مبادرة التكافل الاجتماعي تكشف تراجع مساهمة المرأة في الأعمال الاجتماعية

أنهت المرحلة الأولى من مشروعها وكشفت عن نتائج المسح الميداني

TT

كشف مسح ميداني أجرته المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي عن تراجع مستوى مساهمة المرأة في العمل الاجتماعي مقارنة بالرجل.

وأظهرت نتائج المسح، التي أجراها فريق متخصص تابع لشركة ديرتي الخيرية، القائمة على المبادرة، أن نسبة مشاركة الإناث في القضايا الاجتماعية والأعمال التطوعية لا تتجاوز الـ 24 في المائة، أي أقل بقليل من الربع، على الرغم من أن آخر إحصاء للسكان في السعودية أجري في عام 2004، أظهر أن النساء يمثلن ما نسبته 49 في المائة من عدد السكان البالغ أكثر من 16 مليون نسمة.

وكانت المبادرة قد انطلقت قبل شهر، وباشرت أعمالها بإجراء مسح ميداني يشمل معظم المناطق السعودية، يكشف عن امكانات كل فرد في المجتمع من شرائح مختلفة، ويكشف عن مدى اسهامه اجتماعياً، وعن النواحي التي يمكن أن يقدمها للاستفادة من هذه المعلومات في إعداد خطة موسعة، لتوجيه الأعمال التطوعية بالمملكة وتفعيلها بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية.

الأميرة نورة بنت عبد الله بن محمد بن سعود الكبير، رئيس مجلس إدارة شركة ديرتي الغالية، الجهة المتبنية للمشروع، أشارت إلى أن النسبة المتدنية لمشاركة المرأة في الاستبيان، تضع أكثر من علامة استفهام حول مدى تقبل السعوديات فكرة المشاركة في تطوير المجتمع وتحديثه، مضيفة، أن الاستبيان مثل فرصة جيدة لمعرفة توجهاتهن وآرائهن في النواحي الاجتماعية، وتنمية الإنسان المحلي بشكل عام.

وفي الوقت الذي لم تتعد فيه نسبة مشاركة السيدات الفاعلات اجتماعياً، بناءً على نتائج المسح الميداني الربع، شكلت نسبة مشاركة الرجال نحو 76 في المائة من المشاركين في الاستبيان، الذي وزعته المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي بداية الشهر الماضي في 300 ألف نسخة، احتوت على 43 سؤالا تبحث عن إجابات متعلقة بدور مجلس الشورى والجامعات السعودية التعليمية وتنشيط مشاريع التكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص، لإيجاد دراسات ومشاريع متخصصة في تفعيل مبادئ التكافل داخل الأراضي السعودية. من جانبها وصفت الأكاديمية السعودية، والناشطة في مجال المسؤولية الاجتماعية، عفاف الجلاّل، ضعف المشاركة النسائية بـ«ردة الفعل» وقالت إنها قد تكون إشارة مبطنة من الإناث، ردا على ضعف الفرص المتاحة لهن في مجال المشاركة المهنية والتنموية، واستحواذ الذكور على صناعة القرار في معظم المجالات.

في المقابل لم تحدد الدكتورة لبنى الأنصاري الناشطة الحقوقية، وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أسبابا حقيقية لعزوف المرأة عن المشاركة في الاستبيان الخاص بالتكافل الاجتماعي، رغم أهميته وكونها عنصرا مهما في العملية الاجتماعية، مضيفة، أنها لا تستطيع أن تضع احتمال عدم اعتياد المرأة على المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية سببا مباشرا.

واستشهدت عفاف الجلاّل بتجربة مشاركة المرأة في انتخابات الغرف التجارية في السعودية، قبل نحو 3 أعوام، وكيف أنه رافقها صخب إعلامي، إلا أن حجم المشاركة في صناديق الاقتراع من سيدات الأعمال كان مخيبا للآمال، مضيفة، أن «دورا هاما يقوم على عاتق المؤسسات التربوية في تأصيل ثقافة المشاركة النسوية في مختلف الأنشطة والميادين الاجتماعية والإنسانية».

وفي السياق ذاته كشفت شركة ديرتي صاحبة المبادرة، أن الخطوة اللاحقة للاستبيان والمسح الميداني، الذي تم إجراؤه تتمثل في دارسة الإجابات، التي حصلوا عليها وتحليلها بهدف إيجاد سجل معلوماتي، وقاعدة بيانات متكاملة حول سبل تطوير العمل الاجتماعي وتعميق مبادئ مفهوم التكافل داخل المجتمع، إضافة إلى عمل الدراسات اللازمة، التي تهدف في مجملها إلى إيجاد الخطط المناسبة والبرامج اللازمة من أجل فتح آفاق جديدة، لتنمية الإنسان محلياً، وتطوير بيئته وتعزيز فكرة المنفعة الاجتماعية، والعطاء الذكي، بما يخدم المصلحة العامة داخل المجتمع السعودي، بالتعاون مع الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية.