هيئة السياحة والآثار تروج لـ«صندوق الكنز» بمعرض كتاب لمؤلفي جازان

مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط»: زيارات المتحف دون المأمول

TT

في بادرة تعد الأولى في نوعها، تعتزم هيئة السياحه والآثار في جازان (جنوب غربي السعودية) إقامة معرض للكتاب لمؤلفي المنطقة بداخل متحف صبيا المعروف بـ«صندوق الكنز»، وذلك بهدف التعريف بالمتحف اولا والتعريف بمؤلفي وكتاب جازان ثانيا. ويأتي ذلك في وقت وصفت فيه هيئة السياحة والآثار أعداد زوار متحف صبيا المعروف بـ«صندوق الكنز» والذي جمعت فيه كل آثار المنطقة بـ«دون المأمول»، معيدة ذلك إلى غياب الثقافة الأثرية لدى المجتمع. ويقول فيصل علي طميحي مدير متحف صبيا والباحث الأثرى لـ«الشرق الأوسط»: «ما زلنا نجد زيارات المتحف دون المأمول على الرغم من أن العديد من القنوات الفضائية نفذت تقارير مصورة عن متحف المنطقة في الفترات الماضية». ومرجعا ذلك الغياب إلى «أن السبب هو غياب الثقافة الأثرية لدى كثير من الجمهور رغم أن الزوار ينبهرون من الآثار الموجودة في داخل متحف صبيا عند زيارتهم له في أي وقت ». ويضيف الطميحي «أقمنا كثيرا من النشاطات داخل المتحف وخارجه وذلك بقصد التعريف بالمتحف لدى الجمهور، فأقمنا أماسي شعرية شعبية لعدد من شعراء المنطقة وأقمنا حفلات من الفلكور الجيزاني بمناسبة اليوم الوطني، ونحن الآن بصدد إقامة معرض الكتاب لمؤلفي المنطقة من الشعراء والقاصين والروائيين من الجنسين بقصد التعريف بهم وبالمتحف وبمؤلفي المنطقة، والتأكيد على أن المتحف شأنه في ذلك شأن بقية المنابر الثقافية في المنطقة». مشيرا إلى أنه يجري تحديد موعد لهذا المعرض في الأيام المقبلة. وكشف الطميحي عن التعاون مع بلدية محافظة صبيا في إنارة الساحة الأمامية من المتحف وزراعتها بالنخيل والعشب الأخضر ومقاعد للجلوس وتهيئة الرصيف المحيط بالكامل للمتحف من الخارج، وذلك بقصد جعله مكانا لممارسة رياضة المشي وخاصة للنساء. ويشير الطميحي إلى أن زيارات المتحف تعتمد على الوفود المدرسية والجامعية أيضا، وعلى زوار المنطقة القادمين من خارجها، وبعض العائلات والأفراد. وعندما يكون الحديث عن صندوق كنز جازان فإن القصة طويلة تبدأ ولا تنتهي، خاصة والطميحي يروي لمن لم يزر ذلك المتحف تفاصيل كثيرة عن داخله مبينا« أنه يضم كنوزا أثرية كثيرة وكبيرة». ويقول «اختير موقع البناء في مدينة صبيا ليكون في منتصف منطقة جازان حيث أنشىء في عام 1987 م ويعد مركزا حضاريا وثقافيا يحتوي على العديد من المعروضات الأثرية الفريدة التي لا تقدر بثمن، وكلها مجلوبة من مواقع أثرية من منطقة جازان وتنتمي إلى عصور تاريخية مختلفة». مشيرا إلى أن المتحف يحتوي على العديد من المعروضات التراثية الجميلة وبه عدد كبير من الوسائل التعليمية التي تشرح للزوار الكثير من الأمور الجغرافية والتاريخية والجيولوجية والحياة الفطرية والبرية والبحرية وغيرها. وأضاف «توزعت معروضات المتحف الأثرية والتراثية على قاعتين كبيرتين الأولى بها أربع فاترينات زجاجية ـ حاويات كبيرة ـ تقف على الأرض مباشرة وتحتوي على معروضات أثرية فريدة للغاية ولا مثيل لها على مستوى متاحف المملكة، تحتوي على خزائن عرض ولوحات وصور ونصوص وخرائط ورسومات تمثل الفترات التاريخية المتعاقبة، حيث تعرض أدوات العصر الحجري القديم والحديث مثل الفؤوس والمكاشط ورؤوس السهام وغيرها، كما تعرض نماذج للأواني الفخارية والحلي والعملات القديمة، كذلك لوحات خاصة بالكتابات والخطوط واللغات القديمة». وتابع «إضافة إلى لوحات طرق التجارة القديمة الممتدة من الجنوب إلى الشمال وتتفرع إلى الشرق والغرب ولوحات عن العصور الجيولوجية، منها أدوات بحرية تعود إلى الألف السابع قبل الميلاد، وأوان فخارية تعود إلى العصر البرونزي إلى حضارة ما قبل الإسلام، وهناك نقود إسلامية منها الدينار الفريد ضرب بمكة في عهد الخليفة العباسي المستعين بالله ونقود تعود إلى فترة الدولة الصليحية، وأوان خزفية تعود إلى القرن السابع الهجري». واستطرد الطميحي «تحتوي إحدى الفاترينات الزجاجية على شواهد تاريخية للقبور لبعض الأشخاص المتوفين كتبت عليها أسماؤهم، وبعض الآيات القرآنية مثل سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، ومن هذه الشواهد الحجر الأبيض الكبير الذي يعود تاريخه إلى أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث الهجري وتم العثور عليه في قرية حاكمة أبو عريش التي كانت تسمى سابقاً جازان العليا». وأضاف «وهناك الحجر البني الذي يعود تاريخه إلى عام 1663م ويحتوي على كتابات للشخص المتوفى كاليوم الذي مات فيه وبعض الآيات القرآنية التي يتم كتابتها على قبره، والحجر الصغير الذي يعود تاريخه إلى عام 1708م ويحتوي على آيات قرآنية مثل المعوذات وبعض المعلومات عن المتوفى، كما يحتوي المتحف على مدفع أثري قديم تم العثور عليه في مركز الشقيق ويحتوي أيضا على هيكل عظمي لبعض الحيتان التي جرفتها مياه البحر إلى شواطئها». ويواصل الطميحي سرد بعض التفاصيل عن صندوق الكنز، قائلا «تضم القاعة الثانية فاترينات جدارية تجمّل المتحف بمعروضات أثرية من عصور مختلفة في المنطقة، كما يحتوي على صور تشرح الحياة البحرية والبرية التي كانت سائدة في منطقة جازان، ويحتوي بعض الفاترينات على كثير من المعروضات التراثية ولوحات وخزائن عرض خاصة بمواد التراث الشعبي، مثل أواني الطهي والملابس والحلي وأدوات الزينة الخاصة بالمرأة والمصنوعات الجلدية ومصنوعات من جريد وسعف النخيل وغيرها، والحرف التي اشتهرت بها منطقة جازان، ولوحة تمثل جازان وتاريخها الحديث ودخولها تحت الحكم السعودي وتوحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز يرحمه الله ومظاهر التنمية الحديثة بالمملكة». ويضيف «بجوار هذه القاعة توجد مساحة شبه مكشوفة يشغلها هيكل عظمي لحوت بحري كبير. كما توجد بالمتحف عدة أقسام لعل من أهمها، مكتب مدير المتحف والسكرتارية والشؤون الإدارية وقسم ترميم وصيانة الآثار والتصوير والمساحة والرسم والقسم الهندسي وصالة العرض ومستودع الآثار والتراث وغرفة المحاضرات والسكن والورشة الخارجية».