السعوديات يقبلن على تعلم الفرنسية.. للبرستيج

مسؤولة في المركز السعودي الفرنسي: 70% من طلابنا فتيات

TT

يمثل إقبال الفتيات السعوديات على تعلم اللغة الفرنسية أكثر من ضعف عدد الذكور، في بلد تعتبر فيه اللغة الإنجليزية اللغة الأولى في قطاع الأعمال وأحد المتطلبات الرئيسية للتوظيف.

وقالت ميشلين أبو سمرا، مديرة القسم النسائي في المركز السعودي الفرنسي بالخبر، شرق السعودية، إن إقبال السيدات على تعلم اللغة الفرنسية في المركز يفوق عدد الرجال، حيث تصل نسبة السيدات اللائي يدرسن في المركز إلى 70 في المائة بينما تقدر نسبة الرجال بـ30 في المائة، مشيرةً إلى أن أكثر الفئات العمرية من السيدات إقبالاً على تعلم اللغة الفرنسية هي التي تتراوح ما بين 15 و30 عاماً.

وأضافت أبو سمرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عدد السيدات اللاتي تم تسجيلهن في المركز خلال هذا العام تجاوز 70 طالبة وتقدر نسبة السعوديات منهن بـ95 في المائة، بينما لا يتجاوز عدد الرجال 30 طالباً تم تسجيلهم خلال هذا العام الدراسي.

وحول تفضيل السيدات تعلم اللغة الفرنسية أكثر من الرجال قالت أبو سمرا إن أغلب السيدات لديهن متسع من الوقت لتعلم اللغة الفرنسية بعكس الرجال الذين لا يملكون الوقت الكافي لتعلمها بسبب ارتباطاتهم الوظيفية ومسؤولياتهم الاجتماعية، مشيرةً إلى أن أكثر الفئات من السيدات إقبالاً هن الطالبات الجامعيات.

وحول مدى أهمية اللغة الفرنسية مقارنة باللغة الإنجليزية قالت «إن اللغة الفرنسية ربما ليست بتلك الأهمية التي تحظى بها اللغة الإنجليزية في دول الخليج العربي وبشكل خاص في السعودية، لكن تكمن أهميتها في إبراز المستوى العالي لثقافة الفرد، كما أن اللغة الفرنسية تحظى باهتمام كبير لدى الأطباء ورجال الأعمال».

من جهتها قالت نعيمة السمين، مدرسة لغة إنجليزية وطالبة في المركز السعودي الفرنسي، إن السبب الذي جعلها تقبل على دراسة اللغة الفرنسية هو أنها تهوى الإطلاع على ثقافات الشعوب وتجاربهم في الحياة، وأضافت أنها تود التواصل مع الناطقات باللغة الفرنسية بإعطائهن دروسا في اللغة الإنجليزية.

وقالت إحدى الطالبات في المركز إنها تهوى دراسة اللغات الأوروبية والفرنسية بشكل خاص، لكنها تجد صعوبة كبيرة في عدم توفر الكتب التي تهتم بالثقافة الفرنسية في المكتبات، موضحة أنها وجدت ضالتها أخيراً في المركز السعودي الفرنسي بتوفيره الكتب التي تحتاجها.

في حين قالت طالبة أخرى في المركز إنها تجد صعوبة في اتقان اللغة، موضحة أن الحافز الوحيد الذي يشجعها على الاستمرارية هو أنها تريد إكمال دراستها الجامعية في فرنسا. وحول عدم إقبال الرجال بشكل كبير على دراسة اللغة الفرنسية قال رائد حسين، السكرتير التنفيذي للمركز السعودي الفرنسي لقسم الرجال لـ«الشرق الأوسط»، إن أبرز الأسباب التي ساهمت في انخفاض أعداد الرجال هو ارتفاع أسعار الدورات التي تصل إلى 1500 ريال للدورة الواحدة، مضيفاً أن أغلب الرجال يفضلون دفع مثل هذا المبلغ، لكن في دورات تنعكس بشكل إيجابي على أوضاعهم الوظيفية. موضحاً أن أغلب الشركات العاملة في السعودية تفضل اللغة الإنجليزية بينما اللغة الفرنسية لا تحتل حيزاً كبيرا في المعاملات التجارية.

وأوضح حسين أن أكثر الفئات من الرجال التي تقبل على دراسة الفرنسية هم الطلاب الذين يودون أكمال دراستهم الأكاديمية في فرنسا، مشيراً إلى أن هناك عددا لا بأس به من الأطباء الذين يودون إكمال دراساتهم العليا في مجال الطب بفرنسا. وأضاف أن المعهد الذي تم تأسيسه عام 1975 كان يتلقى دعماً مالياً من وزارة التربية والتعليم السعودية مما ساعد المركز على ابتعاث عدد كبير من طلابه إلى فرنسا، وذلك لإكمال دراستهم على حساب المركز، لكن هذا الدعم توقف عام 2000، وعلى إثره اضطر المركز للاعتماد بشكل كبير على الدورات التي يقدمها، والمحصلة هي ارتفاع في أسعار الدورات وتراجع تدريجي في الخدمات التعليمية التي كان يقدمها.

وقال إن المركز يسعى للتوسع في الدورات الدراسية الخارجية التي كانت تمثل أهم الموارد المالية للمركز، مضيفاً أن الدورات الخارجية كانت تقدم للشركات والبنوك والجامعات، مشيراً إلى أن فكرة إلحاق المركز السعودي الفرنسي بإدارة مدير المدرسة الفرنسية، جيري سوريزيه، من شأنها أن تساهم في تطوير أنشطة المركز.

من جهته قال جيري سوريزيه، لـ«الشرق الأوسط»، الذي تم تعيينه أخيرا مديراً للمركز السعودي الفرنسي لتعليم اللغة الفرنسية، إنه تم الربط ما بين المركز السعودي الفرنسي لقسم السيدات والمدرسة الفرنسية في الخبر، وذلك للاستفادة من الخدمات التعليمية التي تقدمها المدرسة للمركز، مما يساهم ذلك في استقطاب عدد كبير من السيدات الراغبات بتعلم اللغة الفرنسية، مضيفاً أن التقارب ما بين المركز والمدرسة من شأنه توفير الكثير من الخدمات التي كان يفتقدها المركز مثل الفصول المجهزة للدراسة، والمكتبة والاستعانة بمدرسات من المدرسة الفرنسية بالخبر لتدريس اللغة الفرنسية في مختلف المستويات.

وأضاف سوريزيه أن المركز في الوقت الحالي يسعى جاهداً لتطوير الدورات التي يقيمها مستبعدا إقامة أنشطة ثقافية كالتي تقام في الدول الأخرى، مشيراً إلى أهمية مراعاة العادات والتقاليد في السعودية.