إطلاق مشروع نفق الملك عبد الله رسميا بكلفة ملياري ريال

يختصر مسافة جبل الهدا إلى 13 كيلومترا.. ويربط بين مكة والطائف

الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز استقبل جموعا من أهالي وأعيان محافظة الطائف (واس)
TT

بعد نحو 3 سنوات من ظهور فكرة إنشاء طريق مختصر من دون منحنيات، يصل ما بين الطائف ومكة المكرمة بديلاً عن طريق الهدا المتعرج، أطلق الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رسميا،ً أمس، مشروع نفق الملك عبد الله الذي يخترق جبال الهدا من حي الخالدية (غرب الطائف)، وصولاً إلى منطقة الكُر الواقعة أسفل جبل الهدا، مما يعني اختصار مسافة الجبل إلى 13 كيلو مترا (10 دقائق زمنياً)، ورصد لتنفيذه 2 مليار ريال. ويُمثل مشروع النفق طريقا سريعا يختصر المسافة بين مدينتي مكة المكرمة والطائف إلى ضعفي المسافة بين المدينتين عن طريق الهدا، وثلاثة أضعاف المسافة عن طريق السيل، وسيكون ضمن رأس مشاريع البنية التحتية المنفذة في الطائف. وينتظر أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع الضخم بعد خمس سنوات من الآن. للنفق الذي تولدت فكرة بنائه على مشروع إيصال المياه من محطة الشعيبة 1 إلى الطائف، بواسطة أنابيب مُررت عبر جبل الهدا بعد أن بدأ منسوب مياه «عين» الشهيرة (محافظة تربة 180 كيلو مترا جنوباً) الساقي لأهالي وسكان الطائف في الانخفاض قبل أكثر من 15 عاما. وشهد فندق مسرة انتركونتننتال الطائف ليلة البارحة، اجتماع الأمير خالد الفيصل الذي يباشر مهام عمله خلال هذه الفترة من المحافظة الجنوب شرقية من حدود إمارته، مع المسؤولين عن تنفيذ المشروع من شركتين محلية وألمانية، إضافة للمسؤولين في الجهات الحكومية المشرفة على المشروع. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي لا يزال صدى رسالة الفيصل الموجهة لشركات المقاولة خلال تصريحات صحافية، أعقبت اجتماعه مع أعضاء المجلس المحلي في الطائف مساء الخميس الماضي، ترسم انطباعاً عن عزمه الإداري القوي في معاقبة كل الشركات المتأخرة في تنفيذ المشاريع التنموية في منطقة مكة المكرمة، وكذلك تحذيرية للشركات الجديدة. ورأى الأمير خالد الفيصل أن سبب تعثر بعض المشاريع، خاصة في محافظة الطائف، يعود إلى ضعف نظام المناقصات المعمول به من الجهات الحكومية، الذي ينص على أن الشركة صاحبة الأقل سعراً هي دائماً ما تحوز عقد تنفيذ المشروع، ومضيفاً، «دائماً الشركات المتقدمة بأسعار رخيصة تكون من الشركات الضعيفة». وكشف أمير منطقة مكة المكرمة عن عزمهم إنشاء شركة الطائف للإنشاء والتعمير، والمشابهة لشركتين في شقيقتيها مكة وجدة، وذلك بهدف الإشراف على تنفيذ مشاريع التوسعة والتطوير للأحياء السكنية، خاصة الشعبية منها. ووقف عصر أمس، الأمير خالد الفيصل على منطقة ميسان الواقعة جنوب غربي مدينة الطائف، التي تضم نحو 351 قرية غالبية سكانها من قبيلة بالحارث، ويصفها أهلوها بـ«أرض الطبيعة الخلابة». وبالفعل حين تقع نظر الزائر لها للمرة الأولى، يفاجأ بما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة، وتضفي مزارع التين والرمان والتفاح البهجة على قلوب المتجولين فيها، وهي مرتفعة عن مدينة الورود بنفس طول ارتفاع جبلي الهدا والشفا. وعلى الرغم من تواضع مستوى البنية التحتية والخدمات المقدمة في ميسان، بيد أنها تعد محطة للسائحين من داخل وخارج البلاد. ويتوقع أن تحتل «ميسان» في اجتماع الفيصل مع مجلس التنمية السياحي صباح اليوم، مساحة كبيرة من النقاش بهدف الاستفادة من مقوماتها السياحية مستقبلاً. وسبق وصول أمير منطقة مكة المكرمة، لزياراته الميدانية المعروفة عنه منذ إمارته لمنطقة عسير، زيارة مركز بني سعد، حيث قال لأهلها «سوف أعمل ليل نهار لتحقيق مطالبكم». كما التقى أعيان وأهالي قرية مركز حداد في محطته الأخيرة على المراكز الجنوب غربية من محافظة الطائف، والتي تبعد بمسافة لا تتجاوز 150 كيلو مترا. ويبحث الأمير خالد الفيصل خلال اليومين المقبلين عددا من المواضيع المؤدية إلى عودة الطائف كسابق عهدها «عروس المصائف» السعودية، وذلك عبر عدد من المشاريع التنموية السياحية، التي بلغت أكثر من 60 مشروعا، بحسب تصريحات مسؤولين في المحافظة منذ عام 2006. ومن أبرز المواضيع المستحوذة على جدول اجتماعات الأيام الخمسة، وهي الفترة الزمنية التي يباشر الفيصل مهامه فيها من المحافظة الجنوبية الشرقية لمكة المكرمة، سوق عكاظ التاريخي، وسبل تطويره بشكل عالمي، ولكن كما يؤكد الفيصل بهوية «سعودية، عربية، إسلامية». من جهة أخرى، ترأس الأمير خالد الفيصل اجتماع المجلس المحلي لمحافظة الطائف الخميس الماضي، وذلك لمناقشة جملة من المشاريع التعليمية والتقنية والصحية، الجاري تنفيذها في محافظة الطائف بمبلغ يصل إلى 3 مليارات ريال. وتتمثل تلك المشاريع في تعليمية للبنين بقيمة 470 مليون ريال، لإنشاء مدارس ومجمعات مدرسية تعليمية ومكاتب تربية في عدد من المواقع، إضافة إلى مشاريع تقنية بتكلفة تتجاوز 578 مليون ريال. وتحصد المشاريع الصحية نصيب الأسد من كعكة المليارات الثلاثة للمشاريع التنموية، بحيث يتم إنشاء 21 مركزا صحيا بتكلفة تبلغ 73 مليون ريال، وإنشاء 7 مستشفيات كبرى بميزانية تزيد على مليار ريال. كما ناقش الفيصل مع المجلس مراحل إنشاء تلك المشاريع واستكمالها والمدة الزمنية لاكتمالها، بالإضافة إلى بحث الخطط المستقبلية للمحافظة والمتمثلة في حاجة المحافظة ومراكزها المتعددة للعديد من المشاريع الأخرى. ومنها مشاريع صحية تتمثل في إنشاء 15 مركزا للرعاية الصحية في المراكز التابعة للطائف، ومدى الإجراءات المتبعة مع العديد من الوزارات والقطاعات لاستكمال تلك الخدمات، والهادفة لتحقيق الاستفادة منها لأهالي القرى.