سيدات الإعلام يخطفن الأضواء من سيدات الأعمال في منتدى المرأة الاقتصادي

التساؤل حول المسلسلات والبرامج التلفزيونية نافس محاور المال والاستثمار

خديجة بن قنة ناقشت بعض قضايا الإعلام على هامش مشاركتها في المنتدى الاقتصادي (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

خلافاً لما هو متوقع بأن يسيطر الجدل حول اتجاه الاقتصاد العالمي وقنوات الاستثمار المأمونة على اهتمام حاضرات منتدى المرأة الاقتصادي الثاني الذي اختتم أعماله مساء الأول من أمس بمدينة الخبر، تركز اهتمام الحاضرات على الوجوه الإعلامية المشاركة في المنتدى، التي خطفت الأضوء من سيدات الأعمال وأشغلت حاضرات المنتدى بالمقارنة بين اختلافات الشكل على الشاشة عنه على الواقع، والتساؤل حول المسلسلات التلفزيونية والبرامج الإخبارية وكيفية الاعتناء بالقوام والحفاظ على المظهر المتجدد.

وفتح حضور خديجة بن قنة، الإعلامية في قناة الجزيرة الفضائية، باب التساؤل حول واقع الحجاب في الفضائيات ومدى حيادية القنوات الاخبارية وحجم التنافس بين قناتي الجزيرة والعربية، إلا أن خبرتها الإعلامية التي تجاوزت الـ20 عاما ساهمت في إرضاء شغف المتسائلات والقفز برشاقة بين المواضيع المتفرقة، فيما أكدت بن قنة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الاعلامية لا بد أن تتمتع بسرعة بديهة وثقافة عالية قبل جمال الشكل.

أما الدكتورة ليلى الهلالي، التي ترأس مركز استشارات اجتماعية، فقد جاءت الأعمال التلفزيونية التي تقوم بكتابتها محل النقاش في المنتدى، رغم ثراء معلومات ورقتها التي حملت عنوان (واقع المرأة السعودية في سوق العمل)، الأمر الذي دعاها للتعليق مازحة عن عدم توقعها بأن يأخذ حضورها هذا الاتجاه، إلا أنها أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن للدراما التلفزيونية دورا كبيرا في دعم قضايا المرأة الاقتصادية والاجتماعية، قائلة «صوت المرأة من الممكن أن يكون من خلال هذه الأعمال». وكانت المفارقة أنه في حين انشغلت الخبيرات المشاركات بالمنتدى في بحث اتجاه الوضع الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة، تدافعت الأسئلة على الهلالي حول تحضيرات الموسم الرمضاني الذي تبقى عليه نحو 3 أشهر، حيث أفادت بأنها تجهز لعمل تلفزيوني كوميدي، لكنها ليست متأكدة إن كان الوقت سيسمح بالانتهاء من تصويره وعرضه في شهر رمضان أم لا. بينما لم تغب الاعلامية بثينة النصر، بوجهها التلفزيوني المألوف، عن ذات الحفاوة التي شدت الحاضرات لتكرار مصافحتها طيلة جلسات المنتدى الذي كانت المسؤولة عن تقديم فقراته. وبدت مساهمة الوجوه الاعلامية واضحة في كسر جمود المنتدى الاقتصادي وإغراء فئة كبيرة من الفتيات لحضور جلساته، حتى فاق عدد الحاضرات حدود الـ1000 سيدة، حيث تعترف فاتن الدوسري، طالبة جامعية، بأنها جاءت للمنتدى بصحبة زميلاتها بهدف مشاهدة الوجوه التلفزيونية المشاركة، في حين كانت هند الزاهد، مديرة مركز سيدات الأعمال بالشرقية، قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، بأن المنتدى سيحرص على تعزيز حضور صغيرات السن وجذبهن للاستفادة من الخبرات النسائية المشاركة.

هذا الاهتمام لم يكن مقتصراً على حاضرات المنتدى فقط، بل تجاوزه للاعلاميات اللائي تجمعن كـ«خلية نحل» حول خديجة بن قنة، التي أكدت لهن أنه لا توجد قناة اخبارية حيادية بالكامل، واسترسلت في ذكر بعض ملامح تجربتها والصعوبات التي واجهتها كإعلامية مهتمة بالشأن السياسي، وتركز معظم حديثها على صعوبات تغطية الحروب، خاصة الحرب الاسرئيلية الأخيرة على غزة، وأشارت لتأثرها في البكاء بإحدى المشاهد، قائلة «لسنا آلات، بل نمتلك مشاعر وأحاسيس».

من جهة أخرى، فقد كان لتنوع الوجوه النسائية المشاركة في المنتدى الاقتصادي جاذبية لدى سيدات المنطقة الشرقية والحاضرات من خارجها، حيث أوضحت طبيبة قادمة من دولة البحرين لـ«الشرق الأوسط» أنه رغم كونها غير معنية مباشرة بالحراك الاقتصادي وعالم المشاريع والاستثمار إلا أن تلاقح خبرات النساء العربيات البارزات في الاقتصاد والسياسة والإعلام دفعها للقدوم وحضور المنتدى.

ويعزز من ذلك التوصيات التي قدمها المنتدى مع ختام جلساته، التي جاء من ضمنها المطالبة بالعمل على إعلاء ثقافة تقدير المرأة، وإشاعة هذه الثقافة في كافة مؤسسات المجتمع انطلاقاً من المكانة المتميزة للمرأة في الإسلام، إلى جانب تعزيز دورها في خدمة المجتمع تفعيلاً لأدائها المجتمعي.