1500 طالبة جامعية يُطالبن بقوانين رادعة لمواجهة «ابتزاز الفتيات»

فيما شدّد المفتي على مقاومة مَن وصفهم بـ«المفسدين»

TT

طالب قرابة 1500 طالبة في جامعة الملك سعود بالرياض، بضرورة سن قوانين صارمة وحازمة، لمنع تكرار حوادث الابتزاز، التي قد يتعرضن لها من الشباب.

وتزامنت تلك المطالب، مع دعوات للشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، لمواجهة ابتزاز الفتيات، التي وصفها بـ«الظاهرة الخطرة»، عبر التوعية بالأخطار التي قد تنتج عنها، مع ضرورة التمسك بالضوابط الشرعية، التي لا تدع مجالاً في النفس للوقوع بمثل تلك الأخطاء.

وشدّد المفتي على الدور الذي يجب أن تقوم به الجامعات والمدارس والمعاهد العلمية في مواجهة ظاهرة ابتزاز الفتيات، كونها مُحتضنةً لآلاف الطلاب والطالبات لساعات طويلة.

ودعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الفتيات اللائي يتعرضن لهذا النوع من الابتزاز، إلى ضرورة مقاومة من وصفهم بـ«المفسدين»، وإبلاغ الجهات المعنية، وحذرهن في الوقت نفسه، من الاتصالات الهاتفية المشبوهة، وعدم الاستجابة لها والانسياق بمعسول القول من الرجال الأجانب بالنسبة لها.

وقال «إن على الفتاة ألا تجعل وسيلة الاتصال بالاستماع لهذا وذاك، فكم من رجال يقتنصون المرأة ويبتزون كرامتها، من خلال هذه الاتصالات المشبوهة، التي يرون فيها عقد علاقة مع امرأة أجنبية عنهم، لا قرابة تربطهم، ولكنهم والله هم دعاة السوء».

وأضاف في محاضرةٍ نظمها نادي قسم طالبات القانون بجامعة الملك سعود، «أيتها المسلمة كوني على حذر، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء»، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن أول فساد في بني إسرائيل كان في النساء، وعلى الفتاة أن تمسك نفسها، وتعرض عن الاتصال الذي لا ينفع، وعندما ترى اتصالات مشبوهة، فليكن موقفها عدم المبالاة، حيث ان هذه الاتصالات لا خير فيها، حيث يأتي صاحبها بغية التعرف للزواج، وللتعرف مع الزواج أبوابه الخاصة، تؤتى الأمور من أبوابها وليس من وراء ذلك شيء».

من جانبه، حُمّل الدكتور فهد العنزي عضو مجلس الشورى، فكرة مناقشة لجان مجلس الشورى، القاضية بضرورة خلق قوانين حازمة، لمنع من وصفهم بـ«الذئاب البشرية»، من محاولة ابتزاز أي فتاة، وهو الأمر الذي قد يقود إلى حدوث ما لا تُحمد عقباه.

وقابل العنزي تلك المطالبات بقوله «ظهرت لدينا أخلاقيات مستوردة، كشفت عن مُجرمين، وقطاع طرق، وذئاب بشرية، يجب أن نواجههم بثقافة عالية من قبل المرأة السعودية، وهي المعنية بمكافحة هذه القضية بالدرجة الأولى». من جهته، شدد الشيخ عبد الله الشثري مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العاصمة الرياض، على السرية التامة التي يتعامل بها مُتلقي شكاوى الفتيات من قضايا الابتزاز، التي تُحقق الستر، وعدم ظهور تلك القضايا على السطح، خصوصاً لدى أسرة الضحية.

وقال الشثري في مداخلةٍ له «المعلومات التي ترد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحظى بكتمان وسرية تامة وعناية خاصة، لتحقيق الستر، واتخاذ الإجراءات الرادعة للمُبتز، فيما تلقى الضحية عناية فائقة، وسرية خاصة». وأعلن مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض أمام الحضور أرقاماً خاصة بالتبليغ عن هذه الأنواع من القضايا على مدار الساعة، يعمل عليها عدد من طلبة العلم، الذين تم انتقاؤهم بعناية، بحسب قول الشثري.

واعتبر في ذات الوقت، أن الاختلاط في بعض مجالات العمل، من أكثر مُسببات قضايا الابتزاز، إضافةً إلى بعض إعلانات التوظيف التي تُنشر في بعض وسائل الإعلام المقروءة، ومشاغل الخياطة، التي دعا للتعامل معها بحذر شديد. وحذّر من إقدام بعض الرقاة الشرعيين، ومفسري الأحلام، ومن يعملون على تقديم استشارات ونصح طبي شعبي، على الابتزاز، حال استشعار إمكانية قبول الفتاة لإقامة علاقة غير شرعية.

وخرجت دعوات، تُنادي بضرورة تفعيل وإشراك جهات حكومية في مكافحة هذا النوع من القضايا، وعدم اقتصار ذات الدور ومكافحته على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على أن تتعامل تلك الجهات، بذات السرية والخصوصية في حل قضايا الابتزاز.