السعودية: عقار جديد خلال 6 أشهر لمرضى الفشل الكلوي المصابين بفقر الدم

مسؤول صحي لـ«الشرق الأوسط»: السماح بتداوله بعد تجاوز المضاعفات الصحية التي كان يسببها

الأمير سطام بن عبد العزيز يحمل مع الأمير عبد العزيز بن سلمان بطاقة التبرع بالأعضاء في الرياض أول من أمس (تصوير: أحمد فتحي)
TT

لاحت بارقة أمل جديدة في سماء مؤتمر طبي يعقد في العاصمة الرياض، لمرضى الفشل الكلوي في السعودية، الذين يعانون من فقر الدم ومعاناتهم مع عمليات نقل الدم التي تجري لهم باستمرار، بعد أن كشف طبيب سعودي عن عقار طبي جديد على بعد 6 أشهر لدخوله البلاد. وناقشت أولى محاضرات اليوم الثاني للمؤتمر العالمي السنوي الرابع للجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى، آخر البحوث والدراسات الخاصة بمركب علاجي اكتشف أخيراً لتجنب نقل الدم المتكرر لمرضى الفشل الكلوي، في الوقت الذي كشف فيه مسؤول صحي قرب دخول ذلك العقار الطبي للسعودية خلال الـ6 أشهر المقبلة. وقال البروفسور جمال الوكيل رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى لـ«الشرق الأوسط» إن العقار الجديد الذي يسمى بـ«الأرثربوجين» سيمكن مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى نقل دم متكرر كل 3 أشهر، من تجاوز تلك المشكلة من خلال حقنة طويلة المدى تعطى مرة واحدة شهرياً، لكي تقوم بوظيفة الهرمون المنتج لخلايا الدم الحمراء، الذي يفقد نشاطه عند مريض الفشل الكلوي في مراحلة الأخيرة. وأوضح الدكتور جمال أن علاج الأرثربوجين تم تصنيعه منذ أكثر من 20 عاماً، لكنه أحدث خلال تجربته طول السنوات الماضية بعض المشاكل الصحية والمضاعفات البسيطة بجانب طريقة استخدامه التي تمتد إلى 3 أيام اسبوعياً، ما جعل العلماء يطورون منه إلى أن وصلوا خلال الـ6 أشهر الماضية إلى الصورة النهائية له والتي تعطى على شكل حقنة مرة واحدة شهرياً، مضيفاً أن الدراسات التي أجريت عليه طبقت على 2000 مريض كانت جميعها إيجابية، حيث بدأ استخدامه في أوروبا وسيدخل السعودية مع نهاية العام الحالي. وبين البروفسور جمال الوكيل أن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر شملت محاضرات تطرقت محاورها للنقاش عن مسببات رفض عمليات زراعة الكلى وبحث آليات تغيير عملية الرفض، والتحقق من الخلايا التي لها علاقة برفض الكلى، وكيفية تطوير الجسم ليتقبل ويتكيف مع الكلى المزروعة من دون رفضها، مضيفاً أن جلسات اليوم الثاني زخرت بالمداخلات بين المشاركين والمتحدثين حول كيفية التعامل مع الغسيل الدموي، والكلية الصناعية. وزاد الوكيل أن المتحدثين تطرقوا خلال محاضراتهم إلى سبل وآليات تلافي المشاكل الصحية التي يتعرض لها مرضى الكلى، وبحث تطوير وتحسين أداء الأدوية على حسب آخر المعطيات، كذلك وآخر الأبحاث العلمية في مجال معالجة الكلى ومنع حدوث تجلطات الشرايين والأوعية الدموية التي تحدث لمرضى الفشل الكلوي في السعودية بكثرة حيث تمثل نسبة حدوثها 30 في المائة من مرضى الكلى. وأكد رئيس الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى، أن المؤتمر من خلال يومه الثاني يسير على ما تم التخطيط له مسبقاً، مشيراً إلى أنه حقق أهدافه من المشاركة الجماعية حيث يجتمع أطباء وأكاديميون من دول الخليج العربي ومعظم الدول العربية وبعض الدول العالمية، وبدأوا حلقات النقاش وتداولوا أهم المواضيع، وبحثوا آخر الدراسات والبحوث المقدمة في مجال أمراض وزراعة الكلى. وستبدأ اليوم فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر بمحاضرة عن مرض ارتفاع ضغط الدم وعلاقته بعمل الكلية، وآخر ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال، وعن طريقة الكشف المبكر لمرض الفشل الكلوي المزمن والوسائط التشخيصية المختلفة والمهمة في هذا المجال، إضافة إلى الحديث عن محاور أخرى عن حاضر ومستقبل الغسيل البريتوني كأحد البدائل العلاجية المتاحة لمرضى الفشل الكلوي المزمن، ودراسات خاصة بكفاءة الغسيل الكلوي. وكان الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة قد افتتح المؤتمر العالمي السنوي الرابع مساء أمس الأول بحضور الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، الذي أكد أن المؤتمر جاء نتاجاً لتعاون جمعيتين خيرية وعلمية وأجهزة ومؤسسات حكومية وخاصة، ما اعتبره أنموذجا حقيقيا لقيم العمل التطوعي في السعودية الذي تتضافر فيه الجهود كافة، متطلعاً أن يكون المؤتمر في الأعوام المقبلة من أهم المؤتمرات العالمية. يذكر أن المؤتمر يشارك فيه 1800 مشارك من الأطباء العالميين والسعوديين بمن فيهم رؤساء جمعيات عالمية، أمريكية، أوروبية، وسعودية في مختلف تخصصات أمراض وزراعة الكلى، إضافة إلى 25 جمعية علمية متخصصة عالمية و13 متحدثا عالميا من مختلف أنحاء العالم. وتشتمل فعاليات المؤتمر العلمية على سبع محاضرات رئيسية وست محاضرات متميزة وثلاث محاضرات خاصة، ومحاضرات مختلفة للجهاز التمريضي في مجالات أمراض وزراعة الكلى، كما يتضمن البرنامج العلمي ورش عمل خاصة بالأطباء والجهاز التمريضي، وسيتم تقديم ما يتجاوز مجموعه خمسين ورقة بحث علمية خلال أيام المؤتمر.