مطالب بإعادة تخطيط المدن وتفعيل النقل العام لخفض الحوادث المرورية

تسببت في نحو 6400 حالة وفاة وجرح 36 ألف شخص في العام الماضي

اللواء البشر يستمع لشرح أحد منسوبي شركة التعاونية للتأمين، بحضور سليمان الحميّد رئيس مجلس إدارة الشركة (تصوير: فواز المطيري)
TT

طالب مدير عام المرور في السعودية، بإعادة النظر في تخطيط المدن الكبرى، كونها احد الأسباب الرئيسية في ارتفاع معدلات الحوادث في البلاد، واصفاً التخطيط بـ«غير الجيد». وقال اللواء فهد البشر، مدير عام الإدارة العامة للمرور في السعودية، إن تخطيط المدن الكبيرة مسبب للأعباء، مبينا أنه حمّل المرور الكثير، كونه أحد المسببات الرئيسية للحوادث المرورية في السعودية. وأضاف أن معدلات الحوادث المرورية ترتفع عاما بعد عام، مخلفة وراءها آلاف البشر، حيث قضت الحوادث المرورية في السعودية العام الماضي، على نحو 6400 شخص، وأردت أكثر من 36 ألف جريح. وجاءت مطالبات اللواء البشر، خلال جولته أمس، في مركز تعويضات السيارات الجديد، الذي افتتحته شركة التعاونية للتأمين، في الرياض، بحضور سليمان الحميّد رئيس مجلس إدارة التعاونية. ودعا البشر إلى إيجاد فرص عمل في المناطق والمدن الصغيرة، التي لا تعاني من أزمة في الزحام المروري، للتخفيف من وطأة الاختناقات المرورية على المدن الكبرى، كالعاصمة الرياض وجدة والدمام، وبضرورة التخطيط الاستراتيجي لعملية الحد من الهجرة إلى المدن. كما دعا إلى تفعيل دور النقل العام في السعودية ودعمه، وذلك لاعتماد معظم الوافدين في السعودية على سياراتهم الخاصة، كونه لا يوجد نقل عام يساعد في تخفيف حركة السير والاختناقات المرورية. وأشار اللواء البشر إلى أن هيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي، أقرت نظام التأمين الإلزامي على سيارات الدولة، وتم توجيهه لوزارة المالية، ليتم تطبيقه قريبا. وكشف مدير عام الإدارة العامة للمرور، أن وزارة الداخلية السعودية، وضعت ضوابط على شركات التأمين ومنها التسجيل في مركز المعلومات الوطني، لتكون ضمن منظومة الوزارة، ممثلة في إدارة المرور، لمنع الاحتيال باسم شركات التأمين، وأعطيت تلك الشركات مهلة زمنية للتسجيل، تنتهي بعد 30 يوما من الآن. وأضاف انه لن يسمح بعمل شركات التأمين غير المسجلة في منظومة الوزارة بعد انقضاء المهلة، مشيرا إلى أن نظام الربط الآلي يعتبر العدو للفساد الإداري، وسيساهم في الحد من تكدس المواطنين على إدارات المرور. وأشار البشر، إلى نجاح تجربة «شركة نجم» بكتابة التقارير عن الحوادث المرورية، رغم مواجهتها لمشكلة مع السائقين غير المؤمنين، وأن الشركة تعمل الآن على مباشرة الحوادث المرورية «المؤمن سائقوها» في الرياض وجدة والدمام، وستشمل كافة مناطق السعودية قريبا. وبين البشر أن إدارة المرور تتواصل مع وزارة النقل للعمل فيما يتعلق بالطرق وصيانتها، وأنه يتم العمل الآن على تعويض متضرري الحوادث المرورية، من قبل المقاولين، الذين لم يضعوا إشارات تحذيرية توضح وجود أعمال طرق في الأماكن المخصصة. من جهته، أوضح سليمان بن سعد الحميّد رئيس مجلس إدارة التعاونية، أن افتتاح مركز الشركة الجديد جاء ضمن خطة، وضعتها إدارة الشركة لإحداث نقلة نوعية في خدمات التعويضات في السعودية، وذلك بافتتاح 3 مراكز تعويضات جديدة في الرياض وجدة والدمام، تعتبر الأحدث والأكثر تطوراً في سوق التأمين السعودي. وأكد أن تلك المراكز ستساهم في تطوير خدمة تعويضات السيارات، بعد أن ارتفع عدد المطالبات عن حوادث السيارات المؤمنة لدى التعاونية، والتي وقعت في السعودية خلال عام 2008 إلى أكثر من 62 ألف حادث مروري، بقيمة إصلاح وتعويضات تجاوزت 500 مليون ريال (133 مليون دولار)، وكان بينها أكثر من 250 حالة وفاة تجاوزت قيمة تعويضاتها 18 مليون ريال.