المساحة الجيولوجية لـ«الشرق الأوسط»: رصد 1800 عاصفة زلزالية في العيص «لا تستوجب الذعر»

فيما يجري العمل على إضافة 20 محطة لرصد الزلازل في السعودية

TT

أكد الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن ما تتعرض له المناطق الواقعة في محيط حرة الشاقة ـ 270 كلم شمال غربي المدينة المنورة ـ التي شهدت نشاطاً بركانياً قبل ألف عام، عبارة عن عواصف زلزالية متناهية الصغر، وهي لا تمثل خطراً يستوجب الذعر، وأن 6 هزات فقط سجلت 3.7 درجة على مقياس ريختر من بين نحو 1800 عاصفة زلزالية دون الدرجتين تم تسجيلها منذ بدأ النشاط في 18 أبريل (نيسان) الماضي.

وأضاف الدكتور زهير نواب في تصريحات له عقب ندوة «الزلازل والبراكين» التي نظمتها الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، أن الهيئة بالتعاون مع الجهات المختصة وفي مقدمتها الدفاع المدني على تواصل تام لمواجهة أي طارئ، لا سمح الله، في قريتي هدمة والقراصة، وكل من هجرة العميد، الفرع، والسهلة بمحافظة العيص، ونبه إلى ضرورة نشر ثقافة الزلازل وعلاماتها والتعامل مع أحداثها ونتائجها وكيفية التصرف أثناء وبعد وقوعها، مشيراً إلى أن جيولوجية شبه الجزيرة العربية هي جزء من الصفيحة العربية التي تنتمي إلى الصفائح الصلبة الصغيرة، وهي جزء من 6 صفائح رئيسة وأخرى صغيرة ثانوية، تشكل في مجملها قشرة الأرض التي نعيش عليها، كما أننا ضمن نشاط صدع البحر الأحمر وهو نشط وما زال يؤثر بالصفيحة باتجاه الشمال الشرقي.

من ناحية أخرى كثف الدفاع المدني من وجوده وأعلن حالة الاستعداد في مركز العيص وقام بوضع فرضيات وخطة للطوارئ وتوزيع الأدوار اشتملت على إجراءات الإسعاف والإنقاذ والإمداد والإيواء.

وأشار الدكتور النواب إلى أن الحشود الزلزالية، تبدأ ضعيفة من حيث العدد والقوة، ثم تزداد مع الوقت ثم تخبو مرة أخرى، وهي من الظواهر المصاحبة للهزات، وتنشط في مناطق الحرات البركانية نتيجة حركة الصهارة تحت السطحية وهو ما تعمل أجهزة محطات الرصد الزلزالي في الهيئة على تسجيله، كما تتابع هجرة الصهارة. وبين أن مراقبة الحركة الجيولوجية للمملكة تتم عبر 57 محطة رصد سيضاف لها هذا العام 20 محطة جديدة وصولاً إلى الهدف الذي تسعى له الهيئة وهو 100 محطة. وتحدث الزلازل نتيجة اهتزاز في القشرة الأرضية بسبب التحرر السريع للطاقة المتجمعة في الصخور، ويؤثر حزام البحر الميت على السعودية وبالأخص المنطقة الشمالية من الجزيرة العربية التي هي الأكثر احتمالا للتعرض لزلازل أرضية بسبب نشاط هذا الحزام.

وتصنف بؤرة الزلازل إلى ثلاثة مستويات، فما كان حتى عمق 30 كلم يعد ضحلاً، وحتى 70 كلم متوسطا، وأكثر من ذلك عميقاً، أما مركز الزلزال فيتم تحديده بموقعه على القشرة الخارجية. وفي شبه الجزيرة العربية على امتداد الصفيحة العربية، تم رصد النشاط الزلزالي، حيث تركز في منطقتين رئيسيتين، هما خليج العقبة ومنطقة جنوب غربي السعودية وجنوب البحر الأحمر «خليج عدن»، خلال الفترة من 1983 - 1994 م، ورصد 136 زلزالا تتراوح قوتها ما بين 4-6 درجات وفق مقياس ريختر وجميعها وقع في منطقة خليج العقبة. كما تم رصد زلزال بمنطقة المدينة المنورة بقوة 5.8 درجات بمقياس ريختر بتاريخ 29/6/2005 وامتدت قوته لتصل إلى منطقة تبوك والوجه وضباء حتى المدينة المنورة، إضافة إلى الأردن وسورية وفلسطين ومصر، وتم تسجيل توابع لهذا الزلزال تصل إلى 75 هزة تراوحت ما بين 3.8 – 5.3 درجة بمقياس ريختر، واستمرت لمدة 3 أشهر وتركزت بؤرة الزلازل الرئيسية داخل الخليج بين منخفضي ايلات وارجوف.

وكذلك رصد زلزال بقوة 3.7 بمقياس ريختر في منطقة حائل بتاريخ 25/1/2004 ولم يتسبب بأي أضرار.