أنهت وزارة التربية والتعليم من خلال مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام برنامج «واثق» التدريبي الذي تم تطبيق تجربته على عدد من مدارس المشروع في 3 مناطق من السعودية هي الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.
وعلى مدى 12 أسبوعا ركز مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم «تطوير» على إعطاء نحو 250 طالبا وطالبة (ممن طبقت عليهم التجربة) جرعات متفاوتة من المهارات الأساسية لبرنامج «واثق» التدريبي، التي تعتمد على إعداد شباب يكون نواة لجيل المستقبل سواء على التحصيل العملي أو في مختلف مناحي الحياة.
ويعتبر برنامج «واثق» من أهم البرامج التي تراعي شخصية الشباب والطالب وتساعده على تنمية مهاراته في الحياة، وتعيد ثقته بنفسه أكثر، حيث يركز على تنمية مهارات الطالب والطالبة في التواصل والتخاطب مع الآخرين، وفي قدرته على تكوين علاقات مع زملائه الطلاب وتنمية هذه العلاقة بما يعود عليه بالفائدة.
وقال الدكتور نزار الصالح الأمين العام المساعد للمركز الوطني لأبحاث الشباب إن نتائج الدراسة التي أجراها المركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود لتطبيقات البرنامج، أكدت الاستجابة الكبيرة للمفاهيم والمهارات التي قدمها البرنامج للمستفيدين منه.
وأكد الصالح أن البرنامج تضمن عددا من الأهداف منها بناء الثقة بالنفس، ورفع مستوى مهارات التواصل، وتطوير مهارات التعامل مع الآخرين، والإدارة الفعالة للتوجهات. مضيفا أنه تم تطبيق البرنامج على 6 مدارس للبنين والبنات من مدارس «تطوير».
ولفت إلى أن البرنامج تناول في محاوره الثقة بالنفس، ومهارات التعامل مع الآخرين، ومهارات التواصل والقيادة، ومهارات التحكم في الضغوط. مبينا أن المركز الوطني لأبحاث الشباب كون فريقاً علمياً لمتابعة البرنامج طوال 12 أسبوعا.
وأكد الأمين العام المساعد في المركز الوطني لأبحاث الشباب أنه بعد نجاح تطبيق البرنامج، من الواضح أن الطلاب بحاجة لمثل هذه البرامج، خاصة وأنها تصقل شخصية الطالب وتعوده على استخدام مهارات مختلفة في تعامله في الحياة.
وشدد الصالح على أهمية تعميم هذه التجربة على مستوى المملكة، لأنها ضرورية جدا، والطلاب في حاجة لمثل هذه البرامج التي تقوي شخصيتهم وتعطيهم اعتزازا وثقة أكثر. مطالبا بأهمية أن تعمم التجربة على المعلمين الذين يعملون في وزارة التربية والتعليم، لأنهم في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج التدريبية، التي تعطيهم القدرة على كيفية تفعيل بناء الشخصية عند الطلاب.
وفي هذا الإطار، يؤيد طالب أبو ذيب الخبير التربوي في جامعة دار العلوم في الرياض تعميم البرنامج على مستوى المدارس في السعودية. مبينا بالقول «أعتبر هذا من أروع البرامج التي شاهدتها طوال مسيرتي التربوية». مشيرا إلى أهمية المهارات السلوكية التي تعلمها الطالب أثناء البرنامج، التي ظهرت من خلال تطور أسلوب الحديث لدى الطلاب الذين شملتهم التجربة.
وأضاف أبو ذيب أن معظم الشباب يحتاجون في الوقت الراهن إلى تدريب على مهارات الحياة وليس إلى تكثيف الدراسة، لأنهم هم شباب المستقبل وهم من يتطلع إليهم مستقبلا أن يكونوا من القيادات الكبيرة. مثنيا على قدرته بمساعدة الشاب في حل المشكلات التي تواجهه مع صعوبة الحياة وتعقدها حاليا.
من جهتها، بيّنت مشاعل العيسى مشرفة النشاط في مدارس الرياض، أن أبرز مميزات البرنامج هي الجدية والالتزام، إذ من النادر أن تجد برنامجاً يمتد لعدة أسابيع تحافظ فيه المدربة والمتدربات على التجديد والإبداع والانضباط بالوقت والحضور. مشيرة إلى أن البرنامج تم بثلاثة قياسات قبلي وبعدي وفي الأثناء، مما يجعل التقييم على درجة كبيرة من المصداقية.
وطالبت العيسى بتعميم الفكرة وأهمية إخضاع المعلمات والهيئة الإدارية للتدريب على البرنامج قبل الطالبات في المدارس، والتركيز على التدريب حيث قيمة الإنسان هي بقدر ما يتقن من مهارات.
من جانبها، قالت هياء بنت فهد الفراج مديرة أقسام البنات في مجموعة المناهج التعليمية، ان أبرز مميزات البرنامج تطبيقه على أكثر من منطقة في السعودية وعلى عينات مختلفة، وتركيزه على مهارات القيادة والثقة بالنفس ووجود تقويم للبرنامج قبل وبعد وأثناء تطبيقه من قبل جهة محايدة رسمية وإكساب للطلاب مهارات التخطيط وارتفاع مستوى الدافعية للعمل والعطاء.
كما أبدت الفراج تفاؤلا بأن تكون لبرنامج «واثق» تأثيرات إيجابية كبيرة على الشباب، من حيث الارتقاء بمستوى الاهتمامات والطموحات لدى الشباب والبنات، واختفاء الكثير من السلوكيات والمظاهر غير المناسبة في مجتمعاتنا، فضلا عن أن البرنامج رائع بكل المقاييس والقائمين عليه يملكون الحماس والدافعية لإنجاحه.
يشار إلى أن برنامج المهارات القيادية لقادة المستقبل «واثق» أعد لتطوير مهارات الحياة والنجاح لطلاب وطالبات مدارس تطوير، ويركز برنامج واثق على بناء الثقة في النفس، رفع مستوى مهارات التواصل، تطوير مهارات التعامل مع الآخرين، مهارات الانضباط والعمل الجماعي والريادة، الإدارة الفعّالة للتوجهات، ويأتي تنفيذ هذا البرنامج ضمن أنشطة برنامج قادة المستقبل وهو أحد مبادرات برنامج دعم النشاط غير الصفي في مشروع تطوير. ويعتبر البرنامج من أشهر البرامج التي تم تطبيقها عالميا، وقد نفذ البرنامج الأول منه لأول مرة في عام 1912 في الولايات المتحدة، فضلا عن أن البرنامج تخرج منه أكثر من 7 ملايين متدرب، ونفذ في 76 دولة وبـ 25 لغة.