تحذيرات حكومية من متغيرات جوية جديدة

توقعات بهطول أمطار تخفف من وطأة الجفاف

TT

تعود غدا، وللمرة الثالثة خلال الشهر الجاري، موجة ترابية تنخفض فيها الرؤية الأفقية لنحو 3 كيلو مترات، وسط رياح تبلغ سرعتها 55 كيلومترا في الساعة.

وما إنْ هدأت حالة الطقس نسبياً في السعودية خلال اليومين الماضيين، حتى عادت تحذيرات حكومية جديدة بقدوم متغيرات جوية يصاحبها نشاط كبير في حركة الرياح السطحية المثيرة للأتربة، خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يعيد المخاوف مجدداً من قدوم عواصف رملية مفاجئة، كالتي داهمت مناطق عدة من البلاد خلال الفترة القريبة الماضية.

وبحسب خبراء في مجال الأرصاد الجوية، فإنه من الممكن أن تحمل المتغيرات الجوية في هذه الأيام مفاجآت إيجابية، ليست كالتي سبقت، حيث من المحتمل أن تشهد مناطق وسط وشمال وغرب السعودية، ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل حتى السبت الذي يليه، سحبا مزنية يُتوقع منها هطول أمطار، بعد حالة الجفاف التي تسببت في خفة وزن الأتربة وحمل الرياح لها، التي من الممكن أن يستمر حمل الرياح لها قبل أي سحب ممطرة خلال الفترة المقبلة.

وقال الدكتور ناصر سرحان أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية، إن حركة الرياح النشطة هذه الأيام ستكون منخفضة على سطح الأرض، ومن شأنها حمل الأتربة والعوالق الترابية في الجو، إلا أنه أكد أن السحب الرعدية الربيعية التي تصاحب حركة الرياح، ستكون سحبا ممطرة، مع إمكانية كبيرة لتنقية وترطيب الأجواء من الأتربة والغبار، بعد نزول المطر.

وحسب بيان نشرته حماية هيئة الأرصاد وحماية البيئة السعودية، فإن رياحا سطحية جنوبية غربية ستنشط على طول القطاع الغربي، خاصةً الأجزاء الشمالية منه، وعلى وسط المملكة، مثيرةً للأتربة والغبار، وتحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من 3 كم، مضيفاً أن السحب المنخفضة والمتوسطة ستظهر على غرب وجنوب غرب وشرق وأجزاء من وسط المملكة، تتخللها سحب ركامية على مرتفعات عسير، تمتد إلى المنطقة الشرقية، وقد تهطل منها أمطار، خاصةً على شرق منطقة الرياض، وتمتد إلى منطقة الدمام.

وزاد البيان في توقعاته هذا اليوم.. تُوالي درجات الحرارة انخفاضها على شمال وغرب المملكة، في حين تبدأ في الانخفاض نهار الغد على وسط وشرق المملكة، ويصحب ذلك نشاط في الرياح السطحية على غرب ووسط وشرق المملكة مثيرة للأتربة، وتحد من مدى الرؤية الأفقية، خاصة على وسط وشرق المملكة، وتظهر السحب المنخفضة والمتوسطة على غرب المملكة، تتخللها سحب ركامية، خاصة على مرتفعات الباحة وعسير، والرياح السطحية شمالية إلى شمالية غربية على معظم مناطق السعودية.

من جهته، أكد الرائد عبد الله الحارثي أن إدارته في الدفاع المدني ما زالت تحذر المواطنين والمقيمين في البلاد من المتغيرات المفاجئة للأجواء التي تشهدها مناطق عدة في السعودية منذ بداية الشهر الجاري، مضيفاً أنه فيما يتعلق بتحذيرات الأرصاد وحماية البيئة الخاصة بالفترة المقبلة التي أعلن عنها أمس، لم تتخذ إدارته فيها أي إجراءات، حيث إنهم بصدد انتظار أي تقارير تحذيرية تصدرها هيئة الأرصاد اليوم. وعاد الدكتور سرحان ليبيّن أن السبب العلمي لهذه الأتربة العالقة في الجو، وتحولها إلى عواصف رملية، هو تحرك المنخفضات العابرة من البحر المتوسط، مع تعمق لمنخفض جوي على طبقات الجو العليا، وتزحزحه شمال السعودية، وما ينتج عن ذلك من فروق حرارية، تحرك بدورها الهواء الهابط، وتسبب إثارة الغبار على شكل عاصفة.

وزاد السرحان أن فصل الربيع يعتبر موسم هذه التأثيرات المحلية، ودائماً ما ترافق حركة السحب الركامية عواصف رملية شديدة في مقدمة مساراتها، متوقعاً أن الرياح السطحية الجنوبية الغربية التي تنقل الرطوبة من بحر العرب مع امتداد منخفض جوي بارد على وسط البلاد في طبقات الجو العليا، من شأنها تكوّن سحب ربيعية رعدية ممطرة.