طفلة الـ145 كيلو الأردنية.. ستفقد 60% من وزنها بعد عام

بعد نجاح عملية جراحية أمر خادم الحرمين بها

الطفلة الأردنية تقي شويتر محاطة بأفراد أسرتها قبل لحظات من دخولها غرفة العملية («الشرق الأوسط»)
TT

بفارغ الصبر، تنتظر الطفلة الأردنية، تقي وليد شويتر ذات الـ10 أعوام، التي أثقلتها الـ145 كيلوجراما، أن تفقد 60 في المائة من وزنها، بعد عام تقريبا من يوم أمس، بعد أن نجح فريق طبي سعودي من مستشفى الملك خالد الجامعي في تخليص الطفلة من خطر الموت المفاجئ نتيجة إصابتها بالسمنة المفرطة. وتم إجراء عملية تدبيس طولي لمعدة الطفلة الأردنية، التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإجرائها لها، لتخليصها من الزيادة المفرطة في الوزن مع ازالة اللوزتين واللحمية لمساعدتها على التنفس بشكل سليم. وأكد الدكتور عايض القحطاني، أستاذ مشارك واستشاري جراحة الأطفال ـ قسم الجراحة بجامعة الملك سعود والمشرف على كرسي جامعة الملك سعود لأبحاث وعلاج السمنة عند الأطفال والشباب، نجاح العملية الجراحية التي أجريت للطلفة تقي. وذكر الدكتور القحطاني، أن فحوصا كثيرة أجريت للطفلة فور وصولها من المملكة الأردنية بعد موافقة سامية لعلاجها في السعودية. وتوقع الدكتور القحطاني أن تتسبب عملية التدبيس الطولي للمعدة للطفلة، في نقص الوزن بين 5 – 10 كيلوجرامات في الأسبوعين المقبلين، وسيستمر النزول حتى يصل فقدانها إلى 60 في المائة من وزنها خلال الستة أشهر الأولى، وسيستمر النزول تدريجيا ليصل لأعلى مستوى للنقص بعد عام من الجراحة إلى 85 كيلوجراما تقريبا، مشيرا إلى أن الطفلة ستستمر في المستشفى لمدة شهر كامل، هي فترة النقاهة، ثم تسافر إلى بلدها وتعود لمراجعة المستشفى على فترات متباعدة للمراجعة. وأشار الدكتور القحطاني إلى أن المستشفى قد أجرى أكثر من 150 عملية للتخلص من السمنة لدى الأطفال في السعودية إلى جانب العمليات التي تمت في الدول العربية ومراكز عالمية لنفس الغرض. وطالب المختص في أمراض السمنة المخططين والقائمين على العملية التربوية مراجعة مادة التربية البدنية في المدارس، التي اعتبرها غير كافية وفاعلة لمواجهة الهدف الرئيس منها، وهو التخلص من السمنة لدى الأطفال. وناشد المسؤولين مراقبة المواد الغذائية التي تباع في المدارس والتي تستخدم لسد جوع الأطفال، وهي في مضمونها خطر يهدد صحة 60 في المائة منهم، وتتسبب في الإصابة بـ30 مرضا جراء تبعات السمنة، مشيرا إلى ممارسة الرياضة وتغيير العادات الغذائية لدى الأطفال وعدم تركهم لساعات طويلة أمام التلفزيون من دون نشاط. وفي موضوع متصل، أثبتت دراسات أكاديمية مختصة، أن معظم الأطفال البدناء تستمر البدانة لديهم في مراحل العمر المتقدمة، وأن الأمراض تكثر لديهم وتزداد الوفيات بين صفوفهم كلما تقدموا بالعمر. وفي ذات السياق أجرى فريق كرسي جامعة الملك سعود للسمنة الدراسة الأكبر عالميا لجراحة سمنة الأطفال التي بينت أن هناك نوعين من العمليات تناسب الأطفال، وهما عملية حزام المعدة، وعملية التدبيس الطولي، بينما لا تناسبهم جراحة تحوير المعدة. وبينت الدراسة أن الأطفال التي أجريت لهم هذه العمليات يفقدون 76 في المائة من وزنهم الزائد في السنة الأولى وبشكل تدريجي من دون مضاعفات أو تأثير على النمو أو سوء التغذية. ونبه الدكتور القحطانى إلى أن آخر الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تفيد أن في عام 2010 ستكون السمنة المسبب الأول للوفيات على مستوى العالم.