53% من القاطنين خارج المنطقة المركزية يطالبون بدراسة أسعار المواصلات من وإلى الحرم المكي

48% عبروا عن رضاهم بالسكن خارجها

الدراجات النارية احدى أهم الوسائل المستخدمة في مكة المكرمة للتغلب على الازدحام («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت دراسة لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أُعدّت موسم الحج المنصرم على عينة من الحجاج، رضاهم عن السكن خارج المنطقة المركزية، أو بمعنى آخر السكن بعيداً عن المواقع المجاورة للحرم المكي، وذلك لحداثة المباني ونظافتها، وتوفر وسائل السلامة.

وأوضح الدكتور إحسان المعتاز، وهو من أجرى الدراسة مشاركةً مع باحثين سعوديين آخرين، أن الدراسة التي شملت 910 حجاج بينت لهم أن 72.2% منهم يعلمون بأنهم سوف يقطنون في مبانٍ خارج المنطقة المركزية عند وصولهم إلى الأراضي المقدسة، بينما 6.5% لا يعلمون بذلك.

وعن رضا الحجاج في السكن خارج المنطقة المركزية، أبدى 48% رضاهم بالسكن، بينما عبر 46% منهم بعدم الرضا عن السكن خارج المنطقة المركزية، رغبةً منهم في القرب من البيت المكي الحرام.

ولخّص الدكتور إحسان المعتاز، الذي تحدث خلال ورشة عمل وزارة الحج «إسكان الحجاج ـ الواقع والمأمول» صباح أمس في جدة، أسباب رضا الحجاج على السكن خارج المنطقة المركزية إلى خمسة أسباب رئيسية، وهي: قلة الأسعار، الأكثر نظافة، عدم توفر السكن في المنطقة المركزية، سهولة الحركة، وجودة الخدمات.

وقال الباحث السعودي: «57%، ممن أجريت عليهم الدراسة أرجعوا سبب رضاهم عن السكن خارج المنطقة المركزية إلى قلة أسعار الإيجارات للمباني، و63% منهم إلى النظافة، بينما 58% لكلٍّ من عدم توفر السكن في المنطقة المركزية، وكذلك سهولة الحركة خارجها». وأضاف «وأرجع 45% من إجمالي عينة الدراسة، سبب رضاهم عن السكن خارج المنطقة المركزية إلى أن الخدمات المقدمة خارج المنطقة المركزية تعتبر أكثر جودة».

وكانت الدراسة التي شملت 910 حجاج، التي اعتبرها الباحثون لا تعتبر مقياسا أساسيا، لكنها تسهم في إيضاح الصورة أمام الجهات الحكومية الواضعة لخطط مواسم الحج، تركزت على الحجاج القاطنين في عدد من الأحياء الواقعة خارج المنطقة المركزية، وهي أحياء العزيزية (الشمالية، الجنوبية)، وشارع المنصور، والستين، والنزهة.

ورأى الدكتور إحسان المعتاز، الباحث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في مكة المكرمة، أن من أبرز المفاجآت التي واجهت معدي الدراسة من خلال الإجابات، عدم معرفة الحجاج أن أجر صلاتهم خارج المنطقة المركزية يوازي أجر المصلين في الحرم المكي، الذي وفق الحديث الشريف للنبي محمد صلى الله عليهم وسلم، يعادل 100 ألف صلاة.

وانطلاقاً من عدم المعرفة لهذا الأجر، دعت الدراسة في التوصيات الأربعة الصادرة عن الباحثين إلى ضرورة نشر الوعي بأن الصلاة في مكة بحدودها المعروفة تساوي في الأجر الصلاة في الحرم المكي، معتبرين أن ذلك سيسهم في تخفيف ضغط سكن الحجاج في المنطقة المركزية.

ومن أبرز الملاحظات التي جاءت في الدراسة، التي وصفها الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة خلال ترؤسه للجلسة الأولى من ورشة عمل البارحة بـ «بالهامة»، أن 53% من الحجاج طالبوا بضرورة وضع دراسة للتقليل من أسعار المواصلات من خارج المنطقة المركزية إلى داخلها، بينما عبر عن الرضا على الأسعار 31%.

وأضاف الباحث السعودي المعتاز أن الإحصائية الأخيرة تدعو إلى ضرورة وضع دراسات وضوابط لأسعار النقل في مكة المكرمة خلال مواسم الحج والعمرة، وذلك من خلال وضع أسعار رمزية، خاصة في ظل رضا عينة الدراسة عن توفر خدمة المواصلات بنسبة 55%. كما دعت التوصيات للدراسة إلى ضرورة الاهتمام بكافة الخدمات من بلدية وأمنية وتجارية للمباني السكنية الواقعة خارج نطاق المنطقة المركزية في العاصمة المقدسة، وكذلك أهمية نشر الفتاوى والبحوث المتعلقة بأن الصلاة في أي مكان داخل مكة المكرمة توازي أجر الصلاة داخل الحرم بواقع 100 ألف صلاة، وذلك بواسطة المنشورات ووسائل الإعلام، وبمختلف اللغات.