الإعلان عن أول لجنة تطوعية في حائل

أنتجتها حادثة إنقاذ سيدة من مياه الأمطار الأسبوع الماضي

أمير حائل مُستقبلاً الشبان الثلاثة الذين أنقذوا سيدة من مياه السيول الأسبوع الماضي (تصوير: فريح الرمالي)
TT

قادت عملية إنقاذ سيدة من مياه السيول والأمطار، كان أبطالها 3 شُبان في حائل (شمال السعودية) الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة تعنى بالعمل التطوعي، تعمل على فتح أبواب التدريب والعناية بالمتطوعين.

وتعمل اللجنة على تهيئة المتطوع ليُقدم خدمات، جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية، التي تعمل على إجراء عمليات إنقاذ وغوث حال وقوع طوارئ.

وجاء إنشاء اللجنة الأولى من هذا النوع في حائل، بناءً على إيعاز من الأمير سعود بن عبد المحسين أمير منطقة حائل، لتُحاكي ابرز التجارب العالمية في خدمة المجتمع والخدمات المساندة للدفاع المدني، والمجالات الإنسانية الأخرى.

وأشاد أمير حائل خلال لقائه بالشبان الثلاثة، بروحهم التي لا تختلف عن روح وإقدام شباب الوطن، وقال: « لقد كرمناهم تشجيعاً لهم، ليحذوا أقرانهم بهم».

يُشار إلى أن الأمطار التي شهدتها حائل الأسبوع الماضي على منطقة حائل، تسببت في خسائر بشرية ومادية، كان أبرزها وفاة 6 أشخاص منهم 4 أطفال.

وكانت الأيام الماضية، شاهدةً على احتجاز العديد من الأسر والأفراد بمياه الأمطار والأودية، وهو ما قاد العديد من الأهالي، للقيام بعمليات إنقاذ صعبة وبطولية تظهر مدى تقبل المجتمع لفكرة التطوع في مجال الانقاذ. من جانبٍ آخر، أنهى أمس فريق «رحلة لأجل المملكة» 20 في المائة من إجمالي مسافة الرحلة، التي تقدر بـ8000 كيلومتر، تشمل زيارة المناطق الادارية السعودية، إضافةً إلى زيارة 40 مدينة وقرية، لينتهي المطاف بهم في حائل.

وأشار أنور أحمد حلمي منسق وقائد الرحلة، وأحد مجموعة ملاك دراجات هارلي في السعودية، إلى أن الرحلة تهدف للتعريف بالأماكن السياحية والآثار في السعودية، إضافةً إلى دعم جمعية سند لسرطان الأطفال، كونها الأولى من نوعها التي تقوم بالمرور على 13 منطقة إدارية.

وانطلقت الرحلة من الرياض، مروراً بالمنطقة الشرقية، ومن ثم حفر الباطن، ثم إلى منطقة القصيم، ثم حائل، فيما ستتواصل الرحلة، لتشمل الجوف، ومنطقة الحدود الشمالية، وتبوك، ثم المنطقة الغربية إلى المنطقة الجنوبية ثم العودة للعاصمة الرياض. من جانبٍ آخر، روى صالح الشمرى (29 سنة)، الذي أُنقذت زوجته الأسبوع المنصرم من مياه الأمطار، التجربة التي عاشها، خلال ذهابهما للتنزه فى أحد المتنزهات بمنطقة حائل، التي كادت تتحول لكارثة، عقب 5 أشهر من زواجهما.

وقال لـ«الشرق الأوسط»، «ذهبت مع زوجتي للتنزه عصر يوم الثلاثاء الماضى، وتحديداً إلى منطقة (متنزه مشار)، حيث يجتمع أغلب أهالي المنطقة لرؤية المياه، التي تجمعت من جراء الأمطار الغزيرة، التي شهدتها حائل خلال الايام الماضية، وأثناء مروري بمنطقة مرور المياه، انجرفت في مياه غزيرة، حرفت لتحرف سيارتي عن مسارها، وجرفتها لحدود الهاوية».

ويكمل الشمري روايته «حينها بدأت المياه في غمر السيارة، وأخذت المياه تغطي جميع أركانها ، وقفنا مذهولين، لا نعلم ماذا نفعل، على الرغم من أن السيارة من نوع الجيب المرتفع، وتستطيع قطع مثل تلك الأماكن بسهولة، إلا أنها وقفت عاجزة وسط تلك المياه القوية عن مقاومة الجرف الهائل لها، وسط ذهول وعجز أصبنا بهما، فيما ترقبنا الموت أنا وزوجتي، دون استطاعة على فعل شيء».

وحذّر الشمري مُرتادي الأماكن البرية، خصوصاً في أوقات هطول الأمطار الغزيرة، بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الانجراف في مياه السيول والأودية القوية، مُشيراً إلى ما أسماه «شهامة» الشبان الثلاثة، الذين أنقذوه وزوجته من موتٍ مُحقق.