تحويل 5 ملايين ملف طبي من ورقي إلى إلكتروني في 126 مستشفى ومستوصفا

يتيح للمرضى العلاج في أي من مستشفيات القوات المسلحة في أنحاء البلاد

TT

تعكف القوات المسلحة وشركات متخصصة على تحويل نحو 5 ملايين ملف طبي تتبع لنحو 126 مستوصفا ومستشفى للقوات المسلحة من ورقي إلى الكتروني ضمن مشروع يعد الاكبر طبيا على مستوى الشرق الأوسط يتم اطلاقه في نهاية مايو المقبل، بحيث يتمكن أي مريض من المراجعة في أي مستشفى يتبع للقوات المسلحة في السعودية بكل سهولة.

ويربط المشروع الذي تجاوزت تكلفته عشرات ملايين الريالات بين أكثر من 26 مستشفى و100 مستوصف في ست مناطق جغرافية مختلفة، إضافة إلى تحويل نحو 5 ملايين ملف طبي في مناطق السعودية الرئيسية إلى ملفات الكترونية، عدا عن ملفات المرضى الموجودة بمستشفيات ومراكز القوات المسلحة الطبية في المناطق الأخرى.

وأوضح المهندس خالد السليماني الرئيس التنفيذي لمجموعة القنطرة المسؤولة عن تنفيذ المشروع أنه سيتم تسليم جميع المواقع المتبقية والمتمثلة في الرياض والطائف بنهاية شهر مايو (أيار) القادم وهي الفترة الأساسية لانتهاء المشروع بالكامل.

وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة القنطرة أن جميع محتويات ملفات المرضى الورقية يتم تسجيلها في النظام منذ البداية، وعند زيارة المريض، فإن الطبيب بإمكانه رؤية معلوماته التي سجلها في الاستقبال عن طريق رقم بطاقته أو سحبها في الجهاز بطريقة مشابهة لبطاقة الصراف الآلي أثناء استخدامها لدفع الحساب، إضافة إلى كتابة تشخيص حالته مباشرة في الملف الالكتروني، عدا عن وجود رسم للجسم يتم من خلاله تحديد الأماكن التي يلزم لها إجراء أي نوع من أنواع الأشعات.

وأضاف: يتم تسجيل طلب إجراء أي تحليل في النظام، الأمر الذي يسهل على المختبر الطبي أو الأشعة معرفة ما يلزمه المريض بمجرد سحب بطاقته أيضا، لا سيما وأن أجهزة التحاليل تنقل النتائج تلقائيا إلى ملف المريض الالكتروني، إذ تم ربط ما بين 10 إلى 40 جهاز تحليل بالنظام في كل مستشفى، مؤكدا أن هذا النظام من شأنه أن يختصر الوقت والجهد وتدفق العمل أوتوماتيكيا.

ولفت المهندس خالد السليماني إلى أن النظام الالكتروني الطبي يضمن وجود ملف موحد للمريض يحمل تاريخه المرضي بالكامل، ويستطيع استخدامه في مستشفيات القوات المسلحة بأي منطقة في السعودية، عوضا عن فتح ملف جديد في كل مستشفى، خصوصا وأن رجل الأمن يتعرض إلى تنقلات كثيرة أثناء تأدية عمله.

وبين السليماني ان الشركة ستتواجد في المستشفيات أثناء سنة التشغيل لمتابعة المشاكل والطلبات الإضافية من المستشفيات والتدريب الإضافي، إلى جانب وجود عقود صيانة مستمرة معها، لافتا إلى أنه خلال الشهر القادم سيتم تشغيل الربط بالإدارة العامة للخدمات الطبية والتي تعد الجهة المشرفة على المستشفيات، إذ من خلالها يمكن استخراج معلومات المرضى أو الحصول على الإحصائيات دون الحاجة للمرور على كل مستشفى.

وأكد على «أن ذلك المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط باعتباره معرّبا ومربوطا بالشبكة العنكبوتية» وأضاف: استقبلت الشركة استفسارات من إدارات الخدمات الطبية العسكرية في مختلف الدول العربية حول إمكانية نقل تلك التجربة إليها، الأمر الذي دعا إلى تأسيس شركة مشتركة مع الشركة الألمانية ستتخذ من الرياض مقرا لها بهدف خدمة منطقة الشرق الأوسط في ظل تشغيل جميع الموظفين الذين عملوا على هذا النظام بالسعودية من أجل نقل الخبرات.

ويعتبر تدريب وتأهيل موظفي وزارة الدفاع جزءا من تطبيق البرنامج، إذ ان كافة منسوبي المستشفيات والكوادر الإدارية وموظفي الصيدليات والمختبرات والاستقبال وجميع من لهم علاقة بالجمهور يخضعون إلى دورات تدريبية لفترات تعتمد على حجم المستشفى بحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي لمجموعة القنطرة. وأفاد بأن هناك ستة مراكز معلومات ضخمة تتمتع بخواص أمنية عالية غير قابلة للاختراق أو التوقف، خاصة وأنها تحتوي على خدمات بطرز حديثة مكونة من عدة مستويات، مثل حماية الشبكة والنماذج الالكترونية التي يحويها النظام، مشيرا إلى وجود مستويات كبيرة من الخصوصية ومستوى إجرائي يمنح لمنسوبي المستشفيات بحسب المستخدم ومهمته.

وبيّن المهندس خالد السليماني أنه بالإمكان تتبع تاريخ المستخدم لضمان زيادة حماية النظام، إذ لو تم الشك في تغيير أي معلومة مسجلة فإنه من السهل معرفة هوية المستخدم الذي قام بذلك وتاريخ التغيير ووقته.

يشار إلى أن مشروع ربط مستشفيات القوات المسلحة بالنظام الطبي الالكتروني الموحد يعتمد داخل الخدمات الطبية على الشبكة التي أنشأتها الاتصالات الالكترونية، باعتبارها قطاعا متخصصا في الإدارة العامة للخدمات الطبية وربطها بالشبكة العسكرية.

وهناك أنظمة عسكرية أخرى تستخدم تلك الشبكة المكونة من الألياف البصرية لضمان عدم توقف أعمالها جرّاء أي خلل يصيب شبكة الانترنت والكيابل البحرية بمنطقة الشرق الأوسط، عدا عن وجود أنظمة أخرى مساندة تعمل في حال توقف النظام الأساسي.