قاض سعودي يحذر من التهاون في تطبيق الأحكام ويربطه بتزايد الجرائم

دراسة: عدم توافق خطب الجمعة مع قضايا الشباب

TT

حذر الدكتور الشيخ مزهر بن محمد القرني، رئيس محاكم منطقة الباحة واللجنة الاستشارية بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الباحة، من خطورة التهاون في تطبيق الأحكام القضائية الخاصة بالشباب عقب تزايد الجرائم الأخلاقية كالمخدرات والابتزاز.

وطالب الدكتور القرني خلال اللقاء الأول لطلبة العلم بأئمة وخطباء مدينة الباحة، والذي جاء بعنوان (أهمية معالجة انحراف الشباب فكريا وسلوكيا)، بعدم التهاون في تنفيذ الأحكام التي تصدر عن المحاكم الشرعية، ومنها أحكام الجلد وقراءة الإعلان من قبل جهات التنفيذ في موقع التنفيذ في الأماكن العامة.

وبين أن التساهل في مثل هذه الجرائم قد يحولها إلى ظواهر تستوجب الدراسة، بعد أن يطال خطرها المجتمع، في حال عجز الأسرة عن القيام بدورها كما هو المسجد والجامعة والدعاة وذي التكليف. وأشار إلى أن الانفلات من العقوبة بتنفيذها بطريقة غير صحيحة، يعطي فرصة لتكرار الجريمة ونشرها في أوساط الشباب من مبدأ «من أمن العقوبة أساء الأدب»، مطالبا الدعاة بتكثيف نشاطهم في أطراف المنطقة، لحاجة مجتمعاتهم للتنوير والتثقيف، وشدد على ضرورة بيان العقوبات للجرائم المخلة بالآداب والأخلاق، من خلال وسائل الإعلام والمنابر وكل موقع يمكن من خلاله إيصال رسالة الأحكام الشرعية والنظامية، التي تحد من أعداد الذين يقعون فريسة للمتربصين وأصحاب السوابق.

اللقاء الذي خلا من الشباب، واقتصر المنظمون فيه على دعوة خطباء الجوامع في الباحة وضواحيها، عزا فيه المهندس ناصر بدران مدير عام الفرع، الانحراف لسهولة السفر وتقنية الاتصال، موضحا أن مجتمع الباحة يتلقى كل أسبوع 2400 خطبة على 600 منبر تمثل جوامع الجمع في المنطقة. وطالب بدران الخطباء بالتجديد والابتكار والتنويع والبعد عن التكرار والنقل، الذي لا يخدم قضايا مجتمع القرية، ودعاهم لتوحيد خطبة الجمعة المقبلة عن موضوع اللقاء، والاستنارة ببعض الخطب المصورة التي تهافت على اقتنائها الجميع، وشكك في قدرة بعضهم على صنع خطبة من بنات أفكاره، في ظل الاعتماد على الخطب التي تباع في المكتبات أو استنساخها من المواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية. يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وفي إطار اهتمامها ورعايتها للمساجد وتأهيل الأئمة، قامت في وقت سابق بإعمار وإعادة بناء وترميم الكثير من المساجد والجوامع في مختلف المدن، وطي قيد 180 إماما و187 مؤذنا وإلحاق 923 إماما بدورات شرعية.

وفي دراسة محكمة قدمها عبد الرحيم حقيب، عضو هيئة التدريس في كلية المعلمين وعضو لجنة الشؤون الإسلامية، أثبتت أن النسب متدنية في مدى تفاعل الشباب مع خطبة الجمعة، وأن هناك فجوة في التعاطي مع قضايا الشباب والاهتمام بمتطلباتهم، وأنه أحيانا لا يوجد توافق بين موضوعات الخطبة واهتمامات الشباب، مما يثير التصادم والعزوف عن حضور خطبة الجمعة، مكتفين بالدخول للمساجد مع بداية الصلاة.

وفي منطقة الباحة زاد عدد المساجد متجاوزا 3500 مسجد وجامع، منها أكثر من700 مسجدا أهلية لم يتم تسلمها، لعدم تنسيق أصحابها مع إدارة الأوقاف، وتأتي هذه الزيادة في وقت اتجهت فيه بعض العائلات إلى بناء مساجد في أفنية منازلها مما جعلها تبدو كظاهرة للتفاخر والتباهي في ظل قلة عدد المصلين، بل إن بعضها قد لا يجد من يقيم فيها الصلاة. شرح الصورة: د. مزهر والمهندس بدران يتابعان مداخلات الحضور («الشرق الأوسط»)