جمعية الأطفال المعاقين تستحدث علاجا للإعاقات بواسطة «ركوب الخيل»

حركة تموجات الحصان تساعدهم على إدراك خطوات الإنسان السليم

أطفال معاقون يمتطون أحصنة في أحد الاسطبلات شرق جدة أول من أمس (تصوير: أمل باقازي)
TT

بادرت جمعية الأطفال المعاقين باستحداث نظام جديد لعلاج حالات الإعاقة عن طريق ركوب الخيل، والتي تعد الأولى من نوعها في السعودية، وذلك عبر استخدام بعض الخيول المدربة في أحد الإسطبلات الخاصة بجدة، إذ يتم أخذ الأطفال برفقة عائلاتهم مرة نهاية كل أسبوع لاستكمال علاجهم.

وأوضحت إيزابيل كيني المشرفة على رحلة الأطفال بجمعية الأطفال المعاقين في جدة أن هناك نوعا من التماهي والانسجام في الحركة الجسدية بين الطفل والحصان، لا سيما وأن حركة الخيل تتسق مع حركة الإنسان.

وقالت في حديث لـ «الشرق الأوسط» إن الدفء الذي يشعر به الراكب على ظهر الخيل يخلق نوعا من التواصل بينهما، والذي يسمى بحركة العضلات، إذ تجعل هناك تواصلا فكريا بين المعاق والحصان، لافتة بأن تلك الطريقة تعد المثلى لمعاملة الأطفال المعاقين.

وأضافت: تنتقل تموجات حركة الخيل الناتجة من تحركه للأمام والخلف أثناء سيره مباشرة إلى فهم الطفل، والتي تساعده على تفهّم كيفية حركة الإنسان السليم، من خلال إدراك المعاق لها رغم افتقاد الشعور بها، مؤكدة أن الإنسان السليم يعجز عن إيصال ذلك المفهوم للمعاق.

فيما أفادت جولي هوري إحدى مدربات الأطفال المعاقين في الإسطبل أن ركوب الخيل للمعاق يعد نوعا من العلاج النفسي له، كونه يخلق تواصلا بين الطرفين، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: نقوم بإجراء تدريبات تسمى بتدريبات التواصل، التي يقوم بها الأطفال وسط جو من الود كي يعتقد بأنها وسيلة للعب أكثر من كونها علاجا إلزاميا، مبيّنة أن تلك التمارين تعمل في حقيقتها على بناء الجسم والعقل في آن واحد.

ولاحظت إحدى أمهات الأطفال المعاقين تحسنا ملموسا على حالة ابنتها غيداء البالغة من العمر 6 سنوات، التي كانت من ضمن 11 طفلا زاروا إسطبل الخيول أول من أمس الأربعاء، إذ تعاني ابنتها من إعاقة في قدميها منذ ولادتها، غير أنها بدأت في التحسن والسير بواسطة المشّاية، إضافة إلى انعدال سلسلة ظهرها بعد أن كانت مقوسة.

وتتمثل خطوات العلاج بركوب الخيل في تمارين لتقوية العضلات أثناء ركوب المعاق للخيل، إذ يقوم الطفل برفع يديه عاليا لاستقامة ظهره بعد ربطه بحزام لضمان إبقائه مستقيما، إضافة إلى قيامه بممارسة لعبة كرة السلة فوق ظهر الحصان، التي من شأنها أن تقوي عضلاته بحسب ما ذكرته المدربة جولي.

وأشارت منال عبد الله إحدى المتطوعات في العمل بالإسطبل لمساعدة المدربة إلى أن تدريب المعاقين على شد عضلاتهم وتقويتها انعكس إيجابيا على معظم حالات الإعاقة التي تتلقى العلاج لديهم، وأضافت: هناك بعض الأطفال من السهل تأقلمهم مع الخيل، غير أن هناك من يرفض من البداية امتطاء أحد الأحصنة الموجودة في الإسطبل، مبينة أن عدد القائمين على العلاج بركوب الخيل يتجاوز 30 شخصا متطوعين من عدة مدارس عالمية، خاصة وعدد من الشركات للعمل في هذا المجال، وزعت مهامهم وفق جدول محدد ما بين المسؤولين عن ترتيب ركوب الأطفال للخيول بناء على قائمة الأسماء، والمسؤولين عن مداعبة الأطفال طيلة الرحلة، إضافة إلى المسؤولين عن إعداد وجبات الطعام ومشاركتهم في تناولها.

يشار إلى أن اليوم التدريبي الذي تنظمه جمعية الأطفال المعاقين في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز بجدة من خلال وحدة العلاج الطبيعي بالقسم الطبي يقام أسبوعيا، إذ يعد أحد برامج العلاج والتأهيل للأطفال الذي طبق على 20 معاقا بتشخيصات مختلفة.

ويشمل علاج المعاق برياضة ركوب الخيل جميع أنواع الإعاقات بما فيها الشلل الدماغي وفتق العمود الفقري والتخلف العقلي والتوحد، ليستمر هذا العلاج قرابة 4 أشهر على دفعات.