مكة المكرمة: قضية «العشوائيات» تستحوذ على اهتمام المشاركين في معرض العقار والبناء

أمين العاصمة المقدسة لـ «الشرق الأوسط»: آلية لحلها تراعي حقوق الملاك والمطورين

أمين العاصمة المقدسة خلال جولته في معرض العقار الأول بمكة المكرمة عشية انطلاقه أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حلت قضية عشوائيات مكة المكرمة كأهم القضايا التي تداولها المشاركون في معرض العقار والبناء في العاصمة المقدسة واستحوذت على نصيب الأسد من نقاشات وجلسات المعرض الرسمية والهامشية والذي يستمر حتى نهاية الاسبوع الحالي.

وكشف الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة لـ «الشرق الأوسط» عن آلية تنفيذية بموافقة المقام السامي لحل قضايا أصحاب المساكن العشوائية في مكة المكرمة. مبينا «أن الآلية ترعى حقوق الملاك وحقوق المطورين وحتى السكان المتواجدين في الأحياء العشوائية المزالة في ذات الوقت».

وأشار خلال فعاليات معرض العقار والبناء في العاصمة المقدسة في دورته الاولى والذي يقام تحت رعاية امير منطقة مكة المكرمة، إلى أن الخطة التي تضمنت تطوير أربعة أحياء اكتملت ثلاثة منها بمساعدة القطاع الخاص، فيما يكتمل الحي الرابع في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، معتبرا الخطوة نقلة فريدة من نوعها ولم يسبق لها مثيل.

وأشار إلى مشاريع تطوير الساحات الشمالية للحرم المكي، مبينا انه قد تم استكمال نزع حوالي 96 عقار من العقارات المكملة، وقال «إن تلك المشاريع التي تتبع لأمانة العاصمة المقدسة في اطار الاستثمار العقاري تجرى بالتنسيق مع القطاع الخاص، وقد بدأت بمخطط ولي العهد (5) وكان ذلك قبل سنتين أو اكثر وطرح مخطط ولي العهد (6) وتم التوقيع عليه يوم أمس، كما وقع مخطط ولي العهد (7) قبل شهر، مبينا«ان تلك المخططات السكنية كانت تتنافس عليها شركات عقارية كبرى لتطوير أراضي مدينة مكة المكرمة، مؤكدا أن مكة تعتبر ملاذا آمنا للمستثمرين في ظل الازمة المالية العالمية».

وفي شأن متصل، وقعت شركة عقارات للتطوير والتنمية وهي إحدى شركات مجموعة عمر قاسم العيسائي، مع أمين العاصمة المقدسة على هامش فعاليات معرض مكة للعقار والبناء، عقد استثمار مخطط ولي العهد رقم ( 6) للمنح في مكة المكرمة، مقابل تملكها نحو 19.5 في المائة من إجمالي المخطط البالغة مساحته نحو 3.5 مليون متر مربع. وقدر المهندس عبد الهادي الرشيدي المدير التنفيذي للشركة تكلفة المشروع بنحو 75 مليون ريال، مشيراً إلى أن المخطط يحتوي على 2455 قطعة، وتشمل عملية التطوير السفلتة والرصف والإنارة، مبينا أن المشروع يحتوي على 19 مسجدا و16 مدرسة وأربع رياض أطفال و11 مرفقا عاما وأربعة مراكز تجارية ومستشفى عام ونحو 58 موقعا تجاريا واستثماريا، وحدائق ومساحات خضراء بمساحة 12.5 ألف متر مربع تقريباً، مفيدا أن الانتهاء من أعمال تطوير المخطط الذي يبلغ فيه متوسط مساحات القطع السكنية 600 متر مربع سيكون بعد 12 شهراً من تاريخ توقيع العقد. من جهته أشار الدكتور سامي ياسين برهمين مقرر اللجنة التنفيذية لمشروع معالجة الأحياء العشوائية إلى أن مشروع تطوير معالجة الأحياء العشوائية بمكة المكرمة تشرف عليه لجنة وزارية برئاسة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية انبثقت منها لجنة تنفيذية برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وكشف عن آلية وسياسة اللجنة التي تعمل على معالجة نواح متعددة للسلبيات التي تنتج من انتشار الأحياء العشوائية في مكة المكرمة.

وعدد برهمين الخيارات التي من الممكن أن يختارها صاحب العقار المنزوع، منها إيجاد بدائل للعوائل الذين يحتاجون إلى سكن لتعويضهم عن المساكن المنزوعة، أو تعويضات مالية للراغبين في الخروج بها من منطقة مكة، والخيار الاخير هو المشاركة في العملية التطويرية والدخول في اسهم مشاركة مع الشركة.

وأشار إلى المشاريع التي تشهدها منطقة مكة المكرمة الان مشاريع تطويرية كبيرة من ناحية البنية التحتية مثل الطريق الدائري الثالث، وقطار المشاعر المقدسة، الذي تم توقيع عقده سابقا وتشهد ايضا قطار الحرمين الشريفين، واستكمال البنية التحتية مثل مصارف السيول، إلى جانب الخدمات من مدارس ومستشفيات ومشاريع الصرف الصحي.

وأوضح أن هناك مخططا شاملا يناقش جميع القضايا التخطيطية بمكة المكرمة من مشاريع التطوير الكبرى ويناقش مشاريع تطوير الشوارع والطرق ووضع آلية التعامل وآلية التنسيق بين المستثمرين وبين الجهاز الحكومي.

في ذات الاطار، اكد المهندس عامر بن عبد الله ال ثامر مدير عام شركة صكوك المستقبل، بان المعرض والذي يعد الاول والذي يقام في العاصمة المقدسة، ويولي اهمية خاصة بالعقار والبناء في مكة المكرمة، وتطويرها، يسعى إلى تقديم جملة من الحلول العلمية والعملية لعدد من المشكلات التي تعترض سوق العقار والبناء واستعراض الابحاث والدراسات المتعلقة بالتخطيط العمراني، والاستفادة من المناخ العام في سوق العقار والبناء، إلى جانب طرح اول مسابقة من نوعها للتصميم العمراني الحديث وترك المجال مفتوحا امام الافكار الشابة للمهندسين والمكاتب الهندسية لمعالجة الفجوة العقارية والتصدي لمشكلة العشوائيات العمرانية وتوقعات النمو المتسارع في عدد الزوار والمعتمرين القادمين إلى مكة المكرمة، وتواصل مواسم الحج والعمرة على مدار العام. وأشار إلى مشاركة اكثر من 60 شركة ومؤسسة متخصصة في الشأن العقاري ضمن فعاليات المعرض، الذي يشهد احدث الفرص الاستثمارية في مجالات العقار والبناء وفق احدث الاساليب والنظريات المعمارية، وبتصاميم تنقل صيحة العصر في مجال التصميم العقاري الحديث. ومن الجانب العقاري بين خالد سعيد رئيس مجلس ادارة مجموعة الشبح إلى أن شركتهم قائمة على اقامة ابراج منها على شارع ابراهيم الخليل بقيمة 240 مليون، وفي اجياد مشروع قائم بقيمة إجمالية تبلغ 50 مليون ريال وهناك مشاريع أبراج بجوار الحرم تكلفتها الاجمالية تتجاوز النصف مليار ريال إلى جانب مشاريع أخرى قائمة في شارع المنصور والعزيزية.

وأكد أن اقتصاد مكة لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية بل كان اتجاه مؤشر الربح إلى الزيادة والتصاعد في النمو العمراني، وقال إن ميزانية الإيجارات في مكة ارتفعت ارتفاعا جنونيا حتى لوحظ الفرق من قبل العقاريين، وكشف عن ارتفاع في إيجارات العقار بمكة المكرمة خلال العام المنصرم وصلت إلى 10 مليارات مستشهدا أن هناك ابراجا مجاورة للحرم وصل سعر ايجارها إلى نحو 30 مليون ريال.