مبادرة لإطلاق حملة وطنية للكشف المبكر لمواجهة تزايد أمراض الأورام

رئيس لجنة البيئة في غرفة جدة: التلوث البيئي نشر أمراضا أهمها السرطان

TT

وضع ملتقى بيئي طبي أمس في جدة، النقاط فوق الحروف حول العلاقة بين تزايد أمراض الأورام في العالم بشكل عام والسعودية بشكل خاص وقضية التلوث البيئي، التي رفعت من معدلات الإصابة بمرض السرطان وانتشاره بشكل لافت أخيرا حتى بلغت الحالات الجديدة المسجلة في السعودية نحو 8 آلاف حالة سنويا.

ويأتي ذلك في حين خلص المشاركون في ملتقى «الشفاء من السرطان» إلى جملة من التوصيات كان أبرزها ضرورة وضع برامج وطنية للكشف المبكر عن أمراض السرطان، خاصة أن هذه البرامج الوطنية تؤدي إلى الوصول إلى إنقاذ حياة عدد أكبر من المرضى أكثر مما يحققه العلاج الإشعاعي والجراحي والكيمياوي معاً، مؤكدين من خلال الدكتور عبد الرحيم قاري، استشاري أمراض الأورام، عن البدء في هذا التحرك لإطلاق مبادرة الحملة الوطنية للفحص المبكر ضد السرطان. إلى ذلك أكد اللواء الدكتور محمد مصطفى الجهني، رئيس لجنة البيئة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، «أن مصير الإنسان مرتبط بالتوازن البيئي، أي أن الإخلال بهذا التوازن سوف يؤثر على صحة الإنسان ويؤدي إلي المشاكل البيئية المختلفة التي تعاني منها المجتمعات وأهمها انتشار الأمراض».

وأضاف «من أمثلة الأمراض التي انتشرت بسبب التلوث البيئي، أمراض السرطان مثل سرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، التي من شأنها تثبيط نخاع العظام وإعاقة نضج خلايا الدم، كما أن أول أكسيد الكربون الموجود في العوادم يؤثر على قدرة الدم في نقل الأكسجين، إضافة إلى أنه ضار جدا لمرضى القلب، ويتسبب في أمراض الرئة والربو والعيون والأمراض الجلدية والأنف والأذن والحنجرة».

وأضاف «لا شك أن أمراض السرطان عندما تصيب الشخص فإنها تؤدي إلى خلل كبير في حياته وحياة أسرته، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في الاكتشافات الطبية الحديثة وانتشار المراكز المتخصصة للعلاج، إلا أنه لا بد من العمل الجاد في التوجه إلى الحلول الوقائية لمنع الإصابة بمثل هذه الأمراض عن طريق الحد من مسبباتها».

واعتبر رئيس لجنة البيئة في غرفة جدة «أن تدخل الإنسان المباشر في تغيير المعالم الطبيعية للبيئة كان له أثر كبير في اختلال التوازن البيئي، وذلك مثل ردم البحار، وتجفيف البحيرات، وقطع الأشجار، والاستخراج الجائر للمعادن، والتخلص من النفايات بطرق غير صحية، وتأثير الحروب، والاستخدام السيئ للمراعي الخضراء»، مضيفا أن ردم البحار وتجريفها أدى إلى هجرة الحياة الفطرية البحرية إلى غير أماكنها الطبيعية، وبالتالي تدهور الغطاء النباتي.

ودعا الدكتور الجهني الدول والهيئات المسؤولة عن البيئة والجمعيات الخاصة والعامة، إلى العمل بشكل أكثر جدية في المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث، وإصدار القوانين والأنظمة والعقوبات ضد الجهات التي تساهم في التلوث، وإلزام المصانع بالتوجه إلى استخدام المفلترات، والعمل على التخلص من النفايات الضارة بشكل آمن، والمراقبة لكل ما يدخل إلى البلاد من مواد قد تكون مسرطنة، وضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد ملوثي البيئة.

الملتقى الذي شارك فيه عدد كبير من المهتمين والمختصين والمرضى، سلط الضوء على قصص وتجارب لأشخاص نقلوا أمام الحضور معاناتهم مع المرض من اكتشافه وحتى الوصول إلى مراحل الشفاء بعد معاناة طويلة مع العلاج.

وبالعودة إلى الدكتور عبد الرحيم قاري، استشاري الباطنية وأمراض الدم والأورام، قال «إن كثيرا ممن أصيبوا بمرض السرطان قبل سنوات ليسوا أحياء فحسب، بل يتمتعون بصحة جيدة، حتى سرطان الرئة الذي يعد من أخطر أنواع السرطانات فتكاً يمكن علاجه والشفاء منه إذا تم اكتشافه مبكراً. كذلك سرطان الثدي الذي يصيب مئات النساء سنوياً فإن علاجه ليس متعذراً، لكن المشكلة تكمن في عدم اكتشافه مبكرا».

وبين الدكتور قاري أن سجلات السجل الوطني للأورام تظهر أن هناك أكثر من 8000 حالة جديدة من السرطان تكتشف سنوياً في السعودية، مما يعني أن الحالات المتراكمة في أي فترة زمنية تشكل ما بين 20 إلى 30 ألف حالة.