التربية الخاصة لـ«الشرق الأوسط»: تفوق «الصم والبكم» على الأسوياء في الأعمال اليدوية

لعدم انشغالهم بالكلام وحرصهم على إثبات جدارتهم

TT

كشف صالح البنا، مدير إدارة التربية الخاصة بمنطقة مكة المكرمة، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن دراسات وأبحاث أجريت على الصم والبكم، أثبتت أن هذه الفئة لديها إمكانات تفوق نظرائهم من الأسوياء، خصوصا في مجال العمل اليدوي، كونهم لا يضيعون وقتا في الحديث، وهو الامر الذي يتقنه الأسوياء، إضافة إلى أن الإعاقة تمنحهم جهدا اكبر لإنجاز الاعمال، لإثبات جدارتهم. وأوضح مدير إدارة التربية الخاصة بمنطقة مكة المكرمة، على هامش افتتاح فعاليات أسبوع الأصم الرابع والثلاثين، وذلك بمدرسة عين جالوت الثانوية، «أن الشركات الكبيرة بدأت تتسابق على هذه الفئة، التي تعمل ولا تتحدث كثيرا، مشيرا إلى نجاح التجارب السابقة، والإشادات الكثيرة التي وصلت من الشركات». وأثنى البنا على نجاح تجربة مكة المكرمة في دمج الطلاب الصم والبكم في مدارس التعليم العام للفئتين معا، من خلال تعلم الأسوياء بعض الاشارات ومفردات لغة الاشارة من خلال التواصل في الأنشطة ومنح الصم والبكم الثقة والاندماج مع أقرانهم. وأضاف، «أن مكة المكرمة بها نحو 203 طلاب من الصم وضعاف السمع في 32 فصلا دراسيا، مخصصة لهذه الفئة في مدارس التعليم العام، منهم 60 طالبا ثانويا و46 في المتوسطة، تنفذ لهم 8 برامج على مدار العام في عدد من المدارس الابتدائية، وتمنح لهم مكافآت شهرية، حيث يحصل الطالب في المرحلة الابتدائية على 350 ريالا، وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية 450 ريالا، ويتم تدريسهم منهج التعليم العام منذ ست سنوات بعد إقراره من وزارة التربية والتعليم». من جانبه قال الدكتور محمد بن حسن الشمراني، مساعد المدير العام للشؤون التعليمية، بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة، خلال كلمة له «إن الدراسات والأبحاث الحديثة أثبتت أن الطلاب الصم لديهم الكثير من الإمكانات التي تتفوق على الطلاب الأسوياء» وبين الدكتور الشمراني «أن المجتمع يعول الكثير من الآمال على طلاب التربية الخاصة، للمشاركة المجتمعية الواسعة في ظل الدعم الكبير، الذي تقدمه الدولة من توفير مختلف الفرص الوظيفية للطلاب الصم في عدد من الوزارات، إضافة إلى اهتمام القطاع الخاص بتوفير الفرص الملائمة، وان المشاركة في تظاهرة الأسبوع الرابع والثلاثين للأصم تعكس مدى الاهتمام الكبير، الذي تجده هذه الفئة الغالية من المجتمع، الذي يعتبرهم كمنزلة العين من الرأس، وأنهم شركاء في تنمية المجتمع وأنهم لا يقلون شيئاً عن أقرانهم الأسوياء». يذكر ان هناك نحو 4 آلاف طالب من الصم والبكم على مستوى السعودية من خلال المعاهد والمدارس الخاصة، إضافة إلى برامج الدمج في التعليم العام، وتقديم برامج توعوية لأسر الصم وضعاف السمع لتعريفهم بلغة الإشارة، وكيفية التعامل الأمثل معهم.