الأمير خالد الفيصل: نسعى إلى توفير فرص عمل لخريجات معاهد النور والأمل

قال لـ«الشرق الأوسط» إن استحداث قرارات جديدة في التعليم عائد للوزارة

TT

أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة عن سعيه إلى توفير فرص عمل لخريجات الجامعات والمرحلة الثانوية التابعات لمعهد النور خارج نطاق المعهد، إضافة إلى قبول طالبات معهد الأمل في الجامعات، وذلك فور مطالبة إحدى طالبات معهد النور بذلك خلال لقاء الأمير خالد الفيصل بطالبات وطلاب مدارس مدينة جدة مساء أمس الأحد في فندق هيلتون جدة.

وقال الأمير خالد الفيصل لـ«الشرق الأوسط» إن استحداث قرارات جديدة في وزارة التربية والتعليم بعد هذا الحوار عائد على الوزارة نفسها.

وكانت مسألة طرح طلاب وطالبات مدارس جدة أسئلتهم على الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة خلال اللقاء الذي جمعهم به موضع نقاش بين مجموعة من الحضور الذين تساءلوا حول إمكانية اتصاف هذا الحوار بالشفافية دون تحجيم من قبل إدارة التربية والتعليم لهؤلاء الطلبة والطالبات، متوقعين أن يكون هناك تنظيم مسبق فيما بينهم عند وضع أسئلة النقاش التي عرضت على أمير منطقة مكة المكرمة، غير أن اختيار الأمير للطلاب بشكل عشوائي أثبت عكس ذلك.

وأكد عبد الله الثقفي، مدير إدارة التربية والتعليم للبنين في جدة، أن طلاب وطالبات المدارس في هذا العصر تجاوزوا مرحلة التفكير بالنيابة عنهم أو تأطيرهم أو حتى الكتابة لهم، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الأسئلة المطروحة خلال اللقاء كانت من بناء الطلبة ومن أفكارهم دون أي تنظيم مسبق لها، لافتا إلى أن إعطاء الأمير خالد الفيصل حرية اختيار طارحي الأسئلة أكبر دليل على ذلك.

وأشار إلى أن الطلاب والطالبات وصلوا إلى مرحلة الإدراك والتفكير والتعبير بحرية وجرأة وأسلوب عال، وأضاف أن هذا اللقاء يعد إحدى وسائل بناء الفكر للتوجه نحو العالم الأول، لا سيما أن الرؤى التي طرحها أمير منطقة مكة المكرمة ووضعها الطلاب في أسئلتهم سيكون لها الأثر في بناء الأجيال والبرامج والأنشطة.

وشدد مدير إدارة التربية والتعليم للبنين في جدة على ضرورة توفير قنوات التواصل بين الإدارة والطلاب بهدف أخذ آرائهم في كل ما يتصل بالتعليم والمناشط وما يخص حياتهم، لافتا إلى أن ما تم طرحه في اللقاء سيسهم في بناء خطط إدارة التربية والتعليم للبنين والبنات في جدة.

وجمع اللقاء أكثر من 90 مدرسة ثانوية للبنات، مثلتها 10 طالبات من كل مدرسة، فيما تجاوز عدد مدارس المرحلة الثانوية للبنين 200 مدرسة ممثلة بنحو 8 إلى 10 طلاب من كل مدرسة، إذ وجهت إدارة التربية والتعليم دعوة للأمير خالد الفيصل من أجل الالتقاء بالطلاب والطالبات من منطلق ضرورة مشاركتهم في الحوار.

ودارت أسئلة الطلاب والطالبات حول ثلاثة محاور تم اختيارها بناء على رؤيتهم واتجاهاتهم ورغبتهم في الوصول إلى ما يفيدهم في مستقبلهم المهني والتعليمي، والمتضمنة اعتدال المنهج السعودي والشباب وثقافة الإحباط، بالإضافة إلى محور الاستنفار التنموي.

وذكرت الدكتورة سامية بن لادن، مساعدة مدير التربية والتعليم للبنات في جدة، أن الإدارة حرصت على تغطية جميع تلك المحاور من خلال مداخلة الطالبات، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: شهد الملتقى مشاركة جميع فئات طالبات المرحلة الثانوية والمتمثلة في التعليم العام والأهلي والتربية الخاصة. مؤكدة أن كافة أسئلة الطالبات ستكون محل اهتمام أمير المنطقة.

وأرجع الأمير خالد الفيصل خلال حواره مع الطلبة والطالبات سبب الإحباط الذي يعيشه كثير منهم إلى طريقة التربية التي يعتمد عليها معظم الأهالي، وقال إن الأطفال في المنازل لا تتاح لهم فرصة الحديث وإبداء الرأي واللعب بحرية، إذ إنهم ينشأون على ثقافة «العيب» التي من شأنها أن تستمر معهم كمشكلة حتى بعد تخطي مرحلة الشباب، مؤكدا أن الأمثال الشعبية التي يتداولها المجتمع السعودي تعد من وسائل الإحباط أيضا.

وأشار إلى أن معظم انتقادات المجتمع التي تؤدي إلى تفشي الإحباط عادة ما تطال مشاريع التنمية، مطالبا المواطنين بمتابعة وسائل الإعلام المختلفة للنظر إلى ما يحدث حول العالم من كوارث ونكبات وحروب أهلية بعكس ما تتمتع به السعودية من ميزات.

وذكر الأمير خالد الفيصل أنه ستتم إعادة النظر في مراكز الأحياء بمنطقة مكة المكرمة من أجل إدخال مرافق ترفيهية للرجال والنساء، إضافة إلى محاسبة المسؤولين عن قيام مخططات غير نظامية في جنوب شرقي مدينة جدة، معتبرا أن من المهام القادمة له شخصيا العمل على إيصال كافة الخدمات للمخططات النظامية في تلك الناحية بهدف إدخالها ضمن مدينة جدة المتطورة.

ودعا في هذا الصدد أحد الطلاب إلى زيارة معرض استراتيجيات أمانة مدينة جدة لعشر سنوات قادمة الذي سيفتتح مساء اليوم الاثنين.

وحول سؤال الطلاب عن جدوى اختبار القدرات والقياس الذي يعد أحد شروط القبول في الجامعة اكتفى أمير المنطقة بقوله «لا أعرف».

وبالعودة إلى عبد الله الثقفي، مدير إدارة التربية والتعليم بجدة، الذي أفاد بأن تمثيل المرحلتين الابتدائية والمتوسطة لم يكن بالشكل الكبير، على اعتبار أن قضايا المرحلة الثانوية تعد ملحة، خصوصا أنهم يتجهون من خلالها إلى الجامعات وسوق العمل، الأمر الذي يجعلهم بحاجة إلى مثل تلك الملتقيات.

وأضاف: تقيم إدارة التربية والتعليم بشكل مستمر ملتقيات حوارية تستهدف كافة المدارس على اختلاف مراحلها التعليمية، مؤكدا أن مشاركة الطلاب والطالبات في الحوار يعتبر أمرا مهما.