وزارة الزراعة تنظم ورشة حول مخاطر تنامي الاحتطاب والحد من آثارها

تفعيلا لتحديث نظام المراعي والغابات ليتماشى مع المستجدات

TT

في اتجاه لحشد رسمي ومجتمعي بيئي متماسك لمواجهة مشكلة الاحتطاب الجائر، الذي يهدد الغطاء النباتي في السعودية، تنفذ وزارة الزراعة يوم غد ورشة عمل حول مخاطر تنامي الاحتطاب والتحكم والحد من آثارها بمنطقة المدينة المنورة، يشارك فيها مختصون في شؤون البيئة وأكاديميون ومسؤولون من التربية والتعليم والأمن والصحة وشيوخ القبائل وتجار الحطب. وقال المهندس صالح اللحيدان مدير عام الزراعة بمنطقة المدينة، إن ورشة العمل تناقش تنامي ظاهرة الاحتطاب في وقت أضحت قضايا البيئة هماً مشتركاً للجميع من دون حدود أو قيود في قضاياها وإدارتها وحمايتها، بمشاركة عدد من الجهات الرسمية والمجتمع ومنهم الإمارة (المحافظات والمراكز)، أعضاء لجنة الصحة والبيئة، الدفاع المدني، أمن الطرق، التربية والتعليم والجامعات، تجار سوق الحطب والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.

وأضاف اللحيدان أن وزارة الزراعة لاحظت في الفترة الأخيرة أن هناك هجوماً شرساً على الغابات وتقطيع الأشجار الخضراء والجافة بغرض الحصول على الحطب وبيعه في الأسواق، واضاف «الجميع يعلم بان الاحتطاب مهنة قديمة وكانت مصدر رزق لفئة معينة من الناس، وكان الحطابون يجمعون فقط الأعضاء الجافة أو الميتة من دون المساس بالأشجار الخضراء والمحافظة على التوازن الطبيعي للغابات». وتبذل وزارة الزراعة جهودها لحماية الغطاء الشجري، وشرعت في إقامة المنتزهات الوطنية في أرجاء المملكة المختلفة، حيث سبق قيام هذه المنتزهات باختيار المناطق البيئية المتميزة، وجرت حمايتها وتم توفير الخدمات بها وتأهيلها لتصبح منتجعات يستفيد منها جميع المواطنين لتتمتع بصفاتها الجمالية ومشاهدة الحياة البرية وأنواع النباتات في بيئتها الطبيعية الأرضية المائية، وتسعى من خلالها إلى حماية النظم البيئية الغابية والرعوية وإعادة تأهيل المتدهور منها والعمل على تحقيق إدارتها المستدامة، ويتمثل ذلك في انتشار 328 حارس غابات في مناطق الغابات والمراعي في مختلف مناطق المملكة، منهم 135 من منسوبي الوزارة وتم التعاقد مع احدى الشركات الأمنية المتخصصة لتعين 193 حارس غابات مع تزويدهم بسيارات وأجهزة للاتصال اللاسلكي وتم توزيعهم على بعض الإدارات العامة والمديريات.

وتسعى الورشة إلى كبح جماح التدمير للغابة وإزالة الأشجار الخضراء بكاملها وليس فروعا منها بواسطة المنشار الآلي، ومن يتعمد قطع الأشجار باستخدام السيارات ومنهم من يقوم بقتلها بسكب الديزل عليها ومنهم من يقطع الفروع الخضراء الكبيرة ويعمل على تجفيفها ومن ثم بيعها. ويناقش المشاركون ذلك عبر سلسلة من أوراق العمل بعناوين مثل: الغطاء النباتي الطبيعي في السعودية وتأثير الاحتطاب عليه، النظم والتشريعات الخاصة بالمحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي، المصادر البديلة للحطب الطبيعي، دور لتوعية الدينية والإعلامية والتربوية في مجال المحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي، حلقة نقاشية مفتوحة حول آلية التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية في مجال الحد من ظاهرة الاحتطاب التي تواجهها عبر حملة توعوية يقوم بها شيوخ القبائل ومراكز الامارة في القرى تبين مخاطر الاحتطاب والغرامات المترتبة على ذلك، وتبليغ السلطات عن كل من يقوم بتقطيع الأشجار أو بتحميل الحطب، وإصدار أحكام في حق المخالفين من قبل اللجان الخاصة بالنظر في مخالفات أحكام نظام المراعي والغابات ولائحته التنفيذية وتطبيق هذه الأحكام، وتشديد الرقابة في مراكز امن الطرق ومراكز التفتيش.

وأشارت وزارة الزراعة إلى أنها سعت إلى تحديث نظام المراعي والغابات ليتماشى مع المستجدات لتسهيل الاستغناء عن الحطب والفحم المحليين واستبدالهما بالمستوردين، وإعفاء الحطب والفحم المستوردين من الرسوم الجمركية، وإيقاف إصدار تراخيص للاحتطاب والتفحيم ومنع تصدير الحطب والفحم من داخل المملكة إلى خارجها منعا باتا منذ عام 1999، إصدار تصاريح للمحلات التي تقوم بمزاولة بيع الحطب والفحم وتعطى لأصحاب الحرف العاملين فيها حاليا من قبل الإدارات العامة لشؤون الزراعة والمديريات في الأسواق المحددة لبيع الحطب والفحم بالتعاون مع الأمانات والبلديات.