تأثيرات ملموسة لـ«الأزمة المالية» في معرض الرياض الدولي للكتاب

تقشف في الديكورات * الأطفال يقبلون على كتب تعلم اللغات وكبار السن على كتب التاريخ

TT

يبدو أن الأزمة المالية عصفت ببعض دور النشر العربية، وذلك من خلال حصر مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب الثالث في أجنحة بسيطة، تسببت في ازدحام الحضور داخل تلك الأجنحة، في الوقت الذي لم يشارك سوى عدد من الجهات بأجنحة مميزة، شكلت الجهات الحكومية منها النسبة الأكبر.

وتسببت تداعيات الأزمة في اقتصار المشاركين على عرض الكتاب وعدم إنشاء أجنحة لعرض كتابها بشكل منظم، كما هو الحال في احدى كبرى الشركات المساهمة والمختصة في النشر والتسويق التي شاركت بجناح صغير مقارنة مع اسمها التجاري في السوق، مما يؤكد تقليص بند التسويق والمشاركات في المعارض، الأمر الذي يؤكد اتباع القاعدة الاقتصادية «خفض تكاليف التشغيل».

وقال محمد الحمران الرئيس التنفيذي لشركة علامة للاستشارات التسويقية أن ذلك أمر طبيعي في ظل الأوضاع الحالية، خاصة أن اغلب دور النشر بدأت تتحول إلى شركات تقنية، في ظل انخفاض معدلات القراءة مقارنة مع مستخدمي التقنية، مشيراً إلى أن صناعة الكتاب العربية قائمة، إلا أن صناعة التقنية قد تتفوق عليها.

وأكد الحمران خلال حديثه في معرض الكتاب أن أرباح التقنية تغطي خسائر النشر والتأليف، إلا أنه استدرك أن الكتاب متى ما استطاع أن يغزو قلوب أفراد المجتمع، فإن الغلبة للكتب التي يتوالى عليها الطلب بشكل كبير.

وأضاف أن توجه الشركات إلى تقليل مصاريف التسويق هو أسهل الطرق لتخفيض المصاريف في وقت تعصف الأزمة بالحركة الاقتصادية العالمية، مما اثر في حركة بعض الشركات، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية كوزارة التعليم العالي ودارة الملك عبد العزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، سجلت حضوراً قوياً من خلال مشاركاتها في المعرض.

وكان معرض الرياض قد جذب عددا كبيرا من الزوار والحضور، الذين توافدوا على دور النشر لمتابعة جديدها، خاصة أن يوم أمس الخميس يوم إجازة مدرسية مما ساعد على كثافة الحضور، وسجلت معدلات الحضور من الجنسين نسبا مرتفعة طيلة يوم أمس.

كما شهد جناح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حضوراً لافتاً، لما تم عرضه من فك للسحر وأدوات السحر، حيث شهد حضوراً نسائيا كبيرا للتعرف على إشكاليات السحر بشكل اكبر.

إلى ذلك سجلت كتب تعلم اللغات الأجنبية أكثر الكتب مبيعاً لدى زوار المعرض من فئة الأطفال بشكل خاص، في الوقت الذي شهدت كتب الأدب والتاريخ رواجاً كبيراً عند كبار السن من الحضور، بجانب الروايات والقصص التي شهدت إقبالاً متوسطاً يتوقع أن يزيد خلال الأيام المقبلة.

وكان ملاحظاً على مرتادي المعرض من الأطفال الذين سجلوا حضوراً بارزاً أمس، توجههم نحو اقتناء الكتب الصغيرة المتخصصة في تعليم اللغات الأجنبية، والمخصصة لتلك الفئات العمرية، إضافة إلى القصص القصيرة التي اعتبر عدد من الأطفال أن معرض الكتاب يوفرها بمختلف دور نشرها في مكان واحد.

وأوضح الطفل عبد العزيز الفدة أنه حرص على المجيء إلى المعرض مع أخوته الذين كانوا بصحبته لاقتناء بعض الكتب الأجنبية، بالإضافة إلى حرص أخوته على اقتناء كتب تعلم اللغات الأجنبية من بينها الإيطالية والإسبانية واليابانية، مضيفاً أنه لم يجد بعض القصص التي كان يتوقع أن يضمها المعرض في أجنحته.

وفي إحدى جنبات معرض الكتاب وصفت سيدة سعودية، أجواء معرض الرياض الثالث، بالنزهة الثقافية العائلية الجميلة خلال العام الجاري، حيث وجدت تلك السيدة في زيارتها للمعرض جميع المواد الثقافية والفكرية التي تتناسب مع جميع الأعمار على حد وصفها، إضافة إلى توفر الألعاب في قسم الأطفال والتي تشد انتباه أفراد تلك الأسر من الأطفال، ليجدوا بجانب الألعاب كتبا وقصصا وألعابا تعتمد على الذكاء وتنشيط الذهن.

وشهد معرض الكتاب هذا العام تواجد عدد كبير من المطاعم الشهيرة، التي نصبت مطابخها على جوانب مدخل مبنى مركز المعارض بالرياض الذي يحتضن بداخله أجنحة المعرض، لتكتمل كافة الخدمات التي شجعت الأسر السعودية على القدوم بشكل متواتر منذ صباح أول من أمس.