طلبة يطلقون حملة «ومن أحياها» لدعم برنامج التبرع بالأعضاء

لتوعية المجتمع بالحكم الشرعي وجوازه.. وعرض بطاقات التبرع عليهم

TT

يتهيأ 200 طالب وطالبة من كلية الطب في جامعة الملك سعود لإطلاق فكرة حملة تحمل شعار «ومن أحياها» (مستوحاة من القرآن الكريم) اليوم تعزيزا لدعم فكرة التبرع بالأعضاء والتي تلقى رفضا من أهالي المتوفين.

وتقوم فكرة الحملة على توعية المجتمع بكافة طبقاته بمفهوم الوفاة الدماغية وبأهمية التبرع بالأعضاء وسط التركيز على التوعية بالحكم الشرعي وجوازه، إضافة إلى عرض بطاقات التبرع بالأعضاء عليهم المتضمنة إخبار الأهل برغبة الفرد بالتبرع بالأعضاء وموافقته على ذلك في حالة توفي وفاة دماغية، وتطمح الحملة إلى إنقاذ العديد من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وتوفير المال والتكاليف الزائدة لمرضى الفشل العضوي والدماغي. ويتزامن هذا التحرك مع ما أفصح عنه لـ«الشرق الأوسط» عبد الله العضيبي منسق العلاقات العامة بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء بأن قوائم الانتظار تضم أكثر من 10 آلاف حالة فشل عضوي وأن عدد المتبرعين للعام الماضي وصل إلى 118 حالة بزيادة 38 في المائة عن العام الأسبق.

وقال العضيبي أنه خلال الفترة المنصرمة تمت الاستفادة من زرع 166 كلية و59 كبدا و19 قلبا و32 قرنية وبنكرياس ورئة واحدة، كما تم استخلاص صمامات قلبية من 29 قلبا، مشيدا بتعاون الإخلاء الطبي السعودي لمساهمته في نقل 38 حالة وفاة دماغية حتى يتم الاستفادة منها بأسرع وقت ممكن.

من ناحيته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» مساعد الحمزة منسق الإعلام والعلاقات العامة للحملة، أن الهدف من الحملة هو توضيح حجم المشكلة الفعلية التي تواجه مرضى الفشل العضوي الذين ينتظرون على قوائم الانتظار لسنوات عديدة، حيث يموت جزء كبير منهم قبل أن تتم لهم عملية الزراعة، مضيفا أن الطلبة المتطوعين من خلال هذه الحملة الخيرية التوعوية يرغبون بالتركيز على نشر الحكم الشرعي بالتبرع بالأعضاء.

وقال الحمزة بأنه سيتم توضيح جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت إلى مسلم إذا اضطر إلى ذلك وأمنت الفتنة في نزعه ممن أخذ منه وغلب على الظن نجاح زرعه فيمن سيزرع فيه، مشيرا إلى أن الفتاوى الشرعية جوزت تبرع الإنسان الحي بنقل عضو منه أو جزئه إلى مسلم مضطر إلى ذلك. وأبان الحمزة أن معدل مرضى الفشل العضوي في ازدياد للأعمار بين الثلاثين والأربعين، فيما لا يتم الاستفادة من أعضاء المتوفين دماغيا بسبب رفض الأهل، حيث يكون الرفض غالبا بسبب الظن بأن التبرع بالأعضاء غير جائز، وذلك لقلة وعي المجتمع بحقيقة الوفاة الدماغية وإجماع هيئة كبار العلماء على الإجازة بالتبرع بالأعضاء.

وأشار الحمزة إلى أنه يتوقع زيادة عدد المتبرعين بشكل ملحوظ أثناء الحملة وبالتالي انخفاض عدد الأشخاص في قوائم الانتظار من مرضى الفشل العضوي، آملا أن تؤدي الحملة إلى حماية أهالي وأسر مرضى الفشل العضوي.

ولفت الحمزة إلى التشجيع الدائم الذي يلقاه وزملاؤه المتطوعون في مثل هذه المشاريع من قبل إدارة الجامعة وكلية الطب، كما دعا شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال لدعم هذه الحملة كي تحقق أهدافها السامية، كاشفا أن الخطة تستهدف المدارس والكليات والأندية الرياضية وأماكن رياضة المشي العامة والأسواق وجميع المواقع التي تتواجد بها كثافة الجمهور، بينما الخطة الإعلامية للحملة ستستهدف التلفزيونات الفضائية والإذاعات والصحف والمجلات وإعلانات الشوارع.