«المهند» و«الزاحف» و«الكذاب».. أجهزة تتداول لدخول قوائم الثراء

تُستخدم للكشف عن الذهب والمعادن والقطع الأثرية الثمينة

أجهزة البحث عن القطع التاريخية بأنواع عدة التي قد تؤدي للثراء («الشرق الأوسط»)
TT

باتت رغبة البحث والتنقيب في الأماكن التاريخية والأثرية السعودية، محل اهتمام كثير من الشباب، الذين يسعون للبحث عن قطع أثرية، تقودهم للدخول في عالم الثراء.

ففي منطقة الجوف (شمال السعودية) على سبيل المثال، راجت أخيرا أجهزة لاسلكية، أجنبية الصنع، مزودة بشاشات تعمل بالألوان، وأنظمة تصويرية ثلاثية الأبعاد واستشعارية وليزرية وكهرومغناطيسية، وبعدة أنظمة خارقة لباطن الأرض تستخدم في عمليات التنقيب عن تلك المعادن.

عمليات التنقيب، التي يُقدم عليها الباحثون عن الآثار التاريخية من أجل الثراء، تزامنت مع تأكيدات أمنية رسمية في منطقة الجوف، تقضي باكتناز أرض المنطقة الشمالية بمواقع أثرية، قد تحوي كنوزاً تاريخية، وفقاً لما أكده الناطق بلسان شرطة منطقة الجوف، العقيد دامان الدرعان، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» إلقاء القبض على عدد من الأشخاص، قاموا بالتنقيب بشكل مخالف، في بعض ما تحويه المنطقة من مواقع أثرية، في مناطق ومحافظات عدة تتبع لمنطقة الجوف.

وتتميز الأجهزة تلك، التي عبرت البلاد «بطُرق غير مشروعه»، بمواصفات خاصة، وفقاً لطبيعة التضاريس، والتربة، تُمكن من معرفة ما إذا حوت الطبقة التي يتم تسليط الأجهزة عليها، تكتنز معادن ثمينة، مثل (الذهب والفضة والبلاتين والنحاس) الموجودة داخل باطن الأرض، في المناطق الأثرية الموجودة في منطقة الجوف.

وتتراوح أسعار تلك الأجهزة، التي قد تقود إلى «عام الثراء»- بحسب متعاملين فيها -، في السوقٍ السوداء، 40 ألف ريال (10.6 ألف دولار)، وأخرى ذات مواصفات أدنى، تتراوح أسعارها بين 2700 و7 آلاف ريال (720 و1866 دولارا). ويتصدر تلك الأجهزة، نوع أميركي الصنع، يُطلق عليه المتعاملون في سوق الأجهزة تلك، بـ«المُهند»، يُعدُ أفضلها من حيث الدقة في البحث عن معادن ثمينة يخفيها باطن الأرض.

ويعطي الجهاز إشارات مرئيه وصوتية، تُفيد بالتوجة نحو الهدف بشكل دقيق ومباشر، تزداد تلك الإشارات بشكل تلقائي، مع الأقتراب من الهدف.

ويأتي في رغبة المتعاملين في سوق هذة الأجهزة في المرتبة الثانية، جهاز يُطلق عليه السعوديون «الزاحف» ياباني الصنع، يختلف بسيطاً فيما يتعلق بقوة الاختراق والدقة بالتبليغ عن الهدف المكتشف في باطن الأرض، عن جهاز الـ«المُهند» الأميركي، ويتجاوز سعره 30 ألفا (8 آلاف دولار).

ويُطلق المتعاملون في سوق الأجهزة الإلكترونية تلك، أسماءً غريبةً نوعاً ما على عدد من الأنواع الأخرى التي تؤدي ذات الدور في عمليات البحث، إلا أن البعض منها يوحي بعدم قدرته على تحقيق ذات النتائج التي تُحققها الأجهزة الأميركية واليابانية الصنع.

ويبرز جهاز «مسيلمة» و «الكذاب» في رغبة من لا يملك مبلغ شراء تلك الأجنبية، باهظة الثمن، وذلك نظرا لعدم تمييز المعادن المكتشفه بذات القوة التي تتمتع بها الأنواع الأخرى، فيما لا يتجاوز سعر الواحد من هذه الأنواع، 2700 ريال.

وحدد العقيد الدرعان الاجراءات المتبعة في حال القبض على الأشخاص الباحثين عن المعادن الثمينة في المناطق الأثرية، التي في الغالب ما يتم البت في مخالفاتهم، عن طريق أعلى سلطة إدارية في المنطقة، لردعهم عن القيام بمثل هذة الأفعال، وفق تعبير الدرعان.

وتُعد منطقة الجوف، من أبرز المناطق السعودية احتواءً للمواقع الأثرية والتاريخية، التي تعود في بعض منها لما قبل الإسلام، وأخرى ارتبطت بعهد الصحابة، يُمثلها في المنطقة، مسجد الخليفة الثاني في الإسلام، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي يرى مُهتمون في التاريخ والآثار، من أقوى المواقع التاريخية على مستوى العلم، إضافةً إلى مواقع تاريخية أخرى، مثل (الشويحطية – الطوير - قلعة مارد - الرجاجيل - قلعة زعبل - سيسراء – الكاف).