وعود سعودية برفض توصيات «سطحية» تصدر عن مؤتمر الإعاقة الدولي

الأمير سلطان بن سلمان: لم نعد دولة مستفيدة من أبحاث وتجارب الآخرين

سلطان بن سلمان خلال لقائه أحد ذوي الاحتياجات الخاصة المنتمين لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة (تصوير: أحمد فتحي)
TT

أعطى الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، عن تقصي وتتبع للتوصيات التي سيتمخض عنها مؤتمر الإعاقة الدولي، الذي ستحتضنه العاصمة الرياض، على مدى أيام، اعتبارا من اليوم. مؤكدا رفض أي توصية، تكون مفعمة بـ«السطحية»، أو المجردة من المضمون والمعنى.

وقال أمام حشد من الإعلاميين في مؤتمر صحافي قُبيل انطلاق أعمال المؤتمر «سنتابع التوصيات بدقة، وستؤخذ بمحمل الجد، والدولة أحرص من الجميع، على الخروج بتوصيات واقعية، مؤثرة في حياة المعاقين، نريد توصيات تمثل تحديات للمستقبل، نريد نتائج، نريد أن نسمع تحالفات وعلاقات عالمية».

وربط الأمير سلطان المؤتمر، بالدور الذي توليه في مجال أبحاث الإعاقة، والذي تعد فيه السعودية من الدول الرائدة والفعالة. وقال: «لم تعد المملكة دولة مستفيدة من أبحاث وتجارب الآخرين، بل أصبحت دولة مشاركة وفاعلة ومبادرة في مجالات البحث العلمي المتخصص». ويتفرد هذا المؤتمر بالتصدي لأكثر الموضوعات أهمية، وأكبر القضايا إلحاحا، وذلك من خلال الموضوع لرئيس (البحث العلمي في مجال الإعاقة)، الذي يهدف إلى تشخيص واقع البحث العلمي في مجال الإعاقة، وتأصيل مفهومه، ونشر ثقافته وتفعيل آلياته محليا وإقليميا وعالميا، باعتباره أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في التصدي للإعاقة سواء بالوقاية منها أو التخفيف من آثارها عند وقوعها. وأوضح رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أن العدد الكبير من المشاركات والمتحدثين، يُميز هذا المؤتمر، حيث تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر، كما هائلا من الأبحاث والدراسات وأوراق وورش العمل، تجاوز عددها 260 عملا مقدما من أكثر من 40 دولة، الأمر الذي مكن اللجنة من تطبيق معاييرها العلمية الدقيقة في انتقاء أفضل هذه الأعمال، وفق تعبير الأمير سلطان. وحصر الأمير سلطان عدد الأعمال المقبولة بـ116 عملا، مشيرا إلى أن المؤتمر استطاع استقطاب صفوة العلماء والباحثين والأكاديميين والخبراء والممارسين من جميع أنحاء العالم، لإثراء المادة العلمية للمؤتمر، والرقي بمستوى طروحاته ومناقشاته ومداولاته.

وكشف الأمير سلطان في الوقت ذاته، عن برنامج وطني للمسح الشامل، للأمراض ذات العلاقة بالصحة النفسية، لمعرفة مدى انتشارها، ومسبباتها، وهي التي تأتي ضمن سلسلة المبادرات، يُطلقها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وذلك خلال 12 شهرا، ليشمل مناطق مختلفة من المملكة، وسيربط البيانات السكانية والثقافية بمختلف الأمراض النفسية. ويعد برنامج المسح الوطني للصحة النفسية، أحدث المبادرات التي يتبناها المركز مع شركائه، والهادف لمسح شامل للصحة النفسية في المملكة، عن طريق أخذ عينة إحصائية عشوائية تمثل مختلف مناطق المملكة، ومختلف الأعمار، لمعرفة مدى انتشارها، ومسبباتها، ومقارنة النسبة بالأمراض النفسية في الدول النامية والمتقدمة، ومن ثم وضع الخطة الإستراتيجية لرعاية المصابين، ومكافحة تلك الأمراض، في حين يقوم البرنامج، بتحديد عوامل انتشار الخطورة المصاحبة للأمراض العقلية في المملكة. وسيمتد المؤتمر لأربعة أيام، يتناول عددا من المواضيع المهمة، التي تستهدف عددا من العلماء والباحثين المتخصصين في مجال الإعاقة والتأهيل والمعوقين، ومقدمي الخدمات والداعمين والمساندين لقضية الإعاقة. ويهدف المشروع لتوفير معلومات إحصائية «موثقة» عن الإعاقة في المملكة، ومساعدة متخذي القرار، والعلماء والباحثين والمختصين والمخططين بالمعلومات الأساسية عن الظروف المختلفة التي تحيط بالمعوقين والمعلومات اللازمة لتطوير برامج رعاية المعوقين المستقبلية.

ويصاحب المؤتمر معرض ضخم، يضم أحدث ما توصل إليه عقل الإنسان في مجالات الإبداع والابتكارات ذات العلاقة بالإعاقة. وتزامنت الأعمال التحضيرية للمؤتمر، مع تسلم الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، دعم شركة أبراج كابيتل دبي لبرنامج المسح الوطني للصحة النفسية، الذي بلغ مليوني دولار، قام بتسيلمها عبد الرحمن التركي رئيس مجلس إدارة «أبراج كابيتال».

وفي السياق ذاته، أعلن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، عن مشاريع أبحاث الإعاقة ممولة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث خصصت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، قرابة 50 مليون ريال، لتمويل مشاريع أبحاث الإعاقة المتقدمة خلال السنوات الخمس المقبلة، وقد قام المركز بتوقيع مذكرة تفاهم مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لضمان أن كل المشاريع الممولة، ستبقى ضمن حدود بحث الإعاقة.