سكان العيص لـ «الشرق الأوسط»: لم نخرج من بيوتنا

قالوا إنهم يسمعون أصوات الهزات كـ «أصوات الرعد»

TT

أكد سكان قرى منطقة العيص انهم لم يخرجوا من قراهم لا سيما وانهم لم يتلقوا أي أمر من الدفاع المدني بإخلاء المنازل مؤكدين انهم متشبثون بأرضهم رغم تعرضها لست هزات بلغت قوتها نحو 3.7 بمقياس ريختر، مفضلين البقاء تحت أسقف بيوتهم.

ووصف علي هرسان أحد سكان قرية الهدمة التابعة للعيص في حديث لـ«الشرق الأوسط» صوت تلك الهزات الذي يسمعه السكان، وقال إننا نسمع صوتا كهزيم الرعد وسط هطول الأمطار، غير أننا لا نستطيع أن نحدد مصدره.

وتكوّن كل من «هدمة» و«العمد» و«القراصة» القرى التي تبعد عن شمال شرق منطقة العيص نحو50 كيلو مترا مثلث القرى المأهول بالسكان والواقع في محيط مركز الحشود الزلزالية التي تم رصدها الأحد الماضي والبالغة فوق الثلاث درجات بمقياس ريختر، خاصة وأن «هدمة» تقع بجانب الجبال التي سجلت حولها أعلى درجات الاهتزازات الأرضية. وتبعد قرية هدمة نحو 20 كيلو مترا عن الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة المنورة، وتقع ضمن منطقة جبلية نائية وعرة الطرق يلفها السكون، وتنتشر فيها العديد من المباني الشعبية المتناثرة المجاورة لحظائر تربية المواشي، لا سيما وأن أهلها يمارسون نشاط رعي الإبل وتربية الأغنام، إلى جانب وجود العديد من المواطنين الذين اختاروا الخيام مأوى لهم في ظل عدم امتلاكهم للمسكن.

ويعتبر جبل محزم أحد الثلاثة جبال المتمركزة في بؤرة مركز الزلزال إلى جانب جبل حلا أبو نار في حارة الشاقة، والتي كانت قد حددت ضمن خارطة الثروة المعدنية في الفترة من عام 1978-1997م بعد أن خضعت خلالها منطقة ينبع لدورات استكشافية استهدفت المعادن الصناعية ونفذتها المديرية العامة للثروة المعدنية آنذاك، الذي بدأ في عام 1978م حين نفذت المديرية برنامج حفر استكشافي على رواسب شرم مهار والمواقع المجاورة له. الى ذلك أوضح العقيد زهير بن أحمد سبيه مدير الدفاع المدني في ينبع أن الدفاع المدني ما زال مستعداً لمواجهة أية احتمالات لاهتزازات أرضية جديدة في مركز العيص التابع لمحافظة ينبع (200 كيلومتر غرب المدينة المنورة) مؤكداً أن الوضع لا يزال مطمئناً حتى ظهر أمس.

وقال في حديث لـ «الشرق الأوسط» إن التواجد والتعزيزات التي تتضمن الآليات المستخدمة في إزالة المباني المنهارة ووحدة التدخل في حوادث انهيار المباني إلى جانب معدات نصب الخيام ونقلها لمناطق الإيواء تهدف إلى بث الاطمئنان في نفوس الأهالي والسكان وتوعيتهم بالاحتياطات والتدابير اللازمة والمتبعة في مثل تلك الحوادث، مؤكدا على أن الدفاع لم يقم بدفع أو حث أي مواطن من سكان القرى على الإخلاء.

يشار إلى ان الحرات تغطي جزءا كبيرا من الصفيحة العربية، إذ تبلغ مساحتها نحو 180 الف كم2، وتتكون من حقول بازلتية تابعة للعصر الثلاثي والرباعي وتمتد على هيئة حزام واسع متقطع ذي اتجاه شمالي من اليمن جنوباً حتى سوريا شمالاً، حيث سجّل التاريخ الجيولوجي عدة ثورات بركانية في تلك المنطقة والتي بدأت قبل نحو 25 مليون عام وحتى الوقت الحالي. وتتميز حرات السعودية الواقعة بين 50 و500 كيلو متر شرق ساحل البحر الأحمر«ما عدا حرة البرك التي تقع على شاطئ البحر الأحمر» عموما بخصائص بركانية وصخرية وتركيبية، خصوصا وأن ظهور الانسيابات القاعدية والحامضية والمخاريط والقباب يعكس وجود نشاط بركاني في الماضي الجيولوجي القريب، إذ تم تأكيدها من خلال تحديد العمر الجيولوجي بواسطة الإشعاع والسجلات الجيولوجية والتي أظهرت بأن آخر ثوران بركاني كان بحرّة رهط عام 1256م.