موظف في الصحة يحيل سيارة تالفة منذ 23 عاما إلى بنك متنقل للدم

يتوقع أن يتم تعميم الفكرة نظرا لتوفيرها مبالغ كبيرة

السيارة التالفة قبل إصلاحها
TT

احال موظف في صحة الطائف سيارة تالفة وغير صالحة إلى عربة متنقلة بكفاءة عالية لجمع التبرع بالدم في انحاء المدينة وبتجهيزات وتقنيات عالية يتوقع ان يتمكن بها من الحصول على جائزة للأداء الحكومي في منطقة مكة المكرمة. الفكرة التي ابتكرها سعيد عبد الله الزهراني مدير العمليات والاتصالات اللاسلكية ومنسق الطوارئ في صحة الطائف كابتكار اقتصادي وصحي، كانت عبارة عن تحويل السيارة إلى صالة شبيهة بصالات التبرع بالدم في المستشفيات الحكومية، مع اختلافها كليا عن غيرها من الصالات الثابتة كونها تتحرك إلى مواقع الراغبين بالتبرع بالدم، مما يساهم في زيادة اقبال الناس على التبرع بالدم لسهولة الوصول إلى هذا المكان. السيارة التي كانت متوقفة منذ نحو 23 عاما عادت من جديد لتجوب مدينة الطائف بحثا عن متبرعين، بعد ان تم تجهيزها، حيث كانت مهملة وكانت ستباع كسكراب قبل ان تولد فكرة اصلاحها وتطويرها. واوضح سعيد الزهراني صاحب الفكرة في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: «انه بدأ العمل الشاق بعد ذلك لتجهيزها من الداخل واستغرق خمسة أشهر بالكامل، وتم استخدام كميات من الألواح الخشبية والألمنيوم في التجهيز الداخلي وطلاء السيارة بالكامل من الداخل وفرش الارضية وتجهيزها بثلاثة كراسٍ للتبرع بالدم تعمل بالكهرباء وكراسٍ للاستراحة واسطوانات أكسجين ومكيف مركزي وإضاءة تعمل على مولد خاص يعمل بالبنزين خارج السيارة». وجهزت خارجية السيارة بشكل لافت للنظر، وقد كانت التكاليف المرصودة والمتوقعة لاعادة السيارة إلى الحياة في حدود 20 الف ريال وانخفضت التكاليف إلى حدود 12 الف ريال بعد تبرع احدى المؤسسات بقطع الغيار. وانطلقت السيارة لمباشرة اعمالها منذ ما يقارب 16 شهرا واستقطب بنك الدم المتنقل حوالي 2000 متبرع بالدم حتى الآن وساهم في دعم صحة العاصمة المقدسة خلال حج عامي 1428هـ و1429هـ بكميات كبيرة من الدم بعد الانتقال إلى الاسواق والميادين العامة للحصول على دماء المتبرعين. ويعد هذا البنك الوحيد حتى الآن على مستوى مستشفيات وزارة الصحة بمنطقة مكة المكرمة، حيث شارك بنك الدم في رالي السباق العالمي الذي اقيم في منطقة حائل العام المنصرم. الى ذلك وضعت صحة الطائف عدة اسباب جوهرية للمشاركة ببنك الدم المتنقل ضمن جائزة الاداء الحكومي منها ان البنك المتنقل يعد فكرة ابتكارية مميزة تهدف إلى دعم المرضى والمصابين بالدم من خلال البحث عن المتبرعين ميدانيا، والاستفادة من الامكانيات المتاحة في العمل وتسخيرها للمصلحة العامة، وتوفير مبلغ ضخم لخزينة الدول لشراء مثل هذا البنك، والعائد الكبير على المصابين والمرضى من بنك الدم المتنقل، والاسهام في خدمة ضيوف الرحمن من خلال دعم بنوك الدم بالعاصمة بالبلازما والدم ومشتقاته، وقلة التكلفة التى وصلت إلى 12 الف ريال.