مركز إصلاح ذات البين ينجح في خفض حالات الطلاق بالأحساء

د. الحليبي: انخفاض النسبة من 20 إلى 14%.. والمركز يعالج المشاكل بين الزوجين بسرية تامة

د. خالد الحليبي
TT

أوضح الدكتور خالد الحليبي، مدير مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء، أن قسم «إصلاح ذات البين» في المركز ساهم في انخفاض عدد حالات الطلاق في الأحساء إلى ما دون 353 صك طلاق، من مجموع 2504 عقد زواج، وذلك بحسب آخر إحصائية لوزارة العدل في السعودية.

وأشار الحليبي لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه قبل 5 سنوات حين افتتح المركز كانت نسبة الطلاق تمثل 20 في المائة من حالات عقود الزواج، حيث بلغ عدد حالات الزواج في تلك الفترة 2300، فيما بلغ عدد حالات الطلاق 453 حالة.

وأشار الحليبي إلى أن انخفاض عدد حالات الطلاق قد بدأ منذ أن انطلق المركز في برامجه الأسرية والزوجية خلال الخمس سنوات الماضية، حيث تم فيها التعاون مع المحكمة الشرعية الكبرى في الأحساء، والجهات المختصة لاستقبال القضايا والمشاكل الزوجية التي سوف تؤول للطلاق، قبل أن يبت فيها من القاضي، حيث بلغت نسبة النجاح في حل هذه القضايا أكثر من 65 في المائة من مجموع القضايا الواردة إلى قسم إصلاح ذات البين بالمركز، سواء من المحاكم الشرعية أو التي يأتي أصحابها مباشرة إلى المركز، مشيرا إلى أن غالبية الحالات الواردة يكون فيها الزوجان قد قررا الانفصال عن بعضهما.

وقال الحليبي لـ«الشرق الأوسط» إنه في الأعوام السابقة وصلت نسبة حالات الطلاق إلى 20 في المائة ثم تراجعت النسبة إلى 15 في المائة ثم إلى 14 في المائة، وذلك يعود للجهود التي يبذلها فريق من المتخصصين في شؤون الحياة الزوجية، وذلك بوضع الحلول للمشاكل التي تعتري الزوجين وتعيق استمرار الحياة بينهما، وكذلك تقديم البحوث والدراسات لحل النزاعات الناشئة بين الأزواج.

وأضاف الحليبي، أن قسم إصلاح ذات البين يقوم بالإطلاع على المشكلات العالقة بين الزوجين والاحتفاظ بالسرية التامة لخصوصيتها ثم يعمل على حلها إلى أن يصطلح الطرفان، وذلك بعد تقديم العون والمساعدة، على أن يتفهم كل طرف الآخر، مضيفا أن المركز يقوم بتدريب المصلحين الذين يقومون بهذه المهمة الإنسانية، ليكونوا مؤهلين لخوض كل جوانب الحياة الأسرية والزوجية الخاصة عن طريق مجموعة من المتخصصين والاستشاريين، حيث تصل الفترة التي يخضعون فيها للتدريب إلى عشرة أيام بواقع 40 ساعة تدريبية.

وذكر الحليبي، أن هناك وعيا بدأ ينتشر لدى الأزواج لإيجاد حلول للمشاكل العالقة بينهما، حيث ازداد عدد الأفراد الذين يقبلون على الدورات التدريبية التي تتعلق بالحياة الزوجية، سواء تلك التي يطلقها المركز أو بعض المراكز المتنوعة في المنطقة، مبينا أن أكثر المشكلات المعروضة من خلال الهاتف الاستشاري للمركز هي المشاكل الزوجية، حيث تمثل ما يقارب نحو 40 في المائة، تليها الأسرية العامة ثم التربوية والنفسية وإدمان المخدرات والخمور وبعض المشكلات الأخرى.

وأضاف الحليبي، أن المشاكل الزوجية التي ترد إلى المركز متنوعة ومن أبرزها المشكلات النفسية الناشئة عن العلاقات الزوجية المضطربة والشكوك الزوجية وشغل الزوج وعدم تفرغه لأسرته والخلافات بين أهل الزوج والزوجة والبرود العاطفي بين الزوجين وكثرة طلبات الزوجة وتعدد الزوجات لدى الرجل وآثاره والإساءة النفسية والجسدية بين الزوجين وضعف شخصية الزوج وعدم الاقتناع بالزوج وهجران الزوج لزوجته أو العكس.

وأشار الحليبي، إلى أن قسم إصلاح ذات البين له خطط يسعى لتحقيقها من ناحية زيادة عدد المصلحين وتأهيلهم بشكل علمي يتناسب مع الدور المنوط بهم في حل المشاكل الزوجية، كذلك توسيع دائرة التعاون المشترك بين المركز والمحكمة الشرعية، إضافة إلى العمل على نشر المطويات والبرامج والأشرطة التوعوية التي تختص بالحياة الزوجية، وإعطاء دورات تدريبية للمتزوجين.

وذكر الحليبي، أن مركز التنمية الأسرية في الأحساء يوجد به برنامج دبلوم في الإرشاد الأسري يعمل على تأهيل الملتحقين فيه لحل المشكلات الزوجية وكيفية التعامل معها إضافة إلى توجيه النصائح للشباب والفتيات، مشيرا إلى أن المركز قد أتم اعتماد شهادة هذا البرنامج من مركز التدريب وخدمة المجتمع بكلية المعلمين بالأحساء التابعة لجامعة الملك فيصل بالأحساء.