صناعة الورد الطائفي تحت رحمة «الصقيع» و«الجفاف».. ودراسة لتأخير موسم البذور

أمير منطقة مكة المكرمة يفتتح اليوم مهرجان مدينة الزهور

TT

دقت وزارة الزراعة السعودية ناقوس الخطر بسبب المهددات التي باتت تشكل خطرا على زراعة الورد في البلاد جراء الجفاف وموجات الصقيع التي ستؤثر سلبا على انتاج موسم هذا العام. وأعلنت الوزارة أن صناعة الورد ومنتجاتها شهدت تراجعاً عن الأعوام السابقة، حيث لعب الجفاف دورا بارزا في قلة الإنتاج، كاشفةً عن تعاون أكاديمي وعلمي يربط بين جامعة الطائف ووزارة الزراعة لبحث الحلول العاجلة والناجعة لمشكلتي الجفاف والصقيع، مما سيكفل عودة كميات المنتج لسابق عهدها، في وقتٍ سيقوم فيه أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، بافتتاح مهرجان الورد الطائفي اليوم (الأحد) في الساعة الثانية عشرة ظهراً. وأوضح المهندس حمود الطويرقي، مدير فرع وزارة الزراعة بالطائف، لـ«الشرق الأوسط» أن مزارع الطائف كانت تشتكي طيلة السنوات الماضية من عملية الصقيع، بيد أن عامل الجفاف هو العنصر الجديد الذى لعب دوراً رئيساً في قلة الإنتاج. وواصل بالقول «حيث كان لقلة الأمطار التي شهدتها مدينة الطائف طيلة العام، بالغ الأثر في تأثر محصول الورد لزراعةٍ تعتمد كلياً على الماء، ومن خلال مشاهدات مستمرة قمنا بها لعدة مزارع، اكتشفنا أن شح عمليات التقطير المائي للورد قد أسهب في عدم جودتها وقلل من غزارة العدد وكفاءة المنتج».

وأشار المهندس حمود الطويرقي الى أن عملية الصقيع تشكل عقبةً أخرى في طريق صناعة الورد، حيث تتركز معظم المزارع في منطقتي الهدا والشفا، وهما منطقتان مرتفعتان جداً عن سطح البحر وتشكل موجات الصقيع إتلافاً للمنتج، حيث يعتبر البرد القارس سبباً جوهرياً في قتل المحصول، وهذا ينصب في المجمل على المنتج العام الذي شهد تراخياً عن السنتين السابقتين.

وزاد بقوله «لا شيء يعيق إنشاء الجمعية التعاونية التي سوف تتكون من مجموعة من المزارعين والمنتجين، ونحن في طريقنا إلى إنشائها وهو ما سيكفل عالمية الانتاج وتصديره للعالم بشكل علمي ومدروس».

وأبان مدير فرع وزارة الزراعة بالطائف، أن هناك تعاوناً على أعلى المستويات بين وزارة الزراعة وجامعة الطائف من أجل التوصل لحل المعضلتين اللتين يواجههما الورد الطائفي.

وقال «نتتبع بإسهاب مشكلة الصقيع وندرس معا التوصل إلى حل يمكننا من تأخير الموسم أو تقديمه، ما زالت الرؤية غير واضحة في هذا الصدد، وعملية البحوث والدراسات ما زالت مستمرة». من جهته أوضح زيد القرشي، منظم مهرجان الورد الطائفي، لـ«الشرق الأوسط»، أن جديد هذا العام مشاركة بلدية الطائف بسجادة مكونة من 65000 ألف شتلة ورد بمشاركة الدوائر الحكومية، حيث سيشارك التعليم ولأول مرة بجناحٍ خاص ووزارة الزراعة وبمشاركة جامعة الطائف. وأضاف أن جديد هذا العام شهد فوز أحد المشاركين بجائزة أفضل مزرعة للورد وكانت في منطقة الهدا، صاحبها من قريش حسب رأي اللجنة استناداً إلى استبيان علمي ومدروس، وجائزة أفضل منتج، حيث سيعرض في مهرجان الافتتاح ثلاثون منتجاً ومصنِعاً.

إلى ذلك ذكر أبو عزام النمري، أحد مصنعي الورد، أن زراعة الورد في الطائف لهذا العام شهدت انهياراً كبيراً -على حد قوله- في خطوط الإنتاج، وأن من أصل 620 مزرعة لم تنتج هذا العام إلا 33 في المائة فقط، حيث شهدت الطائف العام المنصرم إنتاج 370 مليون زهرة، بينما هذا العام تم قطف 120 مليون زهرة فقط، حيث تبين الإحصاءات الخطورة في صناعة الورد، وأن إنتاجه يشكل مشكلة كبيرة ولم يتم وضع المشكلة في الحسبان. وأبان النمري أن من جديد هذا العام أيضا مشاركة الحرفي الصغير، حيث سيعكف كل من عزام وعساف النمري إلى صناعة الورد وتقطيره أمام ناظري الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، حيث تولي اللجنة المنظمة بالغ الأهمية لربط صناعة الورد بين الماضي والحاضر، وإيضاح أهمية الصناعات التحويلية للورد الطائفي، مضيفاً أن ثمة مشكلة في إنشاء جمعية تعاونية من ناحية الدعم والمشاركة.