سكان العيص غادروا بيوتهم.. ويأملون في عودة قريبة

زلزال الخميس أجبرهم على تغيير قناعاتهم بترك منازلهم

سلمان العنزي يتحدث لـ«الشرق الأوسط»
TT

يجلس سلمان العنزي احد سكان مركز العيص ويده على خده، بعد ان اضطر إلى الخروج من قريته التي رُبي وترعرع بين جبالها وهضابها، وظل طيلة عقوده السبعة الماضية يستنشق هواءها، رغم رفضه المسبق الخروج منها مهما كان السبب.

العم سلمان يجلس وهو يفكر متى سيعود إلى منزله مرة اخرى بعد انفراج هذه الازمة، رغم حالة الخوف والهلع التي يعيشها اهالي العيص منذ اول هزة بدأت في اراضيهم قبل نحو الشهرين، مؤكدا انه لم يكن ليخرج من بيته لولا القرار الاجباري بإخلاء تلك المنطقة بشكل عاجل وسريع، عقب الهزة الأخيرة التي بلغت 5.39 درجة بمقياس ريختر.

والحال ينطبق على سكان العيص الذين لا يريدون الخروج من بيوتهم، لكنهم خرجوا مكرهين على امل عودة قريبة، رافعين ايديهم إلى السماء بالدعاء ان تزول هذه الغمة بالخير، حيث يصف سلمان عطا الله العنزي ردود أفعال المحيطين به، خلال حديث لـ «الشرق الأوسط» بقوله «رفض معظم سكان المنطقة الخروج منها، حتى أول من امس، وقرروا المغادرة عقب أحداث يوم الخميس». موضحا «ذلك الأمر الذي جعلني أنتقل أنا وعائلتي إلى منطقة المثلث الواقعة على طريق ينبع وتبعد عن العيص نحو 60 كيلو مترا».

وأكد سلمان العنزي أنه بصدد نقل أبنائه الثلاثة الذين ما زالوا في المرحلة الابتدائية إلى مدارس المثلث، بعد أن تركوا مدارسهم في المنطقة المهددة بالخطر، وذلك خوفا عليهم مما سيحدث لاحقا، لا سيما أنهم باتوا يرتعدون حتى من رؤية الأكياس البلاستيكية المتحركة ظنّا منهم أن حركتها ناتجة من وقوع الزلازل في أرض العيص.

وأضاف أن رجال الدفاع المدني والأمن بذلوا جهودا كبيرة وخدمات لا حصر لها من أجل سلامة المنطقة، غير أنهم لا يملكون شيئا باعتبار أن كل أمر بيد الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن عددا من رجال الأمن اضطروا لترك أسرهم وأبنائهم منذ فترة ليست بالقصيرة من أجل تأدية عملهم وتقديم الخدمات لأهالي منطقة العيص.

وعلى بعد نحو 40 كيلو مترا من «العيص»، تقع منطقة «البديع» التي يسكن فيها فالح بنيا الحبيشي، والذي ذكر بأن الوضع كان يسوده الهدوء حتى أول من أمس، غير أنه اختلف بمجرد أن دق جرس الساعة السادسة مساء. ويقول لـ«الشرق الأوسط» «في هذه الساعة وقعت هزة أرضية شعرنا بها وسمعنا صوتها الذي يشبه صوت الرعد، الأمر الذي أثار حالة الفزع لدى الأطفال والنساء» مشيرا إلى أن الهزّات الأرضية والصدوع تسببت في حدوث شقوق بجدران منازل سكان منطقة البديع.

وأضاف «جرّاء تلك الأوضاع، أصبحنا نخشى من المكوث داخل المنازل خوفا من سقوطها علينا، وصرنا نختار من الشوارع وفناءات المنازل ملاذا لنا نحتمي فيه علّنا نتفادى البيوت التي قد تسقط في حال ازدادت تلك الهزات».

وكان أهالي جميع القرى المجاورة لحرّة الشاقة شعروا صباح أول من أمس بهزة أرضية في كل من العيص والقراصة وهجرة الهدمة وهجرة العميد ونويبعة والرويضات والفرع والسهلة والمرامية والمشاش ووادي سنان والصحفة، وامتدت إلى أملج وينبع والأحياء الشمالية من المدينة المنورة.

وفي الوقت نفسه تم إيقاف استقبال النازحين من أهل العيص في ينبع بعد أن شغلت نحو 540 أسرة جميع الفنادق والشقق ومراكز الإيواء بينبع وضواحيها، ما دفع الجهات المعنية إلى إحالتهم للمدينة المنورة، إذ بلغ عدد الواصلين إليها حتى أول من أمس نحو 3319 فردا.