سعودي فقد اثنين من أبنائه دهساً يروي لمئات الشباب تجربته

ضمن فعاليات برنامج «كي لا تنطفئ الشموع» الذي أقامه شاب فقد أخاه في حادث

جانب من استعراضات الدراجات النارية للتوعية بالقيادة الآمنة ضمن فعاليات برنامج «كي لا تنطفئ الشموع» («الشرق الأوسط»)
TT

أمام حشد من مئات الشباب واليافعين، وقف محمد عيسى الأحمد يغالب دموعه، وهو يروي لهم كيف فقد خلال 9 أشهر اثنين من أطفاله، قضيا دهساً تحت عجلات سيارتين كان يقودهما بتهور شابان يافعان. لم يفصل بين وفاة الابن الأول الذي كان متفوقاً في تعليمه المتوسط، والثاني الذي يدب على مقاعد الدراسة الابتدائية سوى تسعة شهور، مما ضاعف المأساة التي حلّت بالعائلة.

لم يكن الأحمد الوحيد في ملتقى نظم لتوعية الشباب بالسلامة المرورية، وأقيم في نادي الصفا الرياضي بصفوى، في المنطقة الشرقية، ضمن فعاليات توعوية أقيمت لتتواصل مع أسبوع المرور الخليجي الخامس والعشرين الذي أقيم تحت شعار «لا تتصل حتى تصل»، واختتم أخيراً.

وشملت فعاليات السلامة المرورية استعراضات للدراجات النارية، وحملات لارشاد السائقين واحتضان الشباب اليافعين، لإجراء برامج تطبيقية للاسعافات الأولية والقيادة الآمنة واحترام قواعد المرور، ويقف خلفها شاب سعودي هو جاسم احمد المغلق، الذي فقد قبل عامين شقيقه الأصغر (مصطفى، 23 عاماً)، الذي كان أحد هواة قيادة الدراجات النارية، لكن حادثاً مرورياً أودى بحياته وهو في ريعان الشباب، يقول المغلق، إنه أراد أن يجعل من مأساة أخيه دافعاً لتحذير الشباب الآخرين بمخاطر القيادة غير الآمنة، وإعطاء دفعة في احترام حق الحياة.

المغلق، أسس مع فريق أهلي حملة «كي لا تنطفئ الشموع»، التي تهدف لزيادة الوعي المروري لدى شريحة الشباب. وتتضمن الحملة دعوة عشرات الشباب واليافعين لحضور عروض السلامة، وكذلك مشاهدة مآسي ضحايا الحوادث والدخول في مناقشات مع المصابين وعائلات الضحايا، ومشاهدة عروض مصورة للحوادث. ويقول المغلق، «لا نريد أن نقول للشباب لا تقودوا سيارات، أو دراجات نارية، نقول لهم: قودوا وفقاً للنظام، والتزموا سلامتكم وسلامة الآخرين، رسالتنا أننا نحبهم ولا نريد أن نفقدهم».

وبحسب اللجنة المنظمة، فإن مدينة صفوى، التي لا يزيد عدد سكانها على 45 ألف نسمة، فقدت خلال عشر سنوات أكثر من 100 ضحية في حوادث مرورية مروعة، عدا عن الإصابات الأخرى، وأنتجت اللجنة الأهلية فيلماً تسجيلياً، كما أقامت عرضاً للدراجات النارية في مضمار السباق بالنادي الرياضي، وأتاحت الفرصة لعشرات الشباب أن يلتقوا باثنين من أقدم السائقين في منطقتهم، تحدثوا عن تجارب القيادة في الماضي، وكيف تطورت وتزايدت مخاطرها في الحاضر. من بين الفقرات، تحدث أحد الشبان الذين لا يزالون يمارسون قيادة الدراجات النارية، علي العصفور (33 عاماً) أخبر الجمهور أنه كان يقود دراجته على إطار واحد بسرعة تجاوزت 200 كلم، وحينها رأى الموت أمامه، لكن لم يقلع عن القيادة المتهورة للدراجات، إلا حينما شاهد زميله يهوي ميتاً أمامه على الواجهة البحرية، وهو يقوم بحركات استعراضية قاتلة.