ضعف «التسويق» يحرم مشاريع نسائية من الزبائن الخليجيين

خبيرة اقتصادية انتقدت «الشراء العاطفي» والخجل الاجتماعي لدى المستثمرات السعوديات

TT

بينما يرى البعض أن «الخجل» صفة جميلة في المرأة، يبدو عيباً لدى بعض سيدات الأعمال، حيث انتقدت خبيرة اقتصادية ضعف قنوات ومهارات تسويق المشاريع النسائية الحديثة شرق السعودية، مؤكدة أن ذلك صار يهدد استمرارية الكثير منها، وهو ما ترجعه لخجل المرأة والخوف من عدم التقبل الاجتماعي، مفصحة أن ذلك حرم بعض سيدات الأعمال من فرصة تقديم أنفسهن والتعريف بمشاريعهن بشكل جيد.

وقالت ليلى شربيني، مدربة معتمدة وعضو لجنة سيدات أعمال المنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاستثمار النسائي مشكلته ليست في الأفكار أو التمويل بل في التسويق، قائلة «المنطقة الشرقية هي الوحيدة بالسعودية التي تطل على 5 دول خليجية بالإضافة للزبائن القادمين من الرياض والقصيم خصوصاً بمواسم السياحة، إلا أن ضعف التسويق وغياب الإعلانات والحملات التي تدعم المنطقة ومشروعاتها ما زالا يمثلان صعوبة كبيرة للمستثمرات».

وكانت شربيني ضيفة اللقاء الشهري لمركز سيدات الأعمال بالخبر مساء أمس الأول، الذي حمل عنوان «الصعوبات التي تواجه صاحبات المشاريع الصغيرة وطرق تذليلها»، وضم أكثر من 100 امرأة، حيث تناولن معوقات تحديد المشروع وموقعه ونقص قنوات المعرفة إلى جانب بعض الصعوبات الإجرائية.

وعلى هامش اللقاء، أكدت وفاء النعيمي، مالكة مركز لخدمات المساندة الاقتصادية، لـ«الشرق الأوسط»، أنها واجهت صعوبة في التعريف بمشروعها رغم الدعم الذي لقيته من غرفة الشرقية، مرجعة ذلك لطبيعة المجتمع وانغلاق المرأة الاعتيادي مقارنة بالرجل، وأوضحت أن تسويق المشروع ما زال يمثل الهم الأبرز في ذهن المقبلات على عالم الاستثمار.

يأتي ذلك في حين تفصح أحدث الإحصاءات بأن سيدات الأعمال السعوديات يملكن نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة، في حين تبلغ نسبة الاستثمارات النسائية حوالي 21 % من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص، ويبلغ عدد السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات أعمال نحو 43 ألف سجل في مختلف المناطق السعودية.

ومع حالة القلق التي تعم الأجواء الاقتصادية خوفاً من تداعيات الأزمة المالية والنزول الحاد في أسعار سوق الأسهم، طمأنت شربيني الحاضرات بأن ذلك جزء من دورة الاقتصاد قائلة «إن الأسهم التي هبطت ستعاود الارتفاع كالسابق»، مطالبة بتجنب «المتذمرين» وعدم الاستسلام للضغوط الاقتصادية.

وقدمت شربيني وصفة بسيطة لتلافي الضغوط المالية ومشاكل نقص السيولة، ناصحة سيدات الأعمال بتخصيص ما بين 10 إلى 30 % من الدخل وتحويله لصالح حساب ادخاري، كي يكون مسعفاً لأي أمر طارئ يحدث في السوق والوضع الاقتصادي، وأكدت على أهمية اتباع سياسة خفض المصروفات قدر الإمكان.

ونصحت شربيني سيدات الأعمال بعدم الانسياق وراء التغييرات التقنية المتسارعة، وشددت على ضرورة تجنب الشراء العاطفي أو الاندفاع لعقد الصفقات والتبضع بحسب الحالات المزاجية، وهو ما علقت عليه إحدى الحاضرات بالقول «هذا الشيء لا استطيع التخلص منه!»، وهنا ابتسمت شربيني مستشهدة بالآية القرآنية «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».