مصادر لـ«الشرق الأوسط» : انطلاق أعمال الإزالة والهدم في منطقة قصر خزام

جدة تدخل اليوم أولى خطوات مشروع التطوير

كوبري الملك خالد جنوب جدة (تصوير: غازي مهدي)
TT

تشهد مدينة جدة (غرب السعودية) اليوم، أولى الخطوات العملية لمشروع تطوير منطقة وسط البلد الأضخم من نوعه على مستوى المنطقة، ببدء أعمال الهدم والإزالة لقصر خزام، وذلك إيذانا بانطلاق المرحلة الأولى للمشروع بشكل رسمي. وكشفت لـ «الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في شركة دار الأركان المنفذة للمشروع أن أعمال الهدم والإزالة اليوم تشمل هدم مسبح خزام والأسوار المحيطة به والمناطق الحكومية والعامة، التي تم الانتهاء من أوراقها الرسمية.

وأكد المصدر أنه لن يتم إزالة أي مسكن للسكان لحين انتهاء اللجنة المُشكلة للحصر، والاتفاق معها حول آلية التعويض لمُلاك العقارات الواقعة ضمن أعمال مشروع التطوير.

وأشار المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، إلى أن المؤتمر الصحافي الذي يعقد اليوم (الأحد) على هامش أعمال الهدم في الموقع، سيُقدم خلاله شرح موجز وتفاصيلي عن المشروع الذي يشمل أربعة أحياء في المنطقة هي النزلة وخزام والسبيل وغليل.

وقال:«انطلاقة المشروع تؤكد جدية العمل على تطوير المنطقة، وتنفي ما تردد تأجيل المشروع خلال الفترات الماضية، ونحن نبعث رسالة اطمئنان لسكان المناطق المشمولة بمشروع التطوير الكبير للمدينة، أنه لن يتم إزالة أي مبنى للسكان خلال المرحلة الثانية إلا بعد انتهاء كافة الترتيبات والاتفاقات وتسليم السكان كافة مستحقاتهم من التعويضات».

وأضاف:«وذلك إما من خلال المساهمة في المشروع وإما من خلال التعويض المادي المتفق، فهناك لجان تقوم بعمليات الحصر، وبمجرد انتهاء عملها سنبدأ في المرحلة الثانية من المشروع».

يشار إلى أن مشروع تطوير قصر خزام، الذي يعد أحد الآثار المهمة في التاريخ السعودي باعتباره مّثل قصر الحكم للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود خلال تواجده في جدة، يأتي ضمن مشاريع تطويرية تمتد لنحو 55 حياً سكنياً في عروس البحر الأحمر. من جانبه، أكد محمود عديني مدير المناطق العشوائية في أمانة جدة بداية الخطوة الأولى المتمثلة في إزالة مسبح خزام وبعض الأسوار في المنطقة من دون الإفصاح عن تفاصيل أخرى، مضيفاً سبب عدم إفصاحه عن باقي الخطوات«كون هناك شركات مختصة بهذا المشروع».

وكانت مصادر صحافية كشفت عن تسلم اللجان المكلفة بالمتابعة نحو 3200 صك شرعي، ونحو 8 آلاف عقار من دون صكوك في المنطقة الشعبية التي لا يحمل أغلب سكانها صكوك ملكية.

ويقع مشروع قصر خزام إلى الجنوب الشرقي من وسط مدينة جدة، بمساحة تقارب 3.72 مليون متر مربع، ويتخلل الموقع طريقا الملك فهد والملك خالد، وتمتد منطقة المشروع من مقبرة الأسد غرباً إلى كلية عفت والنزلة الشرقية شرقا، ومن الشمال طريق مكة المكرمة وجنوبا مجمع الاتصالات.

ويتمتع قصر خزام بموقع متميز في قلب مدينة جدة مما يجعله بحق الأقرب إلى القلب التجاري النابض لعروس البحر الأحمر والذي يشهد تطوراً اقتصادياً متسارعاً وغير مسبوق. وتشير التوقعات إلى أنه لدى انتهاء المشروع سوف تشكل المناطق المجاورة لقصر خزام فرصةً رائعة لعملية إعادة إحياء شاملة، حيث ستشهد إنشاء مبان شاهقة ذات تصميم رائع ستكون انطلاقةً لمسيرة نماء بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق بإذن الله.

وسوف يسهم هذا المشروع بصورة إيجابية في مستقبل منطقة مكة المكرمة، وسيخلق بيئة مثالية ستفضي بما لا يدعو للشك إلى طفرة اقتصادية تحقق عوائد استثمارية مجزية. وتشمل مراحل المشروع المعلنة مرحلة المسح العقاري وآلية تعويض الملاك، حيث تقوم لجنة تقديرالتعويضات بتقدير قيمة جميع الوحدات العقارية من أراض وإنشاءات وتعويض ملاكها حسب ثلاثة خيارات مطروحة، وهي المساهمة في المشروع من خلال عقاره أو التعويض المالي أو بالبيع للغير. وتقوم الشركة المطورة بإعداد وتقديم عرض أولي للمخطط العام لمنطقة التطوير للأمانة، لتقدم الأمانة ملاحظاتها، ثم تقديم المخطط النهائي للاعتماد، ثم التصاميم التفصيلية للبنية التحتية والبنيات الأساسية.

يذكر أن منطقة قصر خزام تضم معالم أخرى هامة مثل البنك الإسلامي للتنمية وموقع منظمة المؤتمر الإسلامي، كما تضم أحياء السبيل والنزلة اليمانية والشرقية وجزءاً من حي البلد وحي القريات.

ويتألف موقع المشروع من 3 مناطق، الأولى منطقة قصر خزام بمساحة 310 آلاف متر مربع تقريباً وتؤول ملكيتها للشركة، وسلمت منها 40 ألف متر مربع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

والثانية منطقة السبيل والبلد بمساحة 950 ألف متر مربع تقريباً، وتؤول ملكيتها للأفراد والجهات الأهلية، إضافة إلى المنطقة الثالثة التي تقع معظمها في الجزء الجنوبي والشرقي للمنطقتين الأولى والثانية، وبمساحة 3 ملايين متر مربع، وتعود ملكيتها لأفراد وجهات أهلية.