فريق علمي سعودي بشراكة دولية يمهد للاستفادة من 300 بئر في الربع الخالي

د. فاروق الباز: مسببات العواصف الرملية في شبه الجزيرة العربية عائدة إلى آثار الحرب على العراق

TT

يتجه فريق سعودي علمي بشراكة دولية لبحث إمكانية الاستفادة من الموارد المائية في منطقة الربع الخالي في مجالات الحياة المختلفة، بعد أن أظهرت الرحلات الاستكشافية العمق الاستراتيجي المائي لهذه المنطقة.

وطبقاً لأكاديمي سعودي فإن لجنة متخصصة بدأت دراساتها المبدئية حول الاستفادة من الموارد المائية في منطقة الربع الخالي جنوب السعودية، مؤكداً أن فريق العمل سيعكف خلال الـ 3 أشهر المقبلة على جمع المعلومات ليبدأ بعد ذلك بعمل زياراته الميدانية. وجاء الكشف عن هذا الأمر في الوقت الذي افتتح فيه الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية الرئيس الفخري للجمعية السعودية لعلوم الأرض، أمس ورشة العمل الأولي التي ينظمها كرسي استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي بجامعة الملك سعود تحت عنوان «مستقبل المياه في الربع الخالي».

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن لعبون الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود ومستشار جيولوجيا النفط، لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة الفنية التي شكلها كرسي استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي، ستقوم بمشاركة خبراء وجيولوجيين عالميين، بتقويم للموارد المائية في منطقة الربع الخالي الذي يعتبر العمق الإستراتيجي للمياه في السعودية.

وقال الدكتور بن لعبون إن منطقة الربع الخالي تضم أكثر من 300 بئر ما بين قديم وجديد، بعضها جاف وبعضها الآخر يحتفظ بكميات من المياه، مشيراً إلى أن منطقة الربع الخالي تعتبر منخفضا رسوبيا في حوض كبير من الرمال ذي المسامات العالية، حيث تختزن كميات هائلة من مياه الأمطار على مر السنين الماضية.

من جانبه أوضح الدكتور فاروق الباز مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية أن مستقل المياه في المنطقة غير مطمئن، حيث انه من المتوقع أن الموارد المائية الحالية لن يكون بمقدورها تحقيق الكفاية حتى لـ20 عاماً قادماً.

وقال الباز عقب رعايته لحفل تسليم جائزة الدكتور عبد العزيز بن لعبون للتفوق العلمي أمس الأول في العاصمة السعودية الرياض، أنه تحتم إيجاد آليات فعالة للحد من استهلاك المياه والحصول على مصادر جديدة للمياه، مضيفاً أن قلة الأمطار تشكل أحد الأسباب الرئيسية لندرة المياه.

وربط الدكتور الباز العالم الجيولوجي وخبير الفضاء، مسببات العواصف الرملية وتطاير الأتربة في أجواء شبه الجزيرة العربية التي اجتاحت مناطق متفرقة من الخليج العربي مؤخراً، بآثار الحرب على العراق، مبيناً أن حركة الدبابات والآليات العسكرية على الأراضي العراقية من شأنها إثارة الأتربة الناعمة للرياح التي تقوم بنقلها مشكلة بذلك أنواعا من الكتل الترابية والعواصف الرملية.

وأكد الدكتور الباز مدير معهد أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية، أن الاهتزازات الأرضية التي تشهدها منطقة المدينة المنورة لا تشكل خطراً، حيث انها ناتجة عن تحرك طبيعي لقشرة الأرض واحتكاكها بالصخور النارية التي تتكون منها جبال الحجاز وتحدث في مناطق كثيرة من العالم.

وكان الأمير عبد العزيز قد أعلن في كلمته أمس، أن الجامعة من خلال هذا الكرسي ستكون شريكا في الدراسة التفصيلية التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء مع جامعة بوسطن الأميركية حول مصادر المياه في صحراء الربع الخالي.

وأشار الأمير عبد العزيز إلى بدء إنتاج منطقة شيبة في الربع الخالي، التي حضرها خادم الحرمين الشريفين قبل عشر سنوات، حيث كانت هناك تسمية جديدة في تلك المناسبة، وهو أنه لا يجب أن يسمي بالربع الخالي ولكن يسمي بالربع الغالي، لافتاً إلى أن الكرسي الذي تحتضنه جامعة الملك سعود سيلقى كل عناية واهتمام إدراكاً منها للدور الذي تقوم به في تنشيط حركة البحث العلمي ونقل التقنيات الحديثة.

واعتبر مساعد وزير البترول والثروة المعدنية أن الورشة التي ينظمها الكرسي تعتبر حدثاً مهماً تعلق الآمال عليه بأن تفضي مناقشاته وبحوثه وآراء المشاركين فيه إلى اسكتشاف موارد مائية جوفية كاحتياط استراتيجي ووضع التقنيات الحديثة للاستفادة منها وتعميق الوعي وتركيز الجهود لتحقيق التنمية.