو 1.2 مليار ريال.