تستعد المؤسسة العامة للخطوط الحديدية خلال النصف الثاني من العام الحالي لترسية المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة عبر مدينة جدة، الذي يتوقع أن يكتمل في عام 2012، وذلك عبر مناقصة على أحد الائتلافات الأربعة التي تم تأهيلها في مراحل أولية من التسويق للمشروع، حيث ستقدم المؤسسة وثائق المرحلة الثانية من المشروع في يونيو(حزيران) المقبل، للائتلافات المتنافسة على تنفيذ المرحلة الثانية منه، وتعطى للائتلافات مهلة 3 أشهر لتقديم عروضها المالية لتتم دراستها لاختيار العرض الفني والمالي الأفضل. وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد انتهت من إعداد وثائق المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين، والتي شارك في إعدادها البنك الدولي وصندوق الاستثمارات العامة، عبر ورشة عمل تمت خلال الأسبوع الجاري. وأكد المهندس علي القرني نائب رئيس المؤسسة أن فريق عمل المؤسسة عقد ورشة العمل على مدى الأربعة أيام الماضية بمشاركة هذه الجهات، إضافة إلى ممثلين عن تحالف الاستشاريين الذي تم التعاقد معه مؤخراً للوصول إلى صياغة تغطي جميع الجوانب القانونية والمالية والفنية وتشمل جميع الاتفاقيات والشروط الملزمة لجميع الأطراف. وأوضح المهندس القرني أن الجزء الثاني من مشروع قطار الحرمين يتعلق بالجوانب الفنية والتشغيلية ويتضمن تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل والتشغيل والصيانة، مضيفا أن الأعمال تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كلم وسيكون من التزامات المتنافسين لهذه المرحلة تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة وصيانة وتشغيل المشروع وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة الامتياز. وكشف المهندس القرني عن البدء في تنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى للمشروع المتعلق بتنفيذ الأعمال المدنية، وأن العمل يجري حالياً لإنجاز الجزء الثاني من المرحلة الأولى الخاص بإعداد التصاميم الهندسية لمحطات الركاب وعددها خمس محطات في كل من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والذي تمت ترسيته على أحد بيوت الخبرة الهندسية المتخصصة. يشار إلى أن الحكومة السعودية كانت وقعت في وقت سابق عقداً مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع بقيمة ( 6. 7) مليار ريال، كما تم توقيع عقد بقيمة 360 مليون ريال، في مرحلة لاحقة مع شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) بالتضامن مع شركة جيتنسا الأسبانية لتتولى مسؤولية الإشراف على تنفيذ المشروع. وبين المهندس القرني أن المؤسسة على اتصال مع أمانات المناطق التي يمر بها الخط الحديدي (جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة) للتنسيق معها لضمان تحرير مسار الخط الحديدي من أي عوائق قانونية أو نظامية تؤثر على خطة سير العمل المقترحة. من جانب آخر أوضح القرني أنه تم تكليف أحد المكاتب الاستشارية البريطانية المتخصصة لإعداد منظومة قوانين وأنظمة هيئة السكك الحديدية التي وافق مجلس الوزراء في الفترة الماضية على إنشائها لتتولى مهمة الإشراف على قطاع النقل بالسكك الحديدية في السعودية، مضيفاً أن الشركة البريطانية ستقوم بإعداد لوائح نظامية متكاملة لعمل الهيئة، مما سيمكنها من ممارسة مهامها على درجة عالية من الدقة والاحترافية. ويتنافس على مشروع قطار الحرمين أربعة ائتلافات هي ائتلاف «الراجحي» وائتلاف «بن لادن» بمشاركة ائتلاف «أو إتش إل» الدولية، وائتلاف «سعودي أوجيه المحدودة»، والائتلاف السعودي الياباني، وينفذ المشروع بتمويل من الصناديق الحكومية.