الأسر المنتجة تبهر منتجي النفط في مهرجان ربيع أرامكو

شاركوا في الفعاليات ورددوا معا «يا بابا أسناني واوا وديني عند الطبيب»

أحد الاستعراضات الفنية في سهرة أرامكو («الشرق الأوسط»)
TT

بعيدا عن الزيت وارتفاع أسعار النفط احتفل نحو2500 شخص يمثلون منسوبي شركة أرامكو وعائلاتهم إضافة إلى أطفال من ذوي الاحتياج الخاص والأيتام بمهرجان «ربيع أرامكو أحلى» الذي أقيم بمقر نادي أرامكو بجدة.

ففي ليلة جمعت الأضداد، امتزج فيها الفقر بالغنى، والطبخ بتقنية الرسم الحرفية، وتناثرت أدخنة وروائح المأكولات العربية والغربية، وجمعت منسوبي أكبر شركات إنتاج النفط في العالم ونحو 50 أسرة منتجة للحرف اليدوية في جدة، تجمعوا على مساحة خضراء تقدر بنحو 1200 متر مربع، جمعهم الحب والوئام وتبادلوا تجارب إنتاجهم النفطي والحرفي ورددوا جميعا « يابابا أسناني واوا وديني عند الطبيب» و«بابا تلفون» أحد أشهر أناشيد الأطفال برفقة نجوم وشخصيات «سبيس تون» الكرتونية. الجميل في الأمر كما وصفه نبيل باعشن مدير شؤون أرامكو السعودية في المنطقة الغربية لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس لقاء ترفيهيا فقط، ولكنه امتداد لعطاء مثمر وصورة من صور التكاتف الاجتماعي والأسري بين منسوبي أرامكو وأبنائهم، وتحقيق التفاعل بين الأسر المنتجة ودعمها من خلال إقامة البازار لطرح منتوجاتها. كما أن اللقاء يعتبر فرصة لتعليم الأطفال العادات الحميدة من خلال المسرح عبر تقديم فقرات تعليمية ودينية متنوعة لتنشئة الأطفال التنشئة الصحيحة.

ولم يخف عن القائمين على الحفل استهداف كافة الفئات العمرية فيه، فوضع المنظمون أركانا متعددة للفعاليات. فقدمت إحدى الشركات عيادة متنقلة للكشف على النظر وتوزيع العدسات المجانية على المشاركين، والتي كشفت الكثير من القصور عند بعض الذين لم يكونوا يعلمون به من قبل. وقدم مركز تراتيب المتخصص في التأهيل الأسري العديد من النشرات والمطويات والنصائح للفتيات المقبلات على الزواج في فنون التعامل الأسري، وعرضت صفية إبراهيم نائب المدير العام لـ«كيدز كافيه» بعض الفنون المهاريه للأطفال في تصميم التحف والهدايا، فيما كانت المصممة رانية خوقير حاضرة بإبداعاتها في تصميم الملبوسات والعبايات للحاضرات. ومن جانبها عرضت جامعة الملك عبد العزيز ممثلة في أحد أقسامها برنامجا جديدا يهتم بأصول التربية وتعليم الطفل بعض فنون الحياة، بالتعاون مع الطالبات الدارسات من خلال الرسم الكرتوني، وهو الأمر الذي مزج بين العلم والمعرفة والترفيه ولاقى استحسان الأطفال والأهالي المشاركين.

ولكن الحدث الأبرز خلال المهرجان كان ثمانية أسر من إحدى «الأربطة» في جدة والتي تحولت من أسر فقيرة إلى أسر منتجة تدر على أفردها دخلا ثابتا، بعد تبني ندى التميمي إحدى المتطوعات في برامج تأهيل الأسر برنامجا تأهيليا لهم في فنون الحرف اليدوية فتحولت أناملهم إلى مصانع للتحف. الجانب الإنساني بدا واضحا أيضا، من خلال التعاطف الكبير والبسمة التي رسمت على شفاه 250 يتيما وطفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى أن الزائر لا يستطيع التفريق بينهم من حيث المظهر العام.

وفي جانب آخر تفننت فرق الطهي العربية والأجنبية في تقديم الوجبات الجداوية والعالمية من خلال معرض الطبخ الذي تنافس فيه الطهاة من خلال تقديم الوجبات، وامتزج المكان المخصص لهم بأدخنة المطاعم ورائحة المأكولات كل على طريقته. الملاحظ أيضا وجود عدد كبير من الشباب في الصالات الرياضية وممارستهم بعض الألعاب الرياضية، في وقت تفاعلت فيه الفتيات مع المعروضات والسوق الخيري، والأطفال مع منافسات المسرح والكرتون، وانشغل الرجال وبعض السيدات بمتابعة وتناول الوجبات في معرض الطبخ.