200 مدرسة بنات في جدة تواجه سلوكيات التغذية الخاطئة بمعرض «أسرتي سرُّ صحتي»

يستهدف الطالبات والمعلمات والأمهات ويستمر لمدة يومين

أطفال مشاركون في المعرض يقفون بجانب أحد المجسمات (تصوير: أمل باقازي)
TT

باتت الأمراض الصحية وأمراض العصر تشكل هاجساً وقلقاً لدى كثير من الأسر السعودية، الأمر الذي دفع 200 مدرسة للبنات في محافظة جدة لإقامة معرض «أسرتي سر صحتي»، الذي نظمته المشرفات التربويات للمقاصف والتغذية المدرسية في المكتب التربوي التابع لمركز إشراف وسط جدة التابع لوزارة التربية والتعليم واحتضنته المدرسة 107 الابتدائية للبنات. ويضم المعرض في جنباته عدة أركان نفذتها معلمات وطالبات المدارس المشاركة، من ضمنها ركن غذاء الأجداد التراثي، وركن حركي بدنك، وركن أهمية الأفطار، وركن اضرار مشروبات الطاقة، إلى جانب ركن الرضاعة الصحية الذي يستهدف طالبات المرحلة الثانوية والأمهات. وأكدت الجوهرة القحطاني إحدى مشرفات المقاصف والتغذية المدرسية في مركز الشرق الأوسط «أن الحملات التوعوية والتثقيفية للتغذية ساهمت في إلزام الشركة المتعهدة بتموين المقاصف المدرسية بتغيير أدائها نحو الأفضل، لا سيما وأن جميع المدارس منعت بيع أصناف المأكولات الخفيفة التي تصنف بأنها «غير صحية» ومضرة لطلاب وطالبات المدارس. وقالت الجوهرة لـ «الشرق الأوسط» تم تزويد جميع المدارس ببرنامج «أسرتي سر صحتي» منذ بداية العام الدراسي، المكون من عدة محاور أهمها: جمالي في إفطاري، وأهمية الأفطار، الطريقة السليمة للتسوق، المتمثلة في التوعية بالطرق الصحيحة التي ينبغي اتباعها أثناء اختيار المأكولات في المتاجر والمراكز التسويقية. وأفادت بأن كل مدرسة تنفذ برامجها وفق الميزانية العامة المحددة من قبل وزارة التربية والتعليم. لافتة إلى أن ركن «حركي بدنك» كان أكثر أركان المعرض جذبا للطالبات بمختلف مراحلهن الدراسية. وتمثلت مشاركة طالبات المدارس في تنفيذ مجموعة من اللوحات المرسومة والمجسمات والمطويات التي تبين بعض سلوكيات الغذاء الخاطئة وكيفية استبدالها بطرق سليمة، وذلك باعتبار أن المعرض يهتم بإبراز إنتاج الطالبات والمعلمات الذي استغرق الإعداد له نحو أسبوع كامل. من جهتها، أشارت نورة حربان مديرة المدرسة 107 المستضيفة للمعرض في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحضور لم يقتصر على طالبات ومعلمات المدرسة، وإنما شهد زيارة لمنسوبات المدارس الخارجية بقطاعيها الحكومي والأهلي، إضافة إلى موجهات جميع مراكز الإشراف التربوي في محافظة جدة». مبينة أن المعرض سيستمر لمدة يومين متتاليين. وعلى الرغم من أن المعرض أبرز الجانب التوعوي للتغذية بمجهودات شخصية من أعمال طالبات ومعلمات المدارس، غير أنه تضمن مجموعة من المجسمات التي حملت أسماء المدارس بأفكار معلماتها وتنفيذ الخطاطين من خارج قطاع التعليم. وتواجه وزارة التربية والتعليم بين فترة وأخرى انتقادات حادة من قبل متخصصين في التغذية، وتوجيه اللوم لعدم بذل الوزارة جهودا توعوية وحملات تثقيفية للتعريف بأهمية التغذية السليمة للطلاب والطالبات، إلى جانب عدم الاهتمام ـ أحيانا ـ بما يقدم داخل المقاصف المدرسية من وجبات موجهة لطلاب المدارس. وشهدت السعودية خلال الأعوام القليلة الماضية تحذيرات أطلقها أطباء متخصصون في الغدد الصماء، تحذر من ارتفاع نسبة الإصابة بداء السكري، وارتفاع السمنة لدى الأطفال أقل من 15 سنة، وذلك نتيجة الإقبال المتزايد على الوجبات السريعة، الأمر الذي دفع منظمات معرض «أسرتي سر صحتي» إلى تخصيص ركن يوضح سهولة شراء تلك الوجبات من أماكن بيعها مقابل ما يترتب على تناولها من أضرار.