دارة الملك عبد العزيز تنظم المعرض التراثي الأول للمخطوطات السعودية

يوثق 3000 مخطوطة نادرة من بداية الدولة الأولى

صفحة نادرة بخط جميل من كتاب المقنع لابن قدامة بخط سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ( 1220هجري)
TT

تنظم دارة الملك عبدالعزيز خلال الأيام المقبلة المعرض التراثي السعودي الأول للمخطوطات والذي يقام تحت عنوان «معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط» ويحتوي المعرض على ثلاثة آلاف مخطوطة نادرة ومتنوعة. وقال أيمن لحنيحن مدير وحدة المخطوطات في دارة الملك عبدالعزيز لـ «الشرق الأوسط» أمس، إن المعرض يحتوي على ثلاثة آلاف مخطوطة نادرة ومتنوعة، يعرض فيه مجموعة كبيرة من المخطوطات من عهد الدولة السعودية الأولى إلى الوقت الحاضر، إضافة إلى بعض المخطوطات النادرة والقديمة منها مخطوطة لكتاب الإفصاح عن معاني الصحاح لابن قبيرة وهو كتاب يعود لسنة 560 هجرية. وذكر لحنيحن، أن المعرض يشارك فيه أكثر من 60 جهة حكومية ومؤسسية ويشارك أيضا أشخاص مهتمون بهذا الشأن يمثلون مختلف المناطق السعودية وسيعرضون ما يملكون لديهم من مخطوطات محلية تتحقق فيها الندرة والقيمة العلمية. وأضاف لحنيحن، أن المخطوطات التي تم ترشيحها للمشاركة في المعرض تتميز بتنوع موضوعاتها ومجالها العلمي وفنها وخطها، وستعرض الدارة مخطوطات تم جلبها من خلال مشروع توثيق المصادر التاريخية أو من خلال جهود مركز المخطوطات بالدارة من مختلف المناطق. وقال لحنيحن، إن المعرض الذي سوف يقام في مقر الدارة يصاحبه عدد من المحاضرات والندوات يشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين والمختصين في علم المخطوطات والمهتمين، وذلك بهدف تثقيف المجتمع بالثروة التأريخية الكامنة في المخطوط ووزنه العلمي، مشيرا إلى أنه سيتم تكريم المشاركين في فعاليات المعرض من الأسر والأفراد والجهات، حيث تسعى الدارة إلى تبني دور في جمع المهتمين بعلم المخطوطات وإرثها العلمي والمتحصلين على مخطوطات محلية لتبادل التجارب في هذا المجال، مضيفا أن الدارة ستطبع على هامش المعرض عدداً من الإصدارات منها كتاب نوادر المخطوطات السعودية، وكتيب تعريفي بالمخطوطات، وكتيب تعريفي بالمشاركين بالمعرض. وأضاف لحنيحن، أن الدارة تهتم وتشجع عرض نفائس ونوادر المخطوطات المحلية التي خطها مؤلفون ومؤرخون سعوديون لإبراز الدور المهم للسعودية في حركة التأليف المبكرة في المنطقة، حيث وجهت دارة الملك عبد العزيز دعوة عامة لجميع من يملك ويحتفظ بمخطوطات محلية من الأفراد والمؤسسات والمكتبات العامة والخاصة للمشاركة في هذا المعرض الوطني. وأشار لحنيحن، إلى أن المخطوطات المعروضة تشمل العقيدة والفقه والتوحيد واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا وغيرها من المجالات، حيث تحتفظ الدارة بعدد من عناوين المخطوطات التي تضمها مكتبات لكبار المؤرخين المحليين الذين أودعها ورثتهم في مكتبة الدارة بهدف حفظ هذه المآثر الفكرية والتاريخية المحلية، ويأتي ذلك تعاوناً منهم مع الدارة وأهدافها في خدمة البحث العلمي والدراسات المحكمة في مختلف فنون العلم والمعرفة. وقال لحنيحن، إن من أهم المكتبات المسجلة بأسماء أصحابها في الدارة هي: مكتبة آل عبد القادر من مكتبة جامعة الملك فيصل، ومكتبة الشيخ محمد بن عبد المحسن الخيال، ومكتبة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ومخطوطات مكتبة آل يعقوب المهداة من مكتبة المعهد العلمي بحائل، ومكتبة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، ومكتبة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ومخطوطات مكتبة دار الحديث الخيرية، ومكتبة الشيخ علي بن محمد الصالحي، ومخطوطات المؤرخ عثمان بن بشر، ومكتبة فؤاد حمزة، ومكتبة رشدي ملحس، ومكتبة عبد الله بلخير، وغيرها من المكتبات التي تضم عدداً من الكتب والمخطوطات والأوراق الشخصية، وسيعرض مركز الترميم والمحافظة على المصادر التاريخية بالدارة خدماته لزوار المعرض. وأوضح لحنيحن، أن الدارة تسعى إلى عرض أكبر عدد من المخطوطات المحلية وذلك لخدمة التاريخ السعودي ورفع درجة الوعي بالمخطوط كونه كنزا معرفيا وتاريخيا مما يجب إظهاره وعرضه أمام الجمهور وتحويله من الإطار الشخصي إلى الإطار الجماعي بهدف تعميمه للجميع لخدمة حركة البحث العلمي.